عد ، يا هوايَ ، إلى النّهى، لتنالا=نصحاً أميناً مسلكاً ومآلا
فالعقل نورٌ للحياة ومانحٌ= ما يرتضيه تدبّراً وجمالا
ينجيك من شطط العواطف باذلاً= لك خيرَه ومحطّماً أغلالا
إنّ الهوى شرًكٌ يصيد به =الغَرورُ خلائقاً ، أهدى لهم آمالا
ويزيّنُ الآتي بريشة واهمٍ= فتطير بالهاوي منىً تتلالا
لكنّه سرعانَ ما يهوي إلى= نار النّدامة ، يصطلي الأهوالا
فيقهقه الشّيطانُ ، يُرضي كيدَه= بذوي الهوى ، ويُقطّعُ الأوصالا
فيصيح مَن ملأ الهوى أعراقَه= مَن منقذٌ مَن يرحمُ الصّلصالا ؟!
فيجيبُه العقلُ النّصوحُ ألا استعن= بالله ، واطلب عفوه ووصالا
واربط حبالَك بالنّهى واطرح هوىً= ألقى بنا من جنّةٍ تتعالى
أبواك كانا في النّعيم ، فأخلدا= لهواهما ، فتبدّلا أحوالا
* * *=* * *
إنّ العواطف إنْ تُؤَجّجْ نارَها= مِن غير ما رشّدٍ تذُقْ أهوالا
أنا لا أقولُ بأن نكون حجارةً= نخلو من الإحساس ، نقبح حالا
لا قلبَ فينا نابضاً بعواطفٍ= لا حسَّ يقطُرُ رِقّةً وجمالا
لا، لستُ أرضى أن نكون جلامداً= وكذاك لا أرضى هوىً جوّالا
لكنّني أبغي التّدبُّر والأنى= كي لا نظنَّ القبح صار جمالا