شقي الفؤاد بوجده وتفطّرا=وشكا بعاد أحبة فتحسّرا
ذمّ الحياة وغدرها وصدودها=أيُلام عن خذلانها إن أخبرا ؟
ما بال عاذلة تلوم شكاته=وتظنّها عتبا لها متسترا ؟
ما كانت الفرعاء قصد ملامه=أو كانت الوطفاء قصدا أضمرا
أو شك في الزهراء وهي أثيرة=أوعاب للحوراء ذاك المحجرا
أو ملّ للعساء حلو رضابها= بل عاب وهما لا يباع فيشترى
تلك الحياة ألومها وأذمها= ورشفت من مرّ لها والأكدرا
ما أنجزت وعدا لذي وله صبا= أو أخلصت في عهدها فتقدّرا
ديدانها عبث الزوال قرينها= والخلد للأخرى يدوم ومُبهرا
أم العُجالة لا تقرّ لطامع= وسرابها إن ريم ولّى مدبرا
كم أذبلت زهر الحسان بجنة= في لحظة فغدت يبابا مقفرا
تلهي الغرير بنَورها وبزهرها= فيظل في إغرائها متحيّرا
فتشيبه قبل المشيب بمطلها= وتصدّه عن حضنها متحسّرا
والموت ينثر للغرير كنانة=بنباله متوعّدا ومحذّرا
والكاتبان يحرّران سجّله=وكفى به باسم الإله مُحرّرا
في قبره يلقى الملاك بسؤله=فيجيبه متلعثما متوترا
ينسى المهيمن والنبي لسانُه=يا ويحه من زلة فتعثرا
يا ليته حذر المصير وموئلا=من سوئه زجر النبي فأعذرا
يا غافلا ومتيّما بحياته=لا تأمنن من غدرها متهورا
وارجع إلى الديّان قبل زوالها=تعطى الجنان وحورها وتُخَيّرا