غزوة تبوك
(1)
غزوة الطائف
فلولُ "حُنينٍ" وقد هُزِمَتْ
تداعَتْ بمكرٍ وقد جَمَّعتْ
فلولَ "هوازنَ" في جندها
كذاكَ "ثقيفاً" ومن حرَّضَتْ
فلولٌ لحقدٍ وقد أزمعتْ
أتَاها حصادٌ وقد أسرفَتْ
غزاهُم رسولٌ نبيٌّ كريمٌ
ومن يَغْزُ يُعطَ جَنَىً أينعَتْ
ففي "طائفِ" الخيرِ ذلَّتْ رقابٌ
لبغيِ الفُلولِ ... وكم خَنَعَتْ؟!
وقد طُوِّقَ الحصنُ شهراً تماماً
وأبلَتْ جموعٌ بما صبَرَتْ
سهامُ الأعادي لقد ثقَّبَتْهُمْ
فَحَارتْ جيوشٌ بما أعتَدَتْ
؛؛ فقاموا بتصنيعِ دبَّابةٍ1
فكانت دريئتَهُمْ من عَنَتْ
"وللمنجنيقِ" مداهُ الذي
يَدُكُّ الحصُونُ وينهي السُّبَتْ
"وسلمانُ"2 صنَّعَهُ باقتدارٍ
فدوَّتْ حجارتُهُ وارتمتْ
********
ولكنَّ حِبَّ الإلهِ الأمينَ
عزيزٌ عليه ظهُورُ العَنَتْ
حريصٌ على المؤمنينَ رؤوفٌ
فلا يهلِكونَ بموْتٍ وفوْتْ
فقالَ لأجنادِهِ أن يفكُّوا
حصاراً فلا نصرَ فيهِ يُبَتّْ
... رجوعاً إلى يثربٍ بانتصارٍ
،، وهذي الجحافلُ قد سُحبتْ3
1 صنَّع المسلمون دبابة خشبية ليدرؤوا عنهم سهام العدو الذي يرميهم من أعالي حصونه؛ فيزحفوا على الحصن فيفتحون أبوابه
2 نقل سلمان الفارسي –رضي الله عنه- صنع المنجنيق من الفرس للمسلمين؛ فرموا الحصون بالحجارة
3تم توافق المسلمين على الانسحاب من حصون الطائف لأن المتحصنين فيها قد أعدوا مؤونة سنة؛ فرجعت جموع المسلمين إلى يثرب
(2)
تجهيزُ جيشِ العسرةِ
تداعتْ جموعُ بني الأصفرِ
بجيشٍ يهدُّ ذُرى "إذخرِ"
غساسنةُ العُرْبِ قد عاضدُوهمْ
؛ كذلك ديدنُ من يفتري
فحربُ "المدينةِ" مأربُهُمْ
وفي ذاك تسعى خُطى الأكفرِ
وفي "عسرةٍ" من عِدادٍ ومالٍ
وقيظٍ كحرِّ فَلَا تدمرِ
تجهَّزَ جيشُ الرَّسولِ النَّبيِّ
وجودُ الصَّحابةِ كالأنهرِ
؛فعثمانُ صاحبُ قِدْحٍ مُعَلَّى
وهل مثلُهُ في الصِّحَابِ ثري؟
؛مئاتٌ من النُّوقِ جهَّزَهَا
،ومن يوقفُ المدَّ في الأبحُرِ؟
،،فصَبَّ الدَّنانيرَ في "حِجْرِ حِبٍّ"1
فهل بعدَ ذلك من يمتري؟!
"وَمَا ضَرَّ عثمانَ بعدُ فِعَالاً"
فطوبى الجِنانُ لمن يشتري
وفاروقُ أمَّتِنَا قد أتى
"بشطرٍ" يرومُ ذرى المشتري
يريدُ التباري، و "صِدِّيقُنا"3
..رمى الكلَّ فضلاً... ومن يجتري؟!
فمن ذا يجاريهِ في جودِهِ
وهل بزَّ نِدٌّ مدى الأَعصُرِ؟؟
وأما عطاءُ الفقيرِ فكانَ
"بجهدٍ" وقد سامَهُ المفتري4
؛فقد سلقوهم بألسنةٍ
حِدادٍ وسخريةِ الممتري
: جهادٌ بمالٍ، وثانٍ بجهدٍ
؛ مهورٌ لدفعِ أذى الكافرِ
وأمَّا الخوالفُ إذ قَعَدوا
فباؤوا بخزيِ مدىً أخسرِ
1 جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ بِأَلْفِ دِينَارٍ فِي ثَوْبِهِ، حِينَ جَهَّزَ النَّبِيُّ ﷺ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، قَالَ: فَصَبَّهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ ﷺ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ، يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: "مَا ضَرَّ ابْنُ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ" يُرَدِّدُهَا مِرَارًا"
2 وأمّا عمر بن الخطاب فقد تصدق بنصف ماله وظن أنه سيسبق أبا بكر بذلك، حيث روى عمر عن ذلك حيث قال: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا أَنْ نَتَصَدَّقَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ مَالًا عِنْدِي، فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟»، قُلْتُ: مِثْلَهُ، قَالَ: وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟» قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ: لَا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا"
3 الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (التوبة)
الزَّكاةُ المقبِلَةُ
والبكَّاؤون
(3)
أتوا للرسولِ ليحملَهُمْ
همُ الفقراءُ من المسلمينْ
ولم يملكوا للجهادِ متاعاً
يريدونَ غزواً مع المؤمنينْ
تولَّوا وأعيُنُهُمْ قد جَرَتْ
بدمعٍ وحزنٍ ووَجْدٍ هَتُونْ
؛فلم يملكوا للجهادِ رَكُوبَاً
فكانوا بذالك في الواجدينْ
و(عُلْبَةُ)1 إذ لم يجدْ عُدَّةً
تصدَّقَ عفواً على المخطئينْ!
و "يامينُ"2 يبكي لشدةِ فقرٍ
وألاَّ يكونَ مع النَّافرينْ
تفيضُ عيونُ الحزانى دماً
فلم يجدوا –صَاحِ- ما ينفقونْ
بكاءٌ ودمعٌ ووَجْدٌ عميمٌ
؛ فقد حُرموا اليومَ ما يُحملونْ
...وقد قالَ حِبُّ الإلهِ الرسولُ:
عدمْتُ مَتَاعاً بما ترغبونْ
********
ومن جاءَ بالصَّاعِ مُدَّاً وتمراً
تقبَّلَ ربُّكَ في المنفقينْ
،،وصارَ مثاراً لمن نافقوا
بهزءٍ ولمزٍ وغمزِ الظُّنُونْ
وقد سَخِرَ اللهُ منهم لذاكا
ونُزِّلَ في ذاكَ نصٌّ مبينْ
1كما يُذكر أن الصحابي عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ صلى من الليل وبكى، وَقَالَ: «اللهُمَّ إِنَّكَ قَدْ أَمَرْتَ بِالْجِهَادِ، وَرَغَّبْتَ فِيهِ، ثُمَّ لَمْ تَجْعَلْ عِنْدِي مَا أَتَقَوَّى بِهِ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَلَمْ تَجْعَلْ فِي يَدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ مَا يَحْمِلُنِي عليه، وَإِنِّي أَتَصَدَّقُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ بِكُلِّ مَظْلِمَةٍ أَصَابَنِي بِهَا فِي مَالٍ أَوْ جَسَدٍ أَوْ عِرْضٍ ثُمَّ أَصْبَحَ مَعَ النَّاسِ»، فقَالَ الرسول مُحمد: «أَيْنَ الْمُتَصَدِّقُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ؟»، فَلَمْ يَقُمْ له أَحَدٌ، ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَ الْمُتَصَدِّقُ؟» فَلْيَقُمْ، فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ الله: «أَبْشِرْ فو الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ كُتِبْتَ فِي الزَّكَاةِ الْمُقْبِلَةِ»
2وروي أيضًا «أَنَّ يَامِينَ بْنَ عَمْرِو بْنِ كَعْبٍ لَقِيَ أَبَا لَيْلَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ وعبد الله بن مغفل وَهُمَا يَبْكِيَانِ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكُمَا فَقَالَا جِئْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ لِيَحْمِلَنَا، فَلَمْ نَجِدْ عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُنَا، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى الْخُرُوجِ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَأَعْطَاهُمَا نَاضِحًا لَهُ فَارْتَحَلَاهُ وَزَوَّدَهُمَا شَيْئًا مِنْ لَبَنٍ فَخَرَجَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ"
الخروج لتبوك
وقعودُ المنافقين
(4)
وأخلفَ حِبُّ الإلهِ الكريمْ
"عليَّاً" يفوزُ بخيرٍ عظيمْ
فقال: "أتُخلفُني في النِّساءِ
وفي صِبْيَةٍ المسلمينَ أقوم"؟
فقال الرسولُ ألم ترضَ أن
تكونَ الخَليفَ الكريمَ الرَّؤومْ؟
تكونَ كهارونَ منِّي خليفاً
؛ فموسى نبيٌّ رسولٌ كليم
؛فسُرَّ عليٌّ ببشرى النَّبيٍّ
أقامَ بيثربَ يحمي التخومْ
*********
وجاءَ المنافقُ في كلِّ عذرٍ
فيقعدَ عن حربِ نِدٍّ غشُومْ
فمنهم تعذَّرَ بالغانياتِ
؛ نساءِ العدوِّ الكفورِ الظلومْ1
وقاموا بتثبيطِ من نفروا
وذلك فعلُ البئيسِ الرجيمْ
لقد بعُدتْ شُقَّةُ الحربِ عنهُمْ
فقيلَ اقعدوا معْ جبانٍ سقيمْ
ولو كانَ قصدُ النبيِّ قريباً
لكانَ اتِّباعُ النبيِّ الكريمْ2
تبوكٌ لقد فرَقَتْ بينَنَا
وبين المنافقِ فيما يرومْ
فكانتْ "براءةُ" فاضِحةٌ
تعرِّي الجهولَ الخمولَ الأثيمْ
1 وروي أن رسول الله قال وهو في جهازه لتبوك، للجد بن قيس: «هَلْ لَكَ يَا جَدُّ الْعَامَ فِي جِلَادِ بَنِي الْأَصْفَرِ؟»، فقال: «يَا رَسُولَ اللَّهِ أو تأذن لي ولا تفتني، فو الله لَقَدْ عَرَفَ قَوْمِي مَا رَجُلٌ أَشَدُّ عَجَبًا بِالنِّسَاءِ مِنِّي، وَإِنِّي أَخْشَى إِنْ رَأَيْتُ نِسَاءَ بني الأصفر أن لَا أَصْبِرُ عَنْهُنَّ»، فأعرض عنه رسول الله، وقال: «قَدْ أَذِنْتُ لَكَ"
2 تحدث القُرآن الكريم عن موقف المنافقين، جاء في القرآن: لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (10)، وذكر ابن كثير: «يَقُولُ مُوَبِّخًا لِلَّذِينِ تَخَلَّفُوا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي غزوة تبوك وقعدوا بَعْدَ مَا اسْتَأْذَنُوهُ فِي ذَلِكَ مُظْهِرِينَ أَنَّهُمْ ذَوُو أَعْذَارٍ وَلَمْ يَكُونُوا كَذَلِكَ فَقَالَ: لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:غَنِيمَةٌ قَرِيبَةٌ وَسَفَراً قاصِداً أَيْ قَرِيبًا أَيْضًا لَاتَّبَعُوكَ أَيْ لَكَانُوا جَاءُوا مَعَكَ لِذَلِكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ أَي الْمَسَافَةُ إِلَى الشَّامِ..
تخلُّفُ
أبي ذرٍّ الغفاريِّ
عن ركب تبوك
(5)
تباطأَ رَحْلٌ وعزَّ المسيرْ
و "وجندبُ" هابَ مريرَ المصيرْ
فخلَّفَ في البرِّ ناقَتَهُ
وطارَ بجنحِ الفؤادِ الكسيرْ
يريدُ اللَّحاقَ بصحبتِهِ
فلا عاشَ إنْ هو عَقَّ الأميرْ
وشدَّ المتاعَ على ظهرِهِ
وغذَّ المسيرَ بشوبِ الهجيرْ
فلمَّا تراءتْ طيوفُ السَّرابْ
وشَامَ الصَّحابةُ شيئاً يسيرْ
وحيداً وئيداً يرومُ الصِّحَابَ
ويحملُهُ للرسولِ الشُّعُورْ
فقالَ لهم : إنَّهُ جُندُبٌ
وكانَ اللِّقَاءُ وفاضَ الحُبُورْ
"سيمشي وحيداً.. ويفنى وحيداً
،، كذلك يُبعثُ يومَ النُّشُورْ"
(6)
استمطارٌ1
صَدَىً قد أصابَ جموعَ الصِّحَابْ
تقطَّعُ منهُ بذاكَ الرِّقَابْ
تَنَادوا لماءٍ يُطفِّي الظَّمَا
وطافوا السُّهولَ وجابُوا الشِّعَابْ
وقامُوا ببقرِ بطونِ الجِمَالِ
ليحظوا ببعضِ أقلِّ الشَّرابْ
فقالَ الصَّديقُ الصَّدُوقُ لهُ
أَيَا حِبُّ نرجُو الدُّعاءَ المُجَابْ
فأنت الرَّسولُ النَّبيُّ الأمينُ
وربُّكَ بَرٌّ كريمُ الجَنَابْ
فقالَ صَفِييِّ تُحبُّ الدُّعَاءَ؟
فقالَ : نعمْ... إنَّهُ مستجابْ
وإذْ بالغَمَامِ يُظلِّلُهُمْ
وتبكي بودْقٍ عيُونُ السَّحَابْ
أَغاثَ الإلهُ برحمَتِهِ
بهائمَ تشكو أوارَ السَّغَابْ
،،ويسقي بذاكُمْ أناسِيَّنَا
يُجيرُ برحمتِهِ من أصَابْ
؛؛ فشكراً وحمداً إلهَ السَّماءِ
فأنتَ أغَثْتَ بمَا يُستطابْ
1قيل لعمر بن الخطاب: «حدثنا عن شأن ساعة العسرة»، فقال عمر: «خَرَجْنَا إِلَى تَبُوكَ فِي قَيْظٍ شَدِيدٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا أَصَابَنَا فِيهِ عَطَشٌ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّ رِقَابَنَا سَتَنْقَطِعُ , حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ يَذْهَبُ يَلْتَمِسُ الْمَاءَ فَلَا يَرْجِعُ حَتَّى يَظُنُّ أَنَّ رَقَبَتَهُ سَتَنْقَطِعُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْحَرُ بَعِيرَهُ فَيَعْصِرُ فَرْثَهُ فَيَشْرَبُهُ فَيجْعَلُ مَا بَقِيَ عَلَى كَبِدِهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَوَّدَكَ فِي الدُّعَاءِ خَيْرًا فَادْعُ لَنَا، فَقَالَ : "أَتُحِبُّ ذَلِكَ"؟ قَالَ : نَعَمْ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَلَمْ يُرْجِعْهُمَا حَتَّى قَالَتِ السَّمَاءُ فَأَظَلَّتْ ثُمَّ سَكَبَتْ فَمَلَؤُوا مَا مَعَهُمْ، ثُمَّ ذَهَبْنَا نَنْظُرُ فَلَمْ نَجِدْهَا جَازَتِ الْعَسْكَرَ»
(7)
الفاروق
عمر بن الخطاب
وغزوة تبوك1
،، كذاكَ أصَابَ الجُنُودَ سَغَابْ
وهم في الطَّريقِ قُبَيْلَ احترابْ
فَسَدَّوا السُّعارَ بأكلِ الجِمَالْ
وهنَّ الرَّواحلُ في شهرِ آبْ
"أبو حفصٍ" الملهَمُ المستشارُ
أشارَ وكانَ لديهِ الصَّوابْ
رأى أنَّ في ذاكَ مهلكةً
وفيهِ قُعُودٌ سيُبلي الشَّبَابْ
فقالَ لحِبِّ الإلهِ النَّبيِّ
لتدعُ الإلهَ... ومنهُ الجَوَابْ
فقالَ الحبيبُ لصحبٍ كرامٍ
سأدعو؛ فهاتوا الغِذَا والشَّرابْ
فَصَارَ الطَّعامُ اليسيرُ كثيراً
وليسَ بذا عَجَبٌ أو العُجَابْ
؛ رسولٌ يُؤيَّدُ بالمعجزاتْ
وربٌّ كريمٌ يُفيضُ الثَّوابْ
...وكلٌّ أصَابَ هنيئَاً مريئَاً
بفضلِ رسولٍ نبيٍّ مُجَابْ
وقد أكَلَ الجيشُ من ذا تِبَاعاً
وفاضَ الطَّعامُ .. وزادَ الشَّرابْ
********
ولمَّا دنوا من "تبوكٍ" رأوا
فلولَ العدوِّ سَعَتْ للسَّرابْ
لقد جبنوا عن قتالِ النبيِّ
ففرُّوا وقد سَامَهُمْ إكتئابْ
فقالَ الرسولُ لنتبعْهُمُ
نُشرِّدُ من خلفَهُمْ من ذئابْ
"أبو حفصٍ" المستشارُ الأمينُ
أشارَ برأيٍ وفيهِ الصَّوابْ
: رجوعاً رجوعاً إلى يثربٍ
لئلا نتوهَ بأرضٍ يبابْ
1مشورة عمر بن الخطاب
أصابت جيش العسرة مجاعة أثناء سيرهم إلى تبوك، فاستأذنوا النبي في نحر إبلهم حتى يسدوا جوعتهم، فلما أذن لهم النبي في ذلك جاءه عمر فأبدى مشورته في هذه المسألة، وهي أن الجند إن فعلوا ذلك نفدت رواحلهم وهم أحوج ما يكونون إليها في هذا الطريق الطويل، ثم ذكر حلا لهذه المعضلة وهو: جمع أزواد القوم ثم الدعاء لهم بالبركة فيها، فعمل بهذه المشورة حتى صدر القوم عن بقية من هذا الطعام بعد أن ملأوا أوعيتهم منه وأكلوا حتى شبعوا...وعندما وصل رسول الله إلى منطقة تبوك وجد أن الروم فروا خوفًا من جيش المسلمين، فاستشار أصحابه في اجتياز حدود الشام، فأشار عليه عمر بن الخطاب بأن يرجع بالجيش إلى المدينة وعلل رأيه بقوله: إن للروم جموعًا كثيرة وليس بها أحد من أهل الإسلام، ولقد كانت مشورة مباركة.
(8)
المعركة
كَفَى اللهُ صحبَ النَّبيِّ القتَالَا
فكم من حروبٍ أقلَّتْ وَبَالَا؟!
تَفَرَّقَ جمعُ العدوِّ يميناً
وفرُّوا يَجُرّونَ خزيَاً شمَالَا
وَمَا ذاك إلاَّ بفضلِ الإلَهِ
وما النَّصرُ إلاَّ إذا الرَّبُّ قالا
فقد سرقَ الرَّعبُ قلبَ الأَعَادي
يظنُّونَ جمعاً... وكانَ خيالا
وردَّ الإلهُ العدوَّ بغيظٍ
ولم يحصدوا غيرَ خُسرٍ مآلا
وأورثَهُمْ أرضَهُمْ ودياراً
عطاءً من اللهِ يرقى الجبالا
وقد جاءَ أعداءُ يثربَ طوعاً
يؤدون فرضَ الوفا والوصالا
يريدون أمناً وصلحاً وسِلْمَاً
ولم يكُ ذلك قيلاً وقالا
؛ففي "أيلةٍ" قامَ وفدُ النَّصَارَى
بتقديمِ صُلحٍ يجبُّ القتَالا
ومثلُهُمُ "دومةُ الجندلِ"
لقد وثَّقُوا عهدَهُمْ والحبَالا
فكانتْ تبوكُ فتوحاتِ نصرٍ
ومنَّاً كريماً... ونِعْمَتْ مآلا
(9)
المعجزات النبوية
في تبوك
آ/ سحابة
أُوامٌ يقطِّعُ جوفَ الجُنُودْ
وظمأى يرومُونَ قطرةَ ماءْ
صدَىً قد أقَضَّ مضاجعَهُمْ
وقد رفعوا أيدياً للسَّمَاءْ
نبيُّ كريمٌ يقولُ إلهي :
تكرَّمْ بقطْرٍ يُغيثُ الظِّمَاءْ
فمرَّتْ سحابةُ1 ربٍّ كريمٍ
أغاثَتْ هُيَامَاً أقَضَّ المَضَاءْ
فقال الصَّحابةُ حمداً وشكراً
؛ كذلك يفعلُ فينا الدَّعَاءْ
وقال المنافق : "غيمةُ صيفٍ"
؛؛ فقد غمرَ القلبَ فيضُ غُثَاءْ!!
سحابة الماء1
لما جاز النبي حجر ثمود أصبح الناس ولا ماء لهم فشكوا ذلك إلى رسول الله فدعى رسول الله ربه واستسقى لمن معه من المسلمين فأرسل الله سحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس واحتملوا حاجتهم من الماء، فقد روى ابن إسحاق: «حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رجال من بني عبد الأشهل قَالَ: قُلْتُ لِمَحْمُودِ: هَلْ كَانَ النَّاسُ يَعْرِفُونَ النِّفَاقَ فِيهِمْ؟ قَالَ: نعم وللَّه، إنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَعْرِفُهُ مِنْ أَخِيهِ وَمِنْ أَبِيهِ وَمِنْ عَمِّهِ وَفِي عَشِيرَتِهِ، ثُمَّ يَلْبَسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَى ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ مَحْمُودٌ: لَقَدْ أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ قَوْمِي عَنْ رَجُلٍ مِنْ الْمُنَافِقِينَ مَعْرُوفٌ نِفَاقُهُ، كَانَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَيْثُ سَارَ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ بِالْحِجْرِ مَا كَانَ، وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ دَعَا، فَأَرْسَلَ اللَّهُ السَّحَابَةَ، فَأَمْطَرَتْ حَتَّى ارْتَوَى النَّاسُ قَالُوا: أَقْبَلْنَا عَلَيْهِ نَقُولُ: وَيْحَكَ، هَلْ بَعْدَ هَذَا شَيْءٌ! قَالَ: سَحَابَةٌ مَارَّةٌ».[61][62]
خبر ناقة رسول الله
(10)
ب / ناقة الرسول
تضلُّ طريقها إلى تبوك1
و"قصواؤُهُ" وهْيَ تمشي رويداً
ببيداءَ ضَلَّتْ سواءَ السَّبيلْ
فقد حبستْهَا زِمَامُ زروعٍ
؛ فقالَ المنافقُ أينَ الدليلْ؟
تضلُّ ركوبُ النَّبيِّ بليلٍ
، فأينَ "الأمينُ" فيهدي الرَّسولُ؟؟
نبيُّكُمُ يزعمُ المعجزاتِ!
ليأتِ لنا بخُطَامِ الذَّلولْ!!
أليسَ يجيءُ بقولِ السَّمَاءِ؟؟؟
وجبريلُ يردُفُهُ بالنُّقُولْ؟!
*****
قلوبُهُمُ قد أُصيبتْ بسُقْمٍ
وَمَسٌّ أصَابَ كذاكَ العقولْ
ألم يعلموا أنَّ وحيَ السَّمَاءِ
يؤيدُ أحمدَ فيمَا يقولْ؟!
**********
ولم تمضِ إلاَّ سُويعةُ صبرٍ
وإذْ بالسَّمَا قد أتَتْ بالدَّليلْ
لقد "وجدوها".. وجاءَتْ تَهَادَى
كمثلِ عروسٍ بيومٍ الدُّخُولْ
وأُبلِسَ من نافقوا وتمادوا
،، وربُّك بَرٌّ عليمٌ جليلْ
1خبر ناقة رسول الله
لما كان رسول الله سائرًا في طريقه إلى تبوك، ضلت ناقته، فخرج أصحابه في طلبها وعند رسول الله رجل من أصحابه، يقال له: عمارة بن حزم، وكان عقبيًّا بدريًّا، وهو عم بني عمرو بن حزم، وكان في رحله زيد بن اللصيت القينقاعي، وكان منافقًا. قال زيد بن اللصيت وهو في رحل عمارة، وعمارة عند رسول الله: أليس محمد يزعم أنه نبي؟ ويخبركم عن خبر السماء، وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول الله وعمارة عنده: «إنَّ رَجُلًا قَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ يُخْبِرُكُمْ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ يُخْبِرُكُمْ بِأَمْرِ السَّمَاءِ وَهُوَ لَا يَدْرِي أَيْنَ نَاقَتُهُ، وَإِنِّي وَاَللَّهِ مَا أَعْلَمُ إلَّا مَا عَلَّمَنِي اللَّهُ وَقَدْ دَلَّنِي اللَّهُ عَلَيْهَا، وَهِيَ فِي هَذَا الْوَادِي، فِي شِعْبِ كَذَا وَكَذَا، قَدْ حَبَسَتْهَا شَجَرَةٌ بِزِمَامِهَا»، فانطلقوا حتى تأتوني بها، فذهبوا فجاءوا بها
(11)
ج/ معجزة هبوب الريح1
... وأخبرهم من يحاكي السَّماءْ
بريحٍ تهبُّ ، وتُذكي العناءْ
:فلا تخرجوا يا صِحابي بليلٍ
.. فترميكم في متاه العراءْ
وشُدُّوا عقالَ البعيرِ بحزمٍ
لئلا يتوهَ ... ويلغي المضاءْ
نبيٌّ أتاهُ الأمينُ بخُبْرٍ
ونُصحٍ لئلا يعمَّ الشَّقَاءْ
*******
*
....وجاءتْ تزمجرُ في بأسِها
جنوبٌ تكنِّسُ كُنْهَ الضِّياءْ
فجاستْ على الجيشِ في تذرو الترابَ
وتقلعُ زرعاً وتطفي السَّحابْ
فمن تبعَ الحِبَّ في قيلِه
تعافى بأمنٍ يُنمِّي الهناءْ
ومن خالفَ الأمرَ في سَفَهٍ
هَبوبٌ ذرتْهُ لأرضِ الشَّقَاءْ
"صحيحٌ أسانيدهُ مسلمٌ"
فنِعمَ الحديثُ،، ونِعْمَ الدُّعاءْ
الإخبار بهبوب ريح شديدة والتحذير منها
أخبر رسول الله أصحابه في تبوك بأن ريحًا شديدة ستهب، وأمرهم بأن يحتاطوا لأنفسهم ودوابهم فلا يخرجوا حتى لا تؤذيهم، وليربطوا دوابهم حتى لا تؤذى، وتحقق ما أخبر به رسول الله، فهبت الريح الشديدة وحملت من قام فيها إلى مكان بعيد. فقد روى مسلم في «صحيحه» بإسناده إلى أبي حميد قال: «وَانْطَلَقْنَا، حَتَّى قَدِمْنَا تَبُوكَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «سَتَهُبُّ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَلَا يَقُمْ فِيهَا أَحَدٌ مِنْكُمْ فَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيَشُدَّ عِقَالَهُ» فَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقَامَ رَجُلٌ فَحَمَلَتْهُ الرِّيحُ حَتَّى أَلْقَتْهُ بِجَبَلَيْ طَيِّئٍ»، قال النووي في شرحه على صحيح مسلم معقبًا على هذا الحديث: "هَذَا الْحَدِيثُ فِيهِ هَذِهِ الْمُعْجِزَةُ الظَّاهِرَةُ مِنْ إِخْبَارِهِ ﷺ بِالْمَغِيبِ وَخَوْفِ الضَّرَرِ مِنَ الْقِيَامِ وَقْتَ الرِّيحِ"
(12)
د/ معجزة النبي
في تكثير ماء تبوك1
هجيرُ المصيْفِ يُذيبُ الفؤادْ
من القيظِ، ثمَّ لقد شحَّ زادْ
أُوامٌ وجوعٌ ومسغبةٌ
،، وجيشٌ ينفِّذُ أمرَ الجهادْ
****
تمرُّونَ صحبي على نَهَرٍ
؛ فلا تشربوا،، واسمعوا للقيادْ
سآتيكُمُ... بعدَهَا تشربونْ
وتغتسلون ~ ويربو الودادْ
*****
،، وإنَّ الرَّسولَ استقى حفنةً
ففاضَتْ يداهُ بخيرٍ مدادْ
وقد كانَ نهراً شحيحاً، ونزْراً
فصارَ كبحرٍ عظيمِ التِّلادْ
وقالَ النَّبيُّ لصاحبِهِ:
"معاذُ" ستربو وتنمو البلادْ
؛تبوكُ ستضحي مدينة خيرٍ
وتجري بها أعينٌ بازديادْ
وإنْ عشْتَ سوفَ ترى الخيرَ يجري
....وفي يومِنَا ذاكَ يجري ،، وبادْ
رسولٌ تؤيدُهُ المعجزاتُ
،، وإمَّا يفوهُ فحقٌ سدادْ
1قال معاذ بن جبل: « قَالَ رَسُولِ اللهِ: «إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللهُ، عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يُضْحِيَ النَّهَارُ، فَمَنْ جَاءَهَا مِنْكُمْ فَلَا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتَّى آتِيَ» فَجِئْنَاهَا وَقَدْ سَبَقَنَا إِلَيْهَا رَجُلَانِ، وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، قَالَ فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللهِ ﷺ «هَلْ مَسَسْتُمَا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا؟» قَالَا: نَعَمْ، فَسَبَّهُمَا النَّبِيُّ ﷺ، وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ. قَالَ: ثُمَّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْعَيْنِ قَلِيلًا قَلِيلًا، حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَيْءٍ، قَالَ وَغَسَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِيهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا، " فَجَرَتِ الْعَيْنُ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ أَوْ قَالَ: غَزِيرٍ - شَكَّ أَبُو عَلِيٍّ أَيُّهُمَا قَالَ - حَتَّى اسْتَقَى النَّاسُ».[4] وقد قال رسول الله لمعاذ بن جبل: «يُوشِكُ، يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، أَنْ تَرَى مَا هَاهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا
(13)
"تبوكٌ" طريقٌ لفتحِ الشآم
ومدرسةٌ في التُّقَى والنّظامْ
بها خَتَمَ الحِبُّ غزواتِهِ
فكانتْ مهاداً لذرِّ السَّلامْ
؛فتوحٍ تبثُّ الهدى والتُّقَى
وتطفئُ نارَ العدا والضِّرامْ
فقد عرفَ الرُّومُ مقدارَهُمْ
بحدِّ الظُّباةِ وفعلِ الحسَامْ
لقد كُسِّرَتْ شوكةُ الظلمِ طُراً
فما عادَ للرومِ قودُ الخطامْ
وأمَّا الغساسنةُ المجرمونَ
فقد ضَاعَ منهُمْ زِمَامُ السَّنَامْ
لقد أرهصَتْ للفتوحِ تبوكٌ
وقد أمطرتْ نصرَهَا كالرِّهَامْ
مسجد الضِّرارْ
(14)
وقد أوجدَ المرجفونَ الضِّرارْ
؛بنوا مسجداً للأذى والدَّمارْ
ولم يقصدوا فيه وجهَ الإلهِ
؛؛يشقون صفَّاً ويورون نارْ
؛؛؛لإرصادِ من حاربَ المصطفى
ومن حاربَ اللهَ... يا للشنارْ
، وقالَ الرَّسُولُ اهدموهُ عليهم
فبئسَ الأساسُ، وبئسَ العَمَارْ
فلا يستوي من أقامَ البناءَ
على الخيرِ لا أسسٍ من ضرارْ
ومن قد أقامَ على جُرُفٍ
فينهارَ أسُّ البناءِ بنارْ
أولئك يبقونَ في ريبٍة
يمسُّ بِناهُم أذىً وانهيارْ
وربُّك في ذا عليمٌ حكيمٌ
يداوي النِّفاقَ بمصلِ الصَّغارْ
*****
وكم للضِّرارِ بنوا مسجداً
وكم منعوا مسجداً للضِّرارْ؟!
وكم منعوا الذكرَ في مسجدٍ
وهل بعدَ ذلك ظلمٌ وعارْ؟!!
وسوم: العدد 970