لَكّ لبَّى لِما أمرتَ فؤادي = رغمَ عصفِ الأذى وهولِ العوادي
مستجيبًا ياربِّ غيرَ مُجافٍ = لصدى إنشادِ الصَّريخِ الحادي
المثاني آياتُهأ بيِّناتٌ = لأولي العزمِ والهُدَى والجِلادِ
وأحاديثُ خيرِ كلِّ البرايا = هي في سُنَّة النَّبيِّ الهادي
ليس يفنى الإسلامُ مهما تلظَّتْ = بالعداواتِ غارةُ الأحقادِ
لم يدُمْ ظلمٌ فوق أرضٍ فكبِّرْ = إنَّ ربَّ العبادِ بالمرصادِ
بَشِّريهم دارَ التَّحوُّلِ أنَّا = لم نغيِّرْ طريقَنا لِبَدادِ
أنذريهم فللزمانِ انقلابٌ = بأولي الكفرِ والضَّلالِ البادي
أهلكَ اللهُ من قرونٍ تمادتْ = في فسادٍ أزالَ زهوَ البلادِ
حاربوا شرعةَ المهيمنِ جاءت = في حياةٍ بالخيرِ والإسعادِ
ما حمتْهم أجنادُهم فلربِّي = إن قضى من أكارمِ الأجنادِ
وله جندُه الذين أقاموا = في ثغورٍ الدفاعِ والإمدادِ
هاهُمُ اليومَ في الرباطِ أعادوا = عزَّةَ المسلمِ في وجوهِ الأعادي
ماكبا فارسُ الحنيفِ بيومٍ = فَمُحَيَّاهُ في جبينِ الجهادِ
ماكبا والمؤامراتُ عليه = يتوالى لهيبُها في ازديادِ
وتثنَّى في ساحها مشمخرًا = بإباءٍ و عزَّةٍ واعتدادِ
مسلمٌ يملأُ المسامعَ ذكرًا = عن زمانِ الفرسانِ والأمجادِ
وهبَتْهُ الآياتُ نبلَ رشادٍ = لابظلمٍ أتى وزيغِ اعتقادِ
حنَّكَتْ غيرَه المفاسدُ حتى = مادرى في الدروبِ نهجَ الرشادِ
سلكوها بالبغيِ حين أغاروا = بثياب الذئابِ بين العبادِ
وتولوا أمرَ الحضارةِ زورًا = وهُمُ المجرمون أهلُ العنادِ
هاهُمُ الناسُ في حضارةِ بؤسٍ = وامتهانٍ لباذلي الإرفادِ
واضمحلَ الأمانُ فيهأ و ولَّى = زمنُ الهُدَى وطيب الأيادي
بئسَ أهلُ الإيذاءِ عاشوا وحوشا = بين نابِ الإرهابِ والأصفادِ
وهم اليوم قد تداعوا علينا = من فجاجٍ بعيدة الآمادِ
وإذِ الأمةُ الجريحةُ تصحو = بعدَ دفْنِ السيوفِ في الأغمادِ
والعوادي مريرةٌ داهمتْها = آهِ ممَّا دهى بليلِ العوادي
خنقتْهأ وما لها من نصيرٍ = بعدَ نأيٍ عن النَّبيِّ الهادي !
وصحتْ تدفعُ التَّرهُلَ عنها = إذ أعادَ الأذانُ صوتَ الحادي
كبَّرتْ فانتفى التخاذلُ عنها = وتنادتْ للصفعِ بالأندادِ
فهي اليوم في مخاضِ التَّصدِّي = للأعادي في وثبة المُرَّادِ
لك لبَّتْ مافي المثاني شعوبٌ = يا إلهي رغم الهجومِ البادي
ماطوى الدهرُ عصبةً حيثُ عاشت = لكتابِ اللهِ العظيمِ تُنادي
إنهم أحفادُ النَّبيِّ فطوبى = حيثُ جدَّ النداءُ للأحفادِ
ماسواكم لنُصرةِ اللهِ هبُّوا = بقلوبٍ إلى الجهادِ صوادي
فَتَخطوا المستسلمين لقومٍ = قد أتونا بالفسقِ والإلحادِ
غرَّهم مالدى الغزاةِ من الزيفِ . = . ومن فتنة الهوى المتهادي
وتعاموا عن المكانةِ كانت = لكرامِ الأفذاذ في الأجدادِ
حيثُ دانَ الإفرنجُ للفتحِ يوما = وتوارتْ مظاهرُ الإفسادِ
وهمُ اليومَ يعلمون يقينا = أنَّ دينَ الهدى على ميعادِ
سيرونَ الصباحَ غيرَ كئيبٍ = ويرونَ المسا بغيرِ سوادِ
فلياليهِ مقمراتٌ ، فأوقفْ = مُنْكِرِيها لأجملِ الأمجادِ
سوف يأتي أعداؤُنا بعدَ نأيٍ = عن ظلالِ القرآنِ في الآرادِ
ليعيشوا بقيةَ العمرِ عُمْرًا = بجديدِ الإيمانِ بين العبادِ
لكِ يا أمَّتي قيادتُهم في = أرضِ ربِّي عيشًأ بطيبِ الزَّادِ
ونعيمٍ يُقيلُ ضنكَ سنين = في السهول الفِساحِ والأنجادِ
إنَّه رضوانُ الكريمِ بدنيا = آمنتْ يومَ آمنت بالجوادِ
إنَه اللهُ جلَّ ربي تجلَّى = للعبادِ الأبرارِ بالإمدادِ
فتحفَّزْ أخا العقيدةِ واعلمْ = أنَّ طاغوتَهم بغيرِ عمادِ
وهو النصرُ قادمٌ لايماري = بقدوم الإسلامِ أهلُ السدادِ
فدعِ المرجفين في سوقِ لهوٍ = لخبالٍ وخسةٍ وانتقادِ