احذرْ أخي من لوثةِ الإغراءِ=ومن الرَّفيقِ السَّيئِ الآراءِ
واحفظْ شبابَكَ من أذى أهلِ الأذى=ومن الجناةِ ، وزمرةِ الغوغاءِ
واملأ فراغَكَ بالفوائدِ مدبرًا=عمَّا بدا في الرُّؤيةِ العمياءِ !!
واحيِ الإرادةَ في شبابِك ، وانطلقْ=بتوهُّجِ الإيمانِ في الأحناءِ
أَوَمَا ترى ماحلَّ في دنيا الفتى=لبَّى نداء الزيفِ في الإغراءِ
فأتى إلى مستنقعِ البؤسِ الذي=يودي بصاحبِه إلى الضَّرَّاءِ
أفنى فُتُوَّتَه بصفعِ شموخِها=بيدِ الهوانِ و وطأةِ الأرزاءِ
ونأى عن الوجهِ الربيعيِّ الرُّؤى=وعن الجمالِ الطاهرِ الوضَّاءِ
وأتى سرابَ الفتنةِ البلهاءِ لم=يشعرْ بما في زيفِها من داءِ
إذْ باعَ في سوقِِ الأسافلِ عمرَه=لمروِّجي شرٍّ به وشقاءِ
الخمرُ والأفيونُ والمورفينُ بعضُ ...=... تجارةِ الأوغادِ والخلطاءِ
ومُنَشِّطاتٌ ... هكذا وصفوا الأذى=ومُهَلوِساتُ الصَّدمةِ النكراءِ
ومخدراتٌ ما صحا مَنْ ذاقَها=إلا وعاشَ مشتتَ الأهواءِ
ولَّتْ قُواهُ ، وغابَ عنه ضميرُه=مستسلمًا لمواقفِ استهزاءِ
للوهمِ ، للهذيانِ ، ثمَّ جريمةٍ=مذمومةِ الأسبابِ والأصداءِ
كم أُسرةٍ عانتْ وشتَّتَ شملَها=هذا البلاءُ ، طريدةَ اللأواءِ
و وفيرِ مالٍ قد تمايلَ مفلسًا=بأزقةِ الأعباءِ والإعياءِ
ولربَّما انْتُهكتْ محارمُ صانها=ما كانَ من قيمٍ لها وإباءِ
قد لوَّثتْها بالقبائحِ نفرةٌ =عمَّا بطُهرِ النفسِِ من علياءِ
والمرءُ بالإدمانِ يفقدُ وعيَه=ويتيهُ بينَ تجهُّمِ البغضاءِ
عجبا من الإنسانِ أكرمه الهدى=و رعاهُ ربُّ العرشِ بالنَّعماءِ
يُلقي إلى الوجعِ الممضِّ حياتَه=ويردُّ عافيةً بغيرِ وِجاءِ
ويعيشُها عيشَ البهائمِ ناسيًا=يومَ الحسابِ لنفسِه الرعناءِ
يا أيُّها الإنسانُ كدحُكَ شأنُه=باقٍ ، فحاذرْ ملعبَ السُّفهاءِ
وانهلْ من التقوى لتنعمَ بالرضا=وبعيشةٍ فوَّاحةِ الأشذاءِ
وادفعْ خطاكَ على مدارجِ رِفعةٍ=ومدارِ إيمانٍ ، وظلِّ هناءِ
وأضئْ دروبَكَ بالمآثرِ مدبرًا=عمَّا بغمرِ الظلمةِ الدكناءِ
ودعِ العوائقَ والعلائقَ إنْ رمى=أصحابُها نهجَ الهدى لعَفاءِ
تعستْ سلافتُهم ، وباءَ رفاقُها=بالعارِ يعقرُ نزوةُ النُّدماءِ
مَنْ لانَ جانبُه لفتنةِ مسكرٍ=فقد انثنى عن عزَّةِ الحنفاءِ