يا غافلاً عن ذكرِ ربِّك في الورى = لَتَرْجِعنَّ إلى الذي لا يغفلُ
أهدرتَ عيشكَ في السّفاسفِ والهوى = فغداً ترى حقَّ اليقينِ وتَذهلُ
الموتُ يَخطفُ لا يزفُّ رسائلا ً= فمتى تؤوبُ إلى الرّحيم وتعقلُ
أتُسوِّفُ الإيمانَ في نفَقِ العمَى = حتَّى يحلَّ بك الهلاكُ وينزلُ ؟
مهلاً فإنّك في الحياةِ رهينة ٌ= في أيِّ حينٍ قد تموتُ وترحلُ
أوَ ما حملتَ إلى القبورِ جنازة ً؟= اذكرْ بأنّكَ بعد حينٍ تُحملُ
حتّى النُّجوم السّاطعات لها ردَى = بعد التَّوهُّجِ والإنارة تأفَلُ
حتّى الورود المذهلاتِ بِحسنِها = تلقى المنيَّة في الحياةِ وتذبُلُ
مهما ابتعدتَ عن الحقيقة غافلا ً= فأمامَ ربِّكَ للحسابِ ستمثُلُ
وستذكرُ اللّحظات في هذا الورى = وترى ضَلالَك في الحياةِ وتُسألُ
إنَّ الحياةَ تمرُّ مرًّا مُسرعا ً= أبداً فلن ترقى إلى ما تأمَلُ
إلا إذا كان المُؤمَّلُ توبة ً= وإنابةً تُحي الفؤاد َوتصقِلُ
النّفسُ تهفو لا يُحَدُّ مُرادُها = فالعيشُ يُغري بالحظوظِ ويَشغَلُ
حتَّى تُباغَتَ بالمنيَّة والرّدى = فيضيع عُمْرٌ في التُّراب ويُبذلُ
وتُساقُ نحو مصيرِها بضلالِها = الله في فَرْضِ المصائر ويعدلُ
* * *=* * *
يا أيُّها الإنسانُ أنتَ خليفة ٌ= للهِ في عيشٍ يزولُ ويبطُلُ
فكِّرْ فإنّك عاقلٌ ذو فِطنة ٍ= فيما يحلُّ إذا احْتضرتَ ويحصُلُ
أترى تُبشَّرُ بالنَّعيم فترتضي = يوم اللِّقا أمْ أنّ قلبكَ يَجفَلُ؟
كيف الفرارُ من الحقيقة يا تُرى = خَسرَ الذي يقفو العنادَ ويجهلُ
فلتغتنمْ نفحات ربِّك يا فتى = إنَّ الهدايةَ في المواسم تسهُلُ
شهرُ الصِّيام هَديَّة وهِدايةٌ = وبه العقيدةُ والمكارمُ تَكمُلُ