إلى القائد المجاهد الدكتور مُحَمَّد مُرسِي يرحمه الله، في جنات الخلود إن شاء الله
تقرأُ المجدَ مؤمنًا لم تُغادرْ = أُفُقًـا بعدَ ظُلمةٍ قد أضاءَ
وبمصر الإسلامِ جئتَ حفيًّـا = برؤاها لاترتضيها افتِراءَ
في مجيَّاك طلعةٌ ماتخطَّتْ = سِمةَ الواثقِ التَّقيِّ سناءَ
مِن جَناها أَثارةٌ أهملتْها = نزغاتُ المضيِّعينَ النِّداءَ
ماثناكَ التهديدُ عنها فأوليْتَ ... = ... مداها الإعلاءَ واللألاءَ
وجموعُ المواطنينَ استظلَّتْ = بالمثاني التي تزيدُ بهاءَ
ماتباريتَ للتنافسِ تُرضي = جشعَ النفسِ أو أردتَ ثراءَ
ذاك فعلُ الطغاةِ مَن حكموا الناسَ ... = ... بظلمٍ ، وقدَّموا الإيذاءَ
واستبدُّوا وبالغوايةِ عاشوا = وأذاقوا شعوبَهم ضرَّاءَ
وتخلَّوا عن شِرعةِ اللهِ كِبرًا = فَأُذلُّوا ، فاستمرؤوا الأهواءَ
فهواهم ترهُّلٌ وانحسارٌ = وعن المجدِ والعلى يتناءى
فَهُمُ الخائنون للهِ والشعبِ ... = ... وهُم قد أوردونا الشَّقاءَ
فامضِ بالركبِ يامُحَمَّد مُرسي = وتخطَّ الشِّدَّاتِ والأرزاءَ
وتقدَّمْ فلن يُضيرَكَ نبحٌ = من بقاياهُمُ ، وممَّن أساءَ
قد فضضنا أوراقَهم وقرأنا = مابطيَّاتِ خبثِِها والهُراءَ
وعلمنا ماذا تريدُ وتهوى = نُخَبُ الإفكِ فازدجرْهُمْ جزاءَ
ماتوانوا عن الأذيَّةِ يوما = وأتونا أعداءَ أو أغبياءَ !!!
فتصدَّت لهم شعوبٌ أثارتْ = في حنايا بيضِ القلوبِ إباءَ
فأتاها الرحمنُ بالفتحِ يُمضي = قَدَرًا لم يعلموه مضاءَ
* * *=* * *
أيُّها القائدُ المثيرُ حنيني = لزمانٍ أخاله قد جاءَ
أتملاهُ في جبينِكَ شمسًا = أرهقتْ عينُ نورِها الظلماءَ
ما استكان الإخوانُ يوما لطاغٍ = حاربَ اللهَ ، والرؤى الفيحاءَ
أو توارى الشبابُ في غيهبِ الخوفِ ... = ... وعاشوا أيَّامَهم جبناءَ
وتلقَّوا من الجناةِ أذاهم = وتفانوا لدينِهم نُصَرَاءَ
كان آهُ المكلومِ شعرًا يُغَنَّى = في ظلامِ السجونِ ليس بكاءَ
وسياطُ التعذيبِ في لججِ الكربِ ... = ... لهيبًا يبددُ الإدجاءَ
يوم حارَ السَّجَّانُ : كيف يُواري = صفعةَ العزِّ من أسيرٍ حياءَ !!!
إنها جذوةُ اليقينِ شموخا = وثباتا قانونُها وارتقاءَ
في سناها ترنو المآقي اشتياقًا = إذْ رأتْها نُبُوَّةً و رُواءَ
حملتْ صيحةَ الصريخِ بقومٍ = إذ رأى أهلَ دارِه غرباءَ
والأذيَّاتُ بعدُ مديةُ حقدٍ = بأيادٍ تحاربُ الحنفاءَ
فَلْتَهبَّ الشعوبُ إنَّ لديها = قوَّةً تهزمُ الأذى والبلاءَ
قد كفانا مرارةً وامتهانا = وركونًا أحالنا أنضاءَ
وكفانا ماكفَّنتْ بيديها = في الدجى من شبابها أشلاءَ !!!
فعلام الهوانُ والموتُ احلى = من شقاءٍ نعيشُه إغضاءَ
لكَ طوبى يا أيُّها الشَّعبُ فانعَمْ = بالربيع المحبارِ هلَّ هناءَ
ماتناءيْتَ عن شريعةِ ربي = فشفى جرحَكَ الكبيرَ رضاءَ
إنَّه اللهُ ليس ينسى رجالا = صدقوا العهدَ ربَّهم أوفياءَ
وجدوا لذَّةَ الولاءِ بكربٍ = أثقلَ القلبَ لوعةً وابتلاءَ
فَهُمُ الصفوةُ الكريمةُ هبَّتْ = في الملماتِ ليس ترضى انحناءَ
وهو الشَّعبُ ضاقَ ذرعا بقومٍ = كبَّلوا الناسَ عُنوةً واحتواءَ
بارك اللهُ أُمَّةً جمعتْها = قبلةٌ تبعثُ الضياءَ اهتداءَ
وحباها بنعمةٍ في بنيها = فرضوا إحدى الحسنيين رداءَ
هاهو النصرُ بالجهادِ تجلَّى = وتجلَّى فرسانُه شهداءَ
كم شهيدٍ يرنو من الجَنَّةِ الآنَ ... = ... يناجي إخوانَه الأتقياءَ
وينادي بالبشرياتِ شبابا = بايعوا اللهَ لم يهابوا الفناءَ
رفعوا اليومَ للخلاصِ وللنصرِ ... = ... بدنيا هذا النزالِ لواءَ
ويدُ الحاقدين يقطعُها الشَّعبُ ... = ... فبئستْ يدُ اللئامِ غثاءَ
أيُّها المرجفون لستم بأهلٍ = كي تنالوا من الشعوبِ ثناءَ
قد ركعتم من قبلِ هذا خنوعا = للطواغيتِ بالنفاقِ رياءَ
وانتفشتُم !!! آلآنَ ... بئس قلوبًا = عاجلتْها أهواؤُها استعداءَ
أين كنتم أيامَ مُرسي تحدَّى = بطشَ حسني ، والقبضةَ العسراءَ ؟!
أين كنتم من قبلِ خمسينَ عاما = والرزايا تنالُ مصرَ شقاءَ ؟!
أيُّها الخرَّاصون ثوبوا لرشد = إن أردتُم لمصرِنا الإعلاءَ
أَوَغَيْرُ الإسلامِ يصنعُ عزًّا = ويعيدُ العزيمةَ القعساءَ ؟؟
ويلمُّ الشَّتاتَ مصحفُه الحقُّ ... = ... ويطوي الأوجاعَ والبلواءَ ؟؟
فاستكينوا للهِ لا لطغاةٍ = قد أماتوا إيثارَنا والفداءَ
بئسَ وهْنُ الذليلِ تحت سياطٍ = يجلدُ العزَّ بغيُها والإباءَ
أين أنتم من يقظةِ الشعبِ يروي = أكبُدًا في السجون أخوتْ ظِماءَ !!!
* * *=* * *
أيُّها القائدُ النبيلُ تثنَّتْ = حيثُ جاءت قصيدتي عصماءَ
من ربوعِ الشآمِ تزخرُ بالحبِّ ... = ... وتهفو صوبَ الكنانةِ ماءَ
تلك ديرالزور الحبيبةُ يجري = كوفائي نهرُ الفراتِ وفاءَ
وقوافي آلامِها ماتناستْ = مصرَ في عرسِها الجليلِ إخاءَ
ساقَ ربي غيثَ السماءِ فأحيا = في روابيها ودقُه الأرجاءَ
ومن الشامِ للأحبةِ يُزجي = بالموداتِ نفحًه الأشذاءَ
ستعيدُ الأيامُ ما أطفأ الحقدُ ... = ... وما ردَّ بالجفاءِ سناءَ
هي أوراقُ أمتي أرخصتْها = كفُّ إجرامِهم فضاعت هباءَ
أرخصوها لابارك الله فيهم = ورموها على الثرى استهزاءَ
ونسوها ، والمجدُ لم ينسَ يوما = حقبًا تيَّمتْ رؤاهُ رواءَ
قل لأهلِ الأهواءِ موتوا بغيظٍ = أو تعالوا لمجدِها ندماءَ
لن يموتَ الإسلامُ من عربداتٍ = أو ينالَ استهتارُها الجوزاءَ
إنَّ ربي أحيا الشُّعوبَ فقامت = من سباتٍ تعيدُها شمَّاءَ
هزَّها الشوقُ للمعالي فداست = تُرَّهاتٍ ، وردَّت الإغواءَ
واستجابت لدعوةِ الله تُذكي = نارَ مجدٍ أضاءت الغبراءَ
إنها أمَّتي الولودُ ، ولولا = رحمةُ الله لانثنتْ إزراءَ
تحملُ الخيرَ للأنامِ ، وتفدي = في ميادين عزِّها السَّمحاءَ
هي تِربُ الخلودِ ألبسها اللهُ ... = ... لباسَ التُّقى فطابتْ بقاءَ
فتقدمْ لها أخا القيم العليا ... = ... أمينا ، وأخِّر السُّفهاءَ
قد تولاَّكَ للفضائلِ ربٌّ = وحبا خطوَك الكريمَ ثناءَ
وسوم: العدد 985