سلامٌ لبدرٍ بالثناء المبجَّلِ = وأمجادِ نصرٍ بالخلودِ المؤثلِ
وقفنا بذكرى للحبيب وصحبه = وآياتِ عز للرعيلِ الأولِ
تَمُرُّ دهورٌ والسنا لم يزل بها= ونسماتُ غيثٍ للأمانِ المنزَّلِ
وقفنا كأنْ بالأمس كان عجاجُها =ومصرعُ أصحابِ القليب المُعطَّلِ
لذكرى رعيلٍ سنَّ للناس سنةً = بنصرٍ على ظلمِ الطغاةِ وفيصلِ
لتُروى رُبى التاريخ منها كرامةً = وعزاً وجاهاً من فيوضٍ و منهل
وتزهو بخطوٍ و الإله يحبها = ويبغضها في غير آن ومحفلِ
تجود قلوبٌ للجنان بنفسها =و تشتاقُها دون الكثيبِ الأهْيل
ربيع بذكراهم على الدهر نَوؤهُ = إذا اشتد عهدٌ من جَبَابٍ وممحلِ
نبيٌ له كل المزايا ورتبةٌ =يفوق بها كلَّ ملاكٍ مفضلِ
ويسعى بأسبابٍ ويدعو لربِّهِ = ويرجوهُ في نجوى بكلِّ تذلُّلِ
إذا أشتد ظلمٌ بالعبادِ فما لهُ = سوى روح ُبدرٍ من عتادٍ وأبْطُلِ
تجوبُ نجادَ الأرض ترجو ثوابها= وجناتٍ عدن بالمزيد المؤمَّلِ
وليس لهم في متعةِ الأرض مطمعٌ=وإن جاءت الدنيا إليهم بأرجلِ
رجالٌ لهم ذكرٌ بمُحكَمِ آيِهِ = وأمثالهم تعلو على كل أمثَل
لهم في مظان الموت كرٌ وجولة = وفي روضة ِ الرضوان أكرمُ موئلِ
فأفضلُ صحبٍ من ببدرٍ شهودُهم=ومن جال فيها من ملاكٍ موكَّلِ
فذكرهمُ عطرٌ ونورٌ ورحمةٌ = وحبهمُ في الدينِ غيرُ مؤوَّلِ
رموا بسهامِ الليلِ قبل نبالِهم = فيرموا ويرمي الله عنهم بأجزلِ
ساروا وكانوا في مئينٍ وخصمُهم= يجرُّ خميساً من مطايا وجحفلِ
يظلِّلُهم للهِ نورٌ ورحمةٌ =وجندٌ من الكفَّارِ خَمْرٌ تُضلِّلِ
وحين التقى الجمعان طارت قلوبُهم =و ساداتُهم نحو الهلاكِ المعجَّلِ
فكادوا وكان الله بالرصدِ موهنٌ = لكيدِهِمُ في كل وادٍ ومَنزل
فغارت مياهُ الشرب حتى غدا بهم =ومن عطش بالروح أبشعُ مقتلِ
فتروي رهامُ السحب جيشَ محمدٍ = وتُجلي جهامُ السحب جيشَ الأجهلِ
فصبراً ..فبدرٌ بعد صبرٍ طلوعُها= ونصرٌ بتمحيصٍ وفتحٌ بمنصلِ
و لو كان نصرُ الله يأتي بمعجزٍ= فما كان فينا من شهيدٍ ومرسَلِ
وما كان فينا من مسيءٍ ومحسنٍ= وما كان فينا من عليٍ و مُسفلِ
وما كان في الدنيا بلاغٌ ودعوةٌ= وما كان فيها من بلاءٍ مزلزلِ