كتبتها بعد الستين قبل أكثر من أربع سنوات ولم أنشرها ونسيتها وعندما قرأتها ظننت أنها لشاعرٍ آخر وكأني أقرأها لأول مرة ولما رأيت اسمي وتاريخ القصيدة تذكرت واسترجعت قصتها والله رأيتها تجلو أعماقي وتخاطب ذاتي وتتحدَّث بسرِّي وتُبدي سريرتي غفر الله لنا قصورنا وتقصيرنا وهدانا لرشدنا وأحسن الأعمال لأقول بعد قراءتها أحد شطورها
: ياوَيْحَ نَفْسي على مافاتَ إلهاءَ
نعيشُ ياربَّنــا فضــلاً ونَعْمــاءَ=لاحَدَّ، لاعَدَّ ، لانسْطيعُ إحصـاءَ
نعيشُ نرْفُـلُ بالخيراتِ غامـرةً =والغيـثُ والقـطْـرُ إسْـقـاءً وإرواءَ
وللغُيُــومِ هِبــــاتٌ في مخازِنِها =ياللعَطــاءِ من الرَّحمنِ إحيـاءَ
والرُّوحُ نشْوى بذي الجَنَّاتِ مُترعةً =والرَّوْضُ والحُسنُ أنداءً وأفياءَ
والقلبُ يلهَجُ والإيمـانُ صِبغَتُـهُ =مـولاهُ يدعـو بأن يهديـهِ آلاءَ
والشُّكْرُ يقصُرُ أن يرقى لأحرُفِهِ =فالعَجْزُ بادٍ.. وهلْ نسْطيعُ إيفاءَ
فالحمدُ ربِّي جرى في مُهجتي ودمي=وفي فُؤادي وروحي كُلُّ ذا فاءَ
* * *=* * *
مابينَ حالَيْنِ عِشْنا والحياةُ سُرى =ذُقْنَا الأمَرَّيْنِ إجْحَافاً وإقْصَاءَ
والخَوْفَ عِِشْنَاهُ أعْواماً وأَزْمِنَةً =والأمْنَ نلقـــاهُ في الآياتِ أنداءَ
وفي اتِّباعِ الهُدى والنُّور في سُنَنٍ =ياسَعْدَ من يقتفي الأنوارَ إسراءَ
واللًّطْفَ نُبْصِرُ في أيَّامِنا عَجَبَاً =لولاهُ لنْ تَلْقَنــا واللـــه أحْيـاءَ
لولاهُ ماشَفَّتِ الأرواحُ صُورَتَها =ولاسَمِعْتَ رفيفَ القَلْبِ أصداءَ
ولارأيتَ طُيُورَ الحُبِّ في وَلَهٍ =والأُنْسَ والــودَّ أشـواقـاً وأفياءَ
ولاطَرِبْتَ لقيثاراتها نَغَمَاً =ولاكَنَارَ الهَوَى يُشْجيكَ إثراءَ
* * *=* * *
وقَفْتُ بعدَ سنينِ العُمرِ مُنْتَبِهاً =سِتينَ عَدَّتْ وماأنصتُّ إصْغاءَ
وَقَفْتُ أرْقُبُ حالي دونَ تَبْرِئةٍ =ياوَيْحَ نَفْسي على مافاتَ إلهاءَ
وَقَفْتُ أستَعْرِضُ الأعوامَ تَبْصِرَةً =فما اعْتَبَرْتُ ولاعالَجْتُ أدواءَ
وَقَفْتُ والنَّفْسُ قامَتْ خَلْفَ ناصِيَةً=كَأَنَّها مُرْشِدٌ للحالِ إطــراءَ
ولاسِتارَ عليها ساءَ مَخْبَرُها..=تبقى تَغُرُّ بما تُلقيــهِ إيحــاءَ
وَقَفْتُ أرْقُبُها ،مااسطَعتُ أمْسِكُها=بما فَرَتْهُ وماتحكيهِ إغْواءَ
وقد جَلَوْتُ من الأعماقِ سيرتَها=فهذه النَّفسُ أصداءً وإيمــاءَ
* * *=* * *
فاجْعَلْ إلَهي لِجامَ النَّفْسِ مُلْكَ يَدي =رُحْماكَ ربِّي على مافاتَ أخطاءَ
وبَلِّغِ الرُّوحَ ياربِّي مَقاصِدَها=تسمو تُحَلِّقُ في العليـــــــاءِ إرضاءَ
واجعل هُداكَ لقلبي طاعَةً ورِضىً=وكلَّ مافاتني فامْنَحْهُ أضواءَ
أسْبِغْ عليَّ وأهلي نورَ تبصِرةٍ =ماأجْمَلَ العَيشَ بالإشراقِ لأْلاءَ
قدعِشتُ فيها بلى والله في مِنَنٍ = والنَّبضُ والحِسُّ للعلياء إمضاءَ
فضلٌ ونُعْمى وألْطافٌ وتَحْلِيَةٌ=والأَيْكُ والرَّوْضُ والدِّيماتُ هَطْلاءَ
وجَنَّةُ الرُّوحِ إيمانٌ وفيضُ رضى=ماأَسْعَدَ القَلبَ بالإيمانِ وضَّاءَ