اعتذار إلى سليم عبد القادر في ذكرى رحيله
عُذرا – سليمُ – فلا أجيدُ رثاءَ لكنْ أجيدُ ، و قد رحلتَ عزاءَ
لو كنتُ أرثي – يا حبيبُ – أحبتي لملأتُ شعري لوعةً و بكاء …!
ستونَ بل سبعون ! لا أُحصي لهم عَدّاً ، و لم أجمعْهُمُ أسماء
إخوانُ صدقٍ ما رأيتُ مثيلَهم أين النجومُ إذا تَزينُ سماء ؟!
ما زلتُ أذكرُهم – و ربّي شاهدٌ - صُبحا ، و ما هم غائبين مساء
في الجسر، ما أحلى رُباها غُدوة و أرقّ ما في الضفتين صفاء !
قد خضّب الشهداءُ لونَ زهورِها حتى غدتْ بدمائهم حمراء !!
و عصَتْ بعاصيها العَصيّ عصابة ً تستنجدُ الأنذالَ و الدخلاء !؟
عذرا – سليمُ – و ألفُ عذرٍ دامعٍ قدّمتُه يَستِعتبُ الشهباء ..!
غنّى بها الأطفالُ ألحانَ الهدى و رَعَيتَ فيهم فِطرةً بيضاءَ
في البحر والبستان في ألَق الضحى في النسر عانقَ عزمُه الجوزاء*
في الحرف والأبوين في كفّ الأذى بالمكرمات نشيدُهم قد ضاء *
في كل ما خطّتْ يمينُكَ مَعْلمٌ للجيل يُعليهِ ( سَنا ) و سناء
عذرا – سليمُ – و جُرحُ شعبي غائرٌ في الشام ينزِفُ عِزّة ًو إباء ..!
يا طالما غنّى قصيدُكَ حُبّها و بكيتَ أحرارا لها شهداءّ!
و اليومَ تبكيكَ الشآمُ و كم بكتْ أبناءَها ممّن قَضَوْا غرباء !؟
- إشارة إلى نهر العاصي في جسر الشغور و إلى الأديب الشهيد إبراهيم عاصي – طيب الله ثراه
-** إشارة إلى أناشيد الطفل للأخ الشاعر سليم – رحمه الله
وسوم: العدد 1035