نداءُ الأم إن قالت بُنيّا=نشيدُ خالدٌ في مسمَعيّا !
يُغيّبُ عن فؤادي كلّ همّ ٍ= كأنّ الهمَّ لم يكُ قبلُ شيّا
و إنْ عبسَ الزمانُ ، و عَمّ يأسٌ = و أظلمتِ الدُّنا في مُقلتيّا
أضاءَ حنانُها ، ظُلماتِ عيشي=و أزهرتِ الأماني في يَديّا
فيا أمي ذكرتُكِ في اغترابي=فبلـّلَ دمعُ عيني وجنتيّا
تلوحُ بخاطري أشباحُ ماض ٍ=و تخطـُرُ بالرُّؤى حُلـُما نَدِيّا
و تـُسلمُني يداكِ لشيخ ِريف ٍ= و عـُودي لم يزلْ غضّا طَرِيّا
أعودُ إليكِ – يا أمي – فألقى=حَنانا كان لي ظِلا وفـَيّا
و ألثغُ بالحروف ، و أنتِ جَذلى = كأني صرتُ عندكِ عَـبقرِيّا
أَحِنّ إليكِ في قـُربي و بُعدي=و أحني الرأسَ مختارا رَضِيّا
فلولا الأمُ ما أبصرتُ دنيا= و لا لاح الضياءُ بناظرِيّا