لدينِ اللهِ أوفوا بالعهودِ = وصونوا إرثَ أمجادِ الجدودِ
رصيفُ الضَّعف في الأيامِ ألغى = مكانتَكم من الفضلِ النَّضيدِ
فأين ركابكم في كلِّ فــجٍّ = تصوغُ قلائدَ العقدِ الفريدِ !!!
تطوفُ وتحملُ الإسلامَ هّدْيًـا = فيحيا الناسُ في الفجرِ الوليدِ
وبالقيمِ الحِسانِ تسودُ دنيا = وبالإيثارِ والرأي السَّديدِ
وقد ملكوا البريةَ بالتآخي = وبالودِّ المصفَّـى في مزيدِ
فرائضُ ربِّنـا جاءت لِزامًـا = لنيلِ الفوزِ في يوم الوعيدِ
فلا الحرماتُ تٌهتكُ في حِماهم = ولا سوءُ المعاصي والجحودِ
يصونون العبادةَ في حياةٍ = ويرجون الرضـا يومَ الخلودِ
وما ظلموا بدنياهـم نفوسًا = فنهـجُ سُمُوِّهـا عملُ السَّعيدِ
لهم في العيشِ أخلاقٌ تسامتْ = وآدابٌ على مــرِّ العقودِ
ولا يرضون أفعالا نهاهم = رسولُ اللهِ عنهـا في الحدودِ
فللإسلامِ تربيةٌ تجلَّتْ = وأهـلُ فخارِهـا بيتُ القصيدِ
لقولِ الحقِّ مازالوا قيامًـا = وللإنصافِ في الحكمِ الرشيدِ
وللأسبابِ تٌؤخذُ للمعالي = بعـزمٍ دونَ وهْنٍ أو خمودِ
وتلك شريعةُ الرحمنِ تحيي = قلوبَ الناسِ بالنهجِ المجيدِ
فمن دينٍ أتانا فارتقينا = إلى قِممٍ علاهـا في صعودِ
هـو الإسلامُ للأمــمِ اعترتْهـا = فصولُ البأسِ والخطبِ العنيدِ
فلـو فاءَتْ لبارئهــا لنالتْ = سعادتها بعالَمه السعيدِ
ألا فانظرْ مثالبَهم بعصرٍ = على جرفِ انهيارٍ من جديدِ
فأسعدُهم تكبلُه قيودٌ = وآخرُ خلفَ شيطانٍ مريدِ
وغيرُهما يُرَى كطريدِ جرمٍ = كصاحبِه الشقيِّ أو الشريدِ
فهم عاشوا بلا دينٍ قويمٍ = ولا خُلُقٍ بشرعتنا حميدِ
فتلك معيشةٌ ضنكى وهاهم = بلا أملٍ يُرَجَّـى أو رصيدِ