يا أُمَّتي مازلتِ في الريعانِ = رغـمَ الأسى في صدرِك الريَّانِ
قد أطرقتْ خَجَلا رؤى أجفانِنا = يومَ ابتهاجِ الزيفِ بالبهتانِ
وتملْمَلَ الخطوُ الأبيُّ يردُّه = ماكان من وَهَنٍ ومن عصيانِ
والليلُ في آفاقِنا مُغْضٍ على = ماحلَّ بين الناسِ من هجرانِ
والنَّفرةُ الكبرى يلوبُ شبابُها = بين الجراحِ وعُنفِ بأسِ الجـاني
وهو العدوُّ أتى الربوعَ مدجَّجًـا = بحديدِه وببغيِه الحـرَّانِ
فاستنفرتْ أرواحُ شعبٍ مؤمنٍ = رغمَ القيودِ و وطأةِ الكفرانِ
وتلا لـه التاريخُ صفحةَ مجدِه = فارتاعَ شانئُه من الفرسانِ
وأتى نهارُ النصرِ يعلنُ أنه = مازالَ في يـده سنى القرآنِ
فلمَن أتوا مستكبرين أعـزَّةً = بالعارِ أترعَهُ أذى العدوانِ
هذا الولاءُ لدينِ بارئنا الذي = لم يرضَ بالإطراقِ والإذعانِ
لم يُبقِ مابين الضلوعِ خناجرًا = ومحتْ دناءَتَها عُــرا الفرقانِ
فانهارَ للأعداءِ ركنُ عُتُوِّهم = والبهرجُ المشحونُ بالألوانِ
أعيتْ مكائدَهم عقيدتُنا فلم = يركعْ لغلظتِهم بنو الميدانِ
هم يعرفون رجالَها وشبابَها = ونساءَها يوم التقى الجمعانِ
كان ابتلاء للنفوسِ ومحنةً = زادت مرارتها من الخسرانِ !
حسراتُها انبعثتْ لتصفعَ مَن ونى = مستسلما للظالمِ الحيرانِ
واليوم قد ولَّى زمان هوانِنا = بـل ديسَ وجـهُ صفاقةِ الأوثانِ
لـن تُعبدَ الأصنامُ في أقطارنا = تيَّاهـةً بالبهرجِ الفتَّانِ
خابتْ وربِّ الناسِ آمالٌ لهم = وكبَتْ فلولُهُـمُ بكلِّ مكانِ
مازالَ سرُّ الصوتِ يصعقُ كِبرَهم = (اللهُ أكبرُ) إنْ علا بأذانِ
فضحَ الحضارةَ وانحنى سمسارُها = ببلادِنا إذْ خابَ بعدَ هـوانِ
فَلْيَعْلمِ الطاغوتُ أنَّ لِمَن جنوا = فيهـا على شعبٍ سوادُ الــرَّانِ
لن تقدرَ الشبهاتُ طمسَ عقيدةٍ = اللهُ أنزلهـا على العدناني
إسلامُنا باقٍ على طول المدى = وهُداهُ في دنياهُـمُ عنوانُ
اليأسُ ظلمتُه تبدَّدَ عصفُها = وأتى بجمعِ الصحوةِ الإيمانُ
وطوتْ شكيمتُه المكائدَ فانثنى = مكرٌ يُحاكُ على يد الحدثانِ
لـم نُلْفِ بعدَ اليومِ في أحنائنا = إلا صحيحَ نشيدِنا الرباني