إذا قربت الساعة يكثر اللواط والزنا والخمر ، وتشيع الفواحش وتكثر النساء ويقل الرجال ويخطب الغلام كما تخطب المرأة، ويُزنى بالمرأة في الطريق لايجد مَن يقول للزاني لو تنحيت ، ويتزاورون على الفاحشة ، وهذا مانراه اليوم في مشارق الدنيا ومغاربها . وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أشراط الساعة أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية البكر وعند ذلك تكون الأمراء فسقة والوزراء فجرة ) ... الحديث بطوله.. رواه ابن مردويه.
هوامش :
- الكلب العقور : يُقال كلبٌ عَقُور أي جارح . جاء في المصباح: والكلب العقُور قال الأزهري: هو كلّ سبعٍ يَعقر من الأسد والفهد والنمر والذئب، يقال: عَقَرَ الناسَ عَقْراً: أي جَرَحهُم .
تنادوا للسفورِ وللفجــورِ = وللإسفافِ في كلِّ الأمــورِ
وخفُّّـوا للمراقص والملاهي = وفعـلٍ للفواحشِ في القصورِ
وهاهم في اختلاطٍ واندماجٍ = إناثٌ يجتمعْنَ مع الذكورِ
رجالٌ معْ نساءٍ عارياتٍ = وقد ماتَ الحيــاءُ مع الضَّميرِ
وندمانٌ على خمرٍ سكارى = فبئسَ القومُ أصحابُ الخمورِ
تعاطوا للمخدِّر واستباحوا = لهم شرفًا بلا أدنى شعورِ
فأُختٌ معْ أخيها في سريرٍ = وآخرُ معْ صديقٍ في النَّكيرِ
أباحوها كأنَّهُمُ بغـابٍ = بلا قيمٍ كأفعالِ الحميرِ
بهائمُ ويلهم ولقد جنوها = عواقبَ قـد رمتْهم في السَّعيرِ
أطاعوا إذ دعاهمْ فاستُجِرُّوا =لإبليس اللعين بألفِ نيــرِ
فأين عقولُ قومٍ قد أماتوا = حِجــاهم بل رموها في القبورِ
أولئك مثلُ أنعامٍ تراهـا = على الأعشابِ في حللِ السُّرورِ
رويدك بل أضلُّ وقد تعاموا = عن التبيانِ والوحيِ الأثيرِ
فقد ركنوا لأهـواءٍ فطاشتْ = عقولٌ في متاهاتِ الغرورِ
فلو حدَّثتَهم عن هَدْيِ ربِّي = وعن أهــوالِ ساعاتِ المصيرِ
وعن يوم الحسابِ وعن ذنوبٍ = ثقيلاتٍ على تلك الظهورِ
تراهم مشفقين فـذا كتابٌ = أتاهم بالصغيرِ و بالكبيرِ
لقد أحصَتْ ملائكةٌ عليهم = فعائلَ عاقروها في سرورِ
وقد وجدوا لها بالحقِّ حصرًا = فليس لهم هنالك من نصيرِ
كَأَنْ لم يسمعوا عن قومِ لوطٍ = وأصحابِ السَّفاهةِ في العصورِ
وعن أقوامِ عصرِ النَّاسِ هذا = فمـا من عاقلٍ يُرجَى غيورِ
ففينا نحن مَن نكثوا عهودًا = وميثاقًا لهادينا البشيرِ
وغرَّهمُ التَّباهي بانحطاطٍ = على مستنقعِ الغربِ الحقيرِ
فجاؤوا بالمذاهبِ عابثاتٍ = لأجيالِ العقيدةِ في ثُبورِ
فَتُلْفِي في حداثتِهم دمارًا = لصرحِ المجدِ والماضي الأثيرِ
بفلسفةٍ وزندقةٍ تمادوا = وآخوا نهجَ شــرٍّ مستطيرِ
فمن كُفرٍ وإغـراءٍ بفسقٍ = ولهـوٍ للكبيرِ وللصَّغيرِ
وعاشوا العمرَ أيامًا عجافا = فبئسَ أذى المخازي من عشيرِ
نسوا الدَّيَّانَ فانتكسوا نشاوى = بلذَّاتٍ تحورُ إلى الفجورِ
ورفَّات الملذَّاتِ استحالتْ = لريحِ الإثمِ تعصفُ بالصُّدورِ
وظنُّوها تدومُ بلا انصرامٍ = ففاجأهُم لظاها في البكورِ
فكم من فاسقٍ أمسى عليلا = وكم من ماجنٍ رهن القبورِ
وكم من ظالمٍ للنفسِ يبكي = على مافاتَ من خيرٍ كثيرِ
وكم من مجرمٍ أرداهُ ربِّي = فماتَ كميتة الكلبِ العَقورِ
تناسى النَّاسُ في عصر التَّمادي = بأنواعِ الفضائحِ والشُّرورِ
فتبًّا للحضارةِ ما أفاءتْ = سوى بالويلِ والحالِ العَثورِ
وبالإجرامِ فالقيمُ استُبيحتْ = فلم تُحفظْ بأحناءِ الصُّدورِ
تكالبتِ المحافلُ حاقداتٍ = على الإسلامِ والنَّهجِ الجـديرِ
فمن كيدٍ إلى مكرٍ تلظَّى = بحقدِ الشَّانئين هُدَى البشيرِ
ولكنْ لايُماري ذو يقينٍ = بأنَّ الأمرَ للهِ القديرِ
فأهلُ الفِسقِ يأتيهم جزاءٌ = من الديَّانِ في اليوم العسيرِ
فكم من فاجرٍ ولَّى فألفى = عواقبَ فسقِهِ سوءَ المصيرِ
وكم من ظالمٍ غُلَّتْ يداهُ = وسيقَ إلى جهنَّم والسَّعيرِ
فللسفهاءِ عندَ اللهِ وادٍ = لهم في وَهْجِه عقبى الغرورِ
وللطاغوتِ أيًّا كانَ يأتي = ذليلا بعد أيامِ الظهورِ
فما من حارس أو من جنودٍ = تنادوا للرئيس أو المشيرِ
ولم تنفع نجومٌ لامعاتٌ = إذا ماسارَ في الجمعِ الغفيرِ
مضتْ أيامُ مجدٍ كاذباتٍ = و ولَّتْ بهجةُ الحشدِ الكبيرِ
فما من رتبةٍ تجدي شقيًّا = ولا ماكانَ في تلك القصورِ
طوتْ تلك المباهجَ أمُّ دفرٍ = وألقتْهم بديجور القبورِ
ويوم الحشرِ للباغي عـواءٌ = عـواء الذًّلِّ للكلبِ العقورِ (1)
ومن فَسَقُوا ومَن ظلمُوا وعاثوا = فسادا في البلادِ بلا قصورِ
وتبًّا للإباحيين عاشوا = بهائمَ بل أضلَّ من الحميرِ
فللإنسانِ قَدْرٌ واحترامٌ = فكيف يهونُ للزيفِ الحقيرِ
وقد أعطاه ربُّ الناسِ عقلا = وأكرمه بقرآنِ ونــورِ
وأرسل أنبياءَ إليه حتى = يفوزَ بهَدْيِهم يوم النُّشورِ
فأهـلُ شريعةِ الإسلام هاهم = كرامُ الخَلْقِ في عيش نضيرِ
أحلُّوا ما أحلَّ اللهُ فيه = وعافوا كلَّ أقذارِ الفجورِ
فطابَ العيشُ وامتازوا سُمُوًّا = بما للروحِ من أُفقٍ وثيرِ
وما للمرءِ من إكرام ربٍّ = كريمٍ منعمٍ بَــرٍّ مُجيرِ
وخابَ مَن استحلَّ محرماتٍ = ولـم يخشَ الجزا يومَ النُّشورِ