يعيشُ الشبابُ ، ويعلو الحداء = ودون الكرامة رفَّ اللواءْ
وثارتْ بلادُ الشآم التي = تُجدِّدُ ثوبَ العلى والفداءْ
وهبَّتْ تجود بأزكى النفوس = لتدفعَ عنها الأذى والشَّقاءْ
فقد جارَ فيها الطغاة الجناة = وأمعنَ في البغي أهلُ افتراءْ
أباحوا حِماها الأبيَّ الكريم = بذبحِ الصغارِ ، وقتل النساءْ
ونهبٍ لأموالها ، واغتصاب = وبيع لخيراتها واعتداءْ
عصابات غدر ولؤم وحقد = عليهم من الله سوء القضاءْ
لهم منه خزيٌ بئيس المآل = ونارُ جهنَّم يوم الجزاءْ
لقد أزهقوا أنفُسَ الآمنين = وجاروا عليهم صباحَ مساءْ
فكم قتلوا من شباب البلاد = وكم سجنوا من رجال الإباءْ
فبئس التعيس المسمَّى الرئيس = حواليه جمع من الأشقياءْ
نحيب الثكالى يهز القلوب = ويضرم في الصدر نار الشجاءْ
إلى الثأر هبُّوا حُماة الشآم = ضياغمَ في أرضها لاتُساءْ
أتينا لنثأر ممَّن طغى = ومن أجل عـزٍّ نلبِّي النداءْ
هو الثأر للحق من مجرمين= تناسوا بأنَّا بنو الأصفياءْ
هو الثأر يحلو لكيلا يجور = حقيرٌ هنالك في كبرياءْ
هو الثأر واجبنا للدفاع = فمستعمرونا مجوس الولاءْ
فعائلُهم كلها شاهدات = على خبث نيَّاتِهم والدَّهاءْ
فبئستْ حياة بظل الهوان = ونحن مغاويرُها الأقوياءْ
هو الموت أكؤسُه لاتزال = تُجَدَّدُ في شعبنا والبلاءْ
ولسنا لنخشى كلاب المجوس = ولسنا لنضعف عند اللقاءْ
أحبُّ إلى الشعب لُقيا الإله = بثوب الجهادِ وطيب الدماءْ
طريق الخلاص الذي رحبُه = يضمُّ الكتائبَ : فيه المضاءْ
فمن كل صوب يهلُّ الربيع = وفي كل حدب يفيض النَّمـاءْ
وللفتحِ غنَّتْ طيورُ الربيع = وبالنصر أشرق وجهُ السماءْ
وذاك جهاد الشباب الجسور = وذاك ابتهال ــ أخي ــ بالدعاءْ
هو القدر الحقُّ في عصرنا = يترجمُه الشعب رغم العناءْ
فياربِّ عجِّلْ بكشفِ الكروب = ودفع الظلام بأحلى الضياءْ
فليس لنا ــ ربِّ ــ ربٌّ سواك = فأنت الحفيُّ بنا والرجاءْ
نصرتَ (حماس ) الرباط ، فَرُدَّ = عدوٌّ غشومٌ ، وبالذلِّ باءْ
وكلُّهُمُ ــ ربِّ ــ صنعُ اليهود = وكلُّهُمُ نحن منهم بَراءْ
فبارك إلهي جهاد الشباب = وتوِّجْ ربيعَ الهدى بالسَّناءْ