عزرائيل وزيارته
أنا في انتظارِكَ لا أطيقُ حِراكا
فاللهُ قدَّرَ أنني ألقاكا
يا أيُّها الـمَلَـكُ الذي نمضي بما
من أجلِهِ الرَّحمنُ قد سوَّاكا
لا ضيرَ مما قد أتيتَ لأجلِه
رُحماكَ كُنْ لي باسِمًا رُحماكا
أنا عالِـمٌ أنْ ليسَ يُجدي شافعٌ
فيما قضى فافعَلْ كما وصَّاكا
آتٍ وحقِّ اللهِ إنَّكَ قادِمٌ
لأكادُ أُبصِرُ مسرعًا مأتاكا
ما كنتُ آنًا في لقائكَ زائرًا
أهلًا.. وإنْ قد عشتُ لا أهواكا
لأشدُّ ما ألقاه أنَّكَ راصدي
مهما اختبأتُ تحوطني عيناكا
فإذا دنا أجلي وحانَ لقاؤنا
فبلحظةٍ تصطادُني كفَّاكا
مضتِ الثَّمانونَ التي قد عِشتُها
وأرى ثوانيها أسىً وعراكا
أمضيتُ عمري موثرًا ومسامحًا
وبكلِّ جهدٍ أقلع الأشواكا
أسعى إلى الأملِ البعيدِ يشدُّني
طمعٌ أخال يقول: ما أقواكا!
الصدُّ أجزيه ببسمةِ والدٍ
ولكم رآني حاسدي ضحَّاكا!
وأعودُ لا أرضى العثارَ، فلا أرى
إلا الطغاةَ يجددونَ شِراكا
ويثورُ ما أبقى الإباءُ بفطرتي
وعن المرجّى لا أريدُ فِكاكا
وأظلُّ أسعى والإباءُ يقولُ لي:
سلِّم أمورَكَ واستعِنْ مولاكا
فأرى إلهي قد حباني فضْلَهُ
فجنيتُ من تيسيرِه الأملاكا
وبنيَّ والأحفادَ زهرةَ عمرِنا
فنراهمو في عيشنا أملاكا
أما امتلاكي ليس يجدي جمعُه
وأظنُّه قد قالَ: ما أجداكا
والأهلُ كلُّ الأهلِ كلُّ أحبَّتي
سيقولُ تبقى بيننا ذِكراكا
***
وتمرُّ أيامٌ ويَنسى من لهم
كنتُ الحبيبَ وزِيدَ لن ننساكا
لا ذكرَ يبقى، لا ولا يجدي الذي
دهرًا جنته من الشَّقاءِ يداكا
***
ويقولُ من عقِلوا قد حُمَّ الردى
إذ لا بديلَ لِما أتى، ودهاكا
فأقولُ يا أهلاً بقابِضِ مهجتي
يا مَنْ ستفعلُ ما قضى مولاكا
أنا قادمٌ للهِ أرحمِ راحِمٍ
أقدِمْ فإنِّي اليومَ لا أخشاكا
ما كانَ أسعدني ووجهُكَ باسمٌ
يُنبي بأنَّكَ قائلٌ: بشراكا
هذا الذي أرجوه من ربِّي غدًا
ما غيرُ ربي أرتجيهِ لذاكا
وسوم: العدد 1031