إلى سيِّد الشهداء حمزة رضي الله عنه
وإلى كلِّ مَن قام بوجه جائر ظالم في كل عصر ومصر
آبَ شذوُ القصيدةِ العصماءِ=إذْ تغنَّتْ لموكبِ الشهداءِ
وتثنَّـى عليهِ سمتُ إباءٍ=مشمخرٍّ بمُعطياتِ الإباءِ
موكبُ الفضلِ بالشهادة أغنى=أُمَّـةَ الخيرِ بالنَّدى و الوفاءِ
لاتُعدُّ الصُّفوفُ فيه ولم تهدأْ= على الدربِ نفرةُ الشُّرفاءِ
إنَّهـا أُمَّةُ الجهادِ وفيها=حُبِّبَ الموتُ تحتَ ظلِّ اللواءِ
فالنفوسُ الكِبارُ والمهجُ الظمأى= حديثُ الفدا لربِّ السماءِ
في سبيلِ الإلهِ أرخصتِ العُمرَ= تلبِّي في الزحفِ أغلى نداءِ
جـلَّ ربِّي هي الرُّؤى ماثلاتٌ=بينَ عينَيْ رجالِ حفظِ الولاءِ
***= ***
بسماتُ الرضا بوجهِكَ ( قطبٌ )=ما أُحَيْلَى افترارها بالهناءِ
هي تحكي سُمُوَّ نفسٍ تعالتْ=فوقَ غدرِ الأذلَّةِ السُّفهاءِ
تعسَ المجرمُ الكريهُ المخازي=والعميلُ الخفيُّ للأعداءِ
صنعَ الطَّبلَ واستخفَّ عقولاً=صفَّقتْ بئسَ إذْ هفتْ للهُراءِ
مسرحيَّاتُه فصولٌ تخلَّتْ=عن معاني الفدا بيوم اللقاءِ
وسقاها كؤوسَ زيفٍ وطيشٍ=لملايينِه من الغوغاءِ
حين ضجَّتْ (ياناصِ) وانتفشَ القائدُ= وجهًــا يموجُ بالخُيَلاءِ !
وتولََى بكِبرِه ليسَ يخفى=شرُّ أهلِ الهوى على الحنفاءِ
فأتاهُ مستدرِجًا في عهودٍ=قدرُ اللهِ قاصمُ الأقوياءِ !
فانحنى مهطعًـا وخارَ فألقى=جبروتًـا أثراهُ بالإيذاءِ
هكذا يُقصَمُ الطُّغــاةُ وقد= أوهمهم زيفُهم على استعلاءِ
وَهْوَ مرأى مصيرِ مَن أكلتْ شدقاهُ= أمنَ النفوسِ كلَّ مســـاءِ
كم شهيدٍ وكم سجينٍ يُعاني=ويتامى على فراشِ الشَّقاءِ
وخراب لأُمَّةٍ دمَّرتْها=سطوةُ الظلمِ مالها من علاءِ !
فاحمِلِ الوِزرَ كاملا وتقدَّمْ=فالموازينُ عندَ ربِّ القضاءِ
ذهبَ المجدُ كاذبًـا واضمحلَّتْ=عربداتٌ مِن بعدِ كشفِ الغطاءِ
***= ***
آهِ يا أُمَّتي وتُطوَى فصولٌ=عاصفاتٌ بالخبثِ والبأســـاءِ
وتُولِّي الأيامُ ثكلى ولكنْ=لا لفقدِ الطغاةِ والجبناءِ
إنَّمـا للمآثرِ البيضِ تُنسَى=في غيابِ الشريعةِ السَّمحاءِ
والمواعيدُ أُمَّةَ الخيرِ تبقى=رغمَ أنف الأذنابِ والأدعياءِ
حفظتْها الظلالُ مشرقةَ الوجهِ= يُزجِّيها ســـــيِّدُ الشهداءِ
لاتخافي فأنتِ في حفظِ ربِّي=كالمثاني والسُّنَّةِ الغرَّاءِ
طُويَتْ صفحةُ الأثيمِ وغابتْ= في دياجيرِ ويلهـا والجزاءِ
والشهيدُ الأبيُّ مازالَ حيًّـا= يتفيَّـا ظلالَ زهــوِ الهنــاءِ
عاشَ حـرًّا رغمَ القيودِ ووافى= مجلسَ الأصفياء والأنبياءِ
وسيبقى الصَّريخُ يهتفُ فيها=لاتهوني يا أُمَّـةَ الشُّهداءِ
لاتنامي فللطغـاةِ مصيرٌ=في حنايا جهنَّم الحمراءِ !