مَن هـم أولو الإيثار والإقدامِ ؟! = والصَّابرون على أذى الحُّكامِ
المؤمنون بأنَّ عزةَ أمَّـةٍ = كانتْ بظلِّ رسالةِ الإسلامِ
والواثقون بأنها ما أذعنتْ = لأولي الفسادِ وعابدي الأصنامِ
المؤمنون بربِّهم لم يركعوا = أبـدًا لسطوةِ خسَّةِ الإرغامِ
المقتفون طريقَ نهجِ مُحَمَّـدٍ = بوثيق ماحازوا من استعصامِ
الثَّابتون وغيرُهم في حيرةٍ = مابين ضيقِ الدربِ و الحاخامِ
يتداولون حداثةً قد جيَّفتْ = أوكارُها بِنَتَانَةِ الأقزامِ
لحضارةٍ لمَّـا نجدْ في وجهها = إلا الشقاءَ على مدى الأيامِ
وتجارةٍ حملتْ ــ فسادَ قلوبهم = ونكوصهم ــ لأسافلِ الأقوامِ
رضيتْ بأوراقِ الهوانِ عقولُهم = مستكتبينَ سفاهةَ الأقلامِ
كذبٌ وتدليسٌ و زورٌ فاقعٌ = ونسيجُ فلسفةٍ لـداءِ عُقـامِ
فالبُرءُ لايُرجَى لِمَنْ ركبَ الهوى = وأناخَ عندَ القومِ باستسلامِ
كم فاسقٍ في حضنِ خسَّتِه رأى = من سوءِ عاقبةٍ بسوءِ حِمـامِ
وهمُ الأذلةُ والغباءُ حليفُهم = قد غـرَّهم ماضلَّ من أحلامِ
يصفونَهُم بتقدمٍ ياويلهم = ماتتْ مروءَتُهم بشرِّ مُقامِ
قد أوردَتْهم للمهالكِ نكبةٌ = هـم صنَّعوها في المدى المترامي
أرأيتَهم كيف اسْتُذِلُّوا عنوةً = بيدِ العتاةِ ونخبةِ الإجرامِ
بل أوقفتْهم في مهازلِ حقبةٍ = فَلْتُزْدَرَ الأحلامُ والأفهامُ
دُفِنَتْ مواثيقُ البطولةِ إنَّها = لمَّـا تكنْ إلا لكلِّ هُمــامِ
لايعرفُ الذلَّ البغيضَ ولا الهوى = أو لانَ بئسَ الجُبْنُ للإحجامِ
كفروا وربُّ الناسِ بالمرصادِ قد = أحصى عليهم ماجنوا من ذامِ
وكسا الخبالُ وجوهَهُم قترًا فلم = تُبْصَرْ سوى بملامحِ استذمامِ
العابثون بحاضرٍ فيه الأسى = والشُّؤمُ والشَّكوى من الآلامِ
ماتتْ ضمائرُهم وغابَ إباؤُهم = فاستسلموا لمشيئةِ الظُّلامِ
ياحسرةً في الصَّدرِ باتَ رسيسُها = ينعى تخاذلَ أمَّـةَ العَلاَّمِ
فكريمةٌ مختارةٌ بين الورى = نامتْ و وُسِّدَ مجدُها برغامِ
هل من بنيها ويحها عُمَرٌ وهل = منها صلاحُ الدِّينِ ذو الإقدامِ
قد خافهم مَن جاءَنا بحشودِه = لما قلى الميدانَ عــزمُ الرامي
هيهاتَ لم تَرِثَ الجهادَ قيادةٌ = في أمـةٍ عاشتْ بعهدِ فِخـامِ
فعظيمُ قّدْرٍ أو كريمُ مكانةٍ = منها وفيها موطنُ الإعظامِ
فهل انطوتْ صفحاتُ فرسانٍ لهـا = وكبا جـوادُ إبائهـا لفطامِ !
لا ، ثمَّ لا مازالَ روحُ الدِّينِ في = أحنائها ويفيضُ بالإلهامِ
لا والذي برأ الوجودَ ، وإنَّما = هي غارةُ السُّفَهَا من الأحزامِ
وتناصُرُ النحلِ الخبيثةِ في الورى = وصناعةُ الإرهابِ ثوبُ لئامِ
لكنْ وقد آنَ الأوانُ فصحوةٌ = في الناسِ إسلامية الأحكامِ
وهـو الصَّريخُ يحثُّهم أنْ أنقذوا = أيامَكم ياناسُ بالإكـرامِ
فبغيرِه يأتي الشقا أجيالَكم = لتعيشَ في ذُلٍّ بعصرٍ دامِ
وثقوا ببارئِكم ولا تستأنسُوا = بالمغرياتِ اليومَ باستسلامِ
فحكايةُ الصَّرعاتِ في الغربِ الذي = هلَّتْ نهايتُه لسوءِ زمامِ
هي طفرةٌ موؤودةٌ في أرضهم = أرضِ الفجورِ استسلمتْ لسَقَامِ
إذْ أنكم يامسلمون لَرَحْمةٌ = للعالمين لأُلفةٍ و وئامِ
وعلى أياديكم سيعرفُ جمعُهم = أنَّ السعادةَ في هُـدى الإسلامِ
يوم اصطفاكم ربُّكم بين الورى = فزتُم بما في الشَّرعِ من إنعامِ
وهو الحفيُّ بكم ولكم إذا = عدتُـم إليه : النَّصرُ في الأيامِ
بشرى لكم فالوعدُ آنَ أوانُه = رغم الجحودِ لشلَّةِ الأقزامِ