الإسراء والمعراج
(1)
وفاة عمِّه أبي طالب
ثم زوجه خديجة بنتِ خويلد
تُوفيَ عمُّهُ فأثَارَ حزنا
فكم ذا كان للإسلامِ حصنا!
وكم دفعَ الأذى عن مصطفانا
وردَّ الظلمَ إحساناً ومنَّا
ولم يكُ مسلماً لكنْ بحبِّ
تغشَّى قلبَهُ فأفاضَ أمنا
يذودُ عن النبيِّ أذاةَ قومٍ
لقد عادوهُ إعناتاً وجُبْنَا
وحاصرَهُ العتاةُ بكلِّ لؤمٍ
فكانَ "الشِّعْبُ" تحصيناً وصونا
*********
"وبنتُ خويلدٍ" من بعدُ ماتتْ
وقد كانت لخيرِ الخلقِ حضنا
وكانت أولَّ النَّاسِ إتماماً
بدينٍ جاءَ للإنسانِ يُمنا
"فسيدةُ النِّسَاءِ"لكم تسامَتْ
فكانت خيرَ من أعطاهُ عونَا
وذادتْ عنه في نفسٍ ومالٍ
فباتَتْ في دُنَا الإسلامِ ركنا
وتدفعُ عن حبيبِ اللهِ همَّاً
تُفرِّجَةُ إذا ما اشتدَّ رونا
لقد ولدَتْ لهُ الأبناءَ يُمناً
ونِعْمَ الزوجُ قد كانتْ وحِصْنَا
حبيبةُ حِبِّنَا وقرارُ عينٍ
وحازتْ من رضاءِ اللهِ عينا
؛ فكانَ حِمَامُهَا همَّاً وغمَّاً
أصابَ نبيَّنَا... وكذاكَ حزنَا
(2)
رحلة النبي
صلى الله عليه وسلَّم
للطائف
وحينَ استبدَّ العصاةُ الطُّغاةْ
من المشركين العتاةِ البغاةْ
؛فكم عذَّبوا المسلمين بدينٍ
وكم ضيَّقوا منفساً للأباةْ
توجَّهَ حِبُّ الإلهِ الرسُّولُ
يشدُّ الرِّحَالَ لدينِ الإلَهْ
ويدعو "ثقيفاً" إلى دينِهِ
وينقذُهُمْ من ضلالِ العَماَهْ
ولكنَّهُم قد أساؤوا القِرى
وقد قابلوهُ بأعتى سفاهْ
ولم يكفِهِم –صَاحِ- تكذيبُهُ
وسبٌّ وشتمٌ بكلِّ اتجاهْ
فأغروا بِهِ –صَاحِ- صبيانَهُمْ
ومن بالجنونِ العليمُ ابتلاهْ
وقد رجموهُ ؛ ابتذالاً وعَدْواً
وقد ضربوهُ... فسالتْ دِماهْ
و "زيدُ بنُ حارثةٍ" ذبَّ عنهُ
تلقَّى حجارَتَهُمْ بانتباهْ
*****
...وبينا يعودُ إلى مكةٍ
أتاهُ "الأمينُ" بعزٍّ وجاهْ
وقالَ معي مَلَكٌ للجبالِ
فَمُرْهُ إذا شئتَ يثني الجِبَاهْ
ويطبقُ إنْ شئتَ شُمَّ الجبالِ
عليهم بأنْ قد رموكَ بآهْ
فَقَالَ الحبيبُ الرَّسُولُ النَّبيُّ
لوحيِ المهيمنِ حينَ أتاهْ:
لعلَّ الإله الكريمَ العليمَ
سيخرجُ منهمْ عظيمَ التُّقَاةْ
ويصلحُ ربُّكَ أصلابَهُمْ
بنشىءٍ كريمٍ، وبالحقِّ فاهْ
نبيٌّ كريمٌ رؤوفٌ رحيمٌ
ويخشى على النَّاسِ بأسَ الإلَهْ
**********
"بقرنِ الثَّعالبِ" قال النبيُّ:
إليك إلهي ألوذُ بجاهْ
فإني ضعيفٌ ؛ قليلُ القُوى
وأنت الذي قد سَمَا في علاهْ
أتوكلُ أمري إلى من تجهَّمْ؟
وآخرَ مُلِّكَ أمري،، فتاهْ؟
ولكنَّني لا أبالي إذا
رضيْتَ فنرضى ،، وتعنو الجباهْ
أعوذُ بأنوارِ وجهٍ كريمٍ
لقد أشرقَ الجَوْنُ منهُ وتاهْ1
**********
1 اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك ، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك"[ابن هشام 1/ 420]
(3)
فارجُ الهمِّ
مفرِّجُ الهمِّ ربٌّ كاشفُ الكُرَبِ
هو العليمُ بما يحلَّ من نُوَبِ
فَأَصعَدَ المصطفى إلى السَّما كرماً
بعد السَّراةِ إلى قدسٍ؛ بلا عَجَبِ
هو الكريمُ فلا تُحصى فضائلُهُ
فاشكرهُ عدَّ الحصى والرملِ والحَصَبِ
هو الرحيمُ ينجِّي العبدَ في كرمٍ
من ذا ينجيك من غمٍّ ومن وصَبِ؟
يا من يئسْتَ من الدنيا برمَّتِهَا
ادعُ الإلهَ ترَ الألوانَ من عجبِ
؛ فاللهُ أكرمَ "محموداً" فأعرجَهُ
إلى السَّماءِ فهل من بعدُ من حَسَبِ؟!
(3)
الإسراء
جاءَ "الأمينُ" إلى الحبيبَ محمدِ
في عتمةِ الليلِ البهيمِ الأسعدِ
في ليلةٍ يُسرى بهِ من مكَّةٍ
للقدسِ حيثُ الأنبيا في المسجدِ
في المسجدِ الأقصَى لأولِ قِبلةٍ
كم كانَ صلَّى نحوها بتعبُّدِ
صلَّى برسْلِ اللهِ في محرابِهِ
فهُمُ الذين تواطؤا بتعهُّدِ
"فسيؤمنون ، وينصرونَ محمَّداً؛
؛إصْراً" وكانَ لقاؤُهُمْ في موعدِ
فالأنبياءُ جميعُهُمْ ووفَّوا بِهِ
، والدينُ إسلامٌ؛؛ شريعةُ واحدِ
وشرائعُ الدينِ الحنيفِ جميعِهِا
نُظمتْ بعِقدٍ واحدٍ وموحِّدِ
لا دينَ إلاَّ ما ارتضَاهُ مليكُنَا
"قِيَماً حنيفاً" حازَ نورَ تَأَبُّدِ
(4)
ردة فعل المشركين
من الإسراء والمعراج
..استهزؤوا، وصفَّروا ... وصفَّقوا وكذَّبوا
مُحَمَّدٌ: منجِّمٌ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ فكفرَهم قد أُشربوا
قالوا له: صفهُ لَنَا..... إنْ كنتَ ممَّن جرَّبُوا
ففُتِّحتْ أبصارُهُ ،،،،،،،،، وقد أُزيلَتْ حُجُبُ
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ فهْو النبيُّ أحمدُ وربُّهُ مغلِّبُ
*********
أمَّا "أبو بكرٍ" فلم يعجبْ، وكيفَ العجبُ!!!
؛؛؛؛؛؛؛ إذ إنَّهُ مصدِّقٌ وحياً،،، وهذا أغربُ
ففيمَ شكٌّ وارتيابٌ واشتباهٌ مسهبُ؟؟؟ !!!
(5)
الإسراء
بين الروح والجسد
؟؟
أتُرى إسراؤُهُ قد كان حقاً
وهْو يقظانُ لما يجري، وعالمُ؟
أم تراهُ طيفَ حلمٍ في الكرى
والرؤى للمصطفى ثبْتُ المعالمْ
إنَّ من يملكُ حِجْراً نيِّراً
يدركُ الإسراءَ كُنهاً لمغانمْ
فهْو جسمٌ مع روحٍ في السُّرى
لرسولٍ في الدُّجَى ... ليسَ بنائمْ
فعلامَ الخوضُ في تفسيرِهِ
واختلافٌ ليسَ يجدي... وشتائمْ؟!
شرَّفَ الإسراءَ روحٌ نيِّرٌ
،مع جسمٍ ، وهْو بَرٌّ،، ثمَّ راحمْ
(6)
صلاة النبيِّ محمَّدٍ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
بالأنبياء
في المسجدِ الأَقصَى
اللهُ الواهبُ كرَّمَهُ
وبخيرٍ جارٍ نعَّمَهُ
ليكونَ إماماً مختاراً
فضَّلَهُ اللهُ وقدَّمَهُ
قد صلَّوا خلفَ محمَّدِنَا
فاللهُ عليهم عظَّمَهُ
قد كانَ الكاملَ من أزلٍ
،،واللهُ بدينٍ أكرمَهُ
فالدينُ الواحدُ يجمعُهُمْ:
رسلٌ، والمولى علَّمَهُ
(7)
في الرد على منكري معجزتي الإسراء والمعراج، وقد ثار قديما وحديثا لغط حول ذلكما:
كَلَّمَ اللهُ نبيَّ اللهِ "موسى"
بهداهُ... ليس إيحَاءاً وجرْسَا
،جعلَ النّارَ "لإبراهيمَ" سلماً
تُبْردُ الجسمَ وتُجلي ما أهمَّا
،،و"لعيسى" معجزاتٌ أُخرياتْ
؛ هي من ربِّك تُزحى نُعْمَيَاتْ
ولكلِّ الرٍسْلِ فضلاً منهُ أزجى
إنَّهُ المولى بنعماه يُرجى
**
ولخيرِ الخلقِ معراجُ السَّمَا
قد حباهُ اللهُ فضلاً إذ سَما
ورأى جبريلَ جهراً وعيانَا
وهْو في الأُفْقِ قريباً يتدانى
ورأى رسْلاً كراماً أولينْ
وثَّقُوا الإصرَ كراماً تابعينْ
"مالكٌ" طُراً رآهُ في العلا
بادرَ الحِبَّ ، وتسليماً تلا
، ولهُ في "البيتِ معموراً" زيارةْ
لم تُرَمْ من قبلُ وصلاً أو أثارةْ
.. اُكرمَ الحِبُّ بمرأى "سدرةِ"
ورؤىً أخرى بأعلى الجنَّةِ
،، ورأى "النَّارَ"؛ صُنُوفاً من عذابِ
ودماءً نازفاتٍ بالوصَابِ
،،،ورأى "الكوثَرَ" نهراً جاريا
حفَّهُ "الدُّرُّ قباباً" ساريا
***
بعدَ ذاكم .. بعضُ ناسٍ أنكروا
...عن كُشُوحٍ بنيوبٍ أسفروا
؛ أنكروا الإسراءَ وهْو الحقُّ يُتلى
في كتابِ فيه نورٌ يتجلَّى
؛؛ أنكروا المعراجَ والأخبارُ تَتْرى
ليسَ منَّا منهما من قد تبرَّا
؛؛؛ فهما في "الذكرِ" حقٌ واضحُ
، و"حديثِ الحِبِّ" حقٌ سانحُ
وسوم: العدد 973