حُلُمٌ رفَّ بأهدابي وذابا = في فيافي السهدِ شجوًا واغترابا
عادَ لي والقلبُ مجروحُ الرؤى = والحنايا الخضرُ قد أمستْ يبابا
لستً أدري ! أهو العمرُ الذي = نهبَ الدهرُ لياليهِ غلابا !
أسرتْ أحلامَه كفُّ الشَّجا = فبكاها لوعةً تعصرُ صابا
تلك من روحٍ وريحانٍ وكم = في صِبانا عطَّرَ الشوقُ الإهابا
بيدٍ قدسيَّةٍ آناؤُها = ماهجرناها نديَّاتٍ عِذابا
تغرقُ الدنيا بأوهامِ الورى = ويموجُ الخطبُ ريحًا والتهابا
ويعضُّ الظلمُ آمالا لنأ = ويدقُّ الحقدُ في القلبِ الحرابا
ويظلُّ العزمُ من طيبِ الهدى = ينفحُ الروحَ إباءً وشبابا
قد مضينا في دجى غربتنا = والمآسي عبرها تفتحُ بابا
والصَّدى الموَّارُ في أفئدةٍ = يغزلُ الجرحَ بمرماها حجابا
لن يكلَّ السَّعيُ إن طالَ المدى = إذْ مشيناها يقينا واحتسابا
و ولجناها كأجدادٍ لنا = قد تخطَّوا في الميادين الصعابا
ومضينا أُمَّةً ... من أُمَّةٍ = رغم هولِ البغي إنا لن نهابا
ماركنَّا وصبرنا عزَّةً = لم نطأطئها جباها أو ورقابا
يخسرُ العمرُ بديجور الونى = إن هو اليومَ من الأعداءِ هابا
مَن مضى للهِ أغنى عمرَه = وكفاهُ اللهُ في الغابِ الذئابا
والغواةُ المرجفون انتكسوا = إذ رأوا في غيِّهم هذا صوابا !
لم يهنْ مسلمُنا أو يرتجفْ = وتبدَّى في الورى أعلى جنابا
ولنا في الوعدِ أغلى منيةٍ = فاقرأ السُّنَّةَ عنها والكتابا