تُنْمى إلى الفاروقِ صدقُ عبارةٍ = وبها لدى فرساننا استعصامُ
هوامش:
(1) الأحــزام : الأحزاب الضَّالة المُضِلَّة .
(2) واجتالتْهم : واجتالتهم الشياطين: صرفتهم عن هداهم إلى ضلالتها، وأخذتهم بأن يجولوا معها واختارتهم للفسادِ والإفسادِ في الأرض . وفي الحديث الشريف : (خلق الله عباده حنفاء فاجتالتهم الشياطين ) .
(3) استذمام : أفعال وتصرفات تقتضي الذَّم والمهانة .
(4)الممض : الألم الذي يُفضي إلى عـدم الراحة .
(5) الرَّغامُ : التُّرابُ. ويقال: أَلقاهُ في الرَّغام: أذَلَّهُ وأَهانه.
بيدِ الفدا يتوهجُ الصَّمصامُ =ويُـرى بوجهِ رجالِه الإعظامُ
لأُلي الجهادِ العـزُّ فيه رسالةٌ = لِلمجــدِ يُعلي ركنَه الإسلامُ
مَن عاشَ بالذُّلِّ المذَمَّـمِ عصره = جارتْ عليه بعصرِه الأحكامُ
فالعصرُ عصرُ الغابِ في ساحاته = نالَ الضَّعيفَ بنابـه الإعـدامُ
فانهضْ أخا التوحيدِ في زمنٍ هوتْ = أصنامُ هذا العصرِ حيثُ تُقامُ
وتبعثرتْ أوراقُهم مذمومةً = ردَّتْ مزاعمَ زورِهـا الأقوامُ
تجدُ القويَّ المشمخرَّ بمكرِه = شبحًا تميدُ لصوتِه الآجامُ
بالعسفِ والطغيانِ يزأرُ طالما = وجــمَ القطيعُ وفرَّتِ الأغنامُ
والناسُ ويح الناسِ في دنياهُمُ = المالُ بابُ الغيِّ والآثامُ
فالفسقُ واللهوُ القبيحُ وما دعـا = لخسيسه الطاغوتُ والإعـلامُ
مالا رأت عيناك تبصره غـدًا = فَلِصَانِعِيْهِ الأمـرُ والإبرامُ
والمرجفون حثالةُ الزمنِ الذي = لعبتْ بحبلِ فنونه الأحـزامُ (1)
هجموا على القيمِ الأثيرةِ عنوةً = ألِمِثْلِها يُسْتَوجبُ استسلامُ !
هـم يأفكون الخلْقَ عن أفضالِها = ولهـا العلا والفضلُ والإكـرامُ
واستنهضَ السفهاءُ زيفَ فسادِهم = في الناسِ فاجتالتْهُمُ الأوهـامُ (2)
يرجون ترقيعَ الحضارةِ ويلهم = فحضارةٌ طاشت بها الأحـلامُ
وهي المآسي السُّودُ في أحنائها = والبغيُ والأهـواءُ والآلامُ
وهي الشعوبُ تململتْ من جمرِها = وبنو الشعوبِ من المكارهِ هـاموا
يرجون في الأرضِ الرحيبةِ كُــوَّةً = ولهم بهـا للأنفُسِ استعصامُ
ولهم كما توحي إليهم فطرةٌ = أنَّ الجحودَ لفضلِهـا استذمامُ (3)
قيمٌ ترفرفُ ـــــ للسعادة والمنى = رغـمَ الجناةِ وبغيِهم ـــــ أعــلامُ
تأبى الركونَ إلى الحضارةِ أفلستْ = فهيَ الزخارفُ فتنةٌ وركامُ
أما الفجائعُ من يَـدَيْ رُبَّانها = كالموجِ هـاجَ ببحره الإيـلامُ
نخبٌ لها خلف الكواليس البغيضة . = . رغبةٌ عنوانُها الإجرامُ
فالدمعُ يجري من عيونٍ قرَّحتْ = أجفانَها الأكدارُ والإرغامُ
واستوطنَ الألمُ الممضُّ قلوبَهم = وطوى بهيجَ الأنفُسِ الإظلامُ (4)
والخلقُ في أمصارهم في حيرةٍ = وتقطَّعـتْ في الأسرةِ الأرحامُ
هذا يمينيٌّ وهذي حُـرَّةٌ = وأخـوهما بيدِ اليسارِ يُسَامُ !
والأُمُّ ثكلى والصدورُ خضيبةٌ = والدارُ عاثَ برحبِها الأقـزامُ
لكنَّه الديَّانُ يدركُ أُمَّـةً = فيُعادُ في أبنائـها الإقـدامُ
وتهبُّ للفتحِ القريبِ رياحُـه = فعن البطولةِ ما لهـم إحجامُ
عادتْ ليالي الأوفياءِ لربِّهم = والمؤمنون بربِّهم مـا نـامـوا
حثَّتْهُمُ سُنَنُ النبيِّ المصطفى = فهفـا إليها الصائمُ القـوَّامُ
ولها السَّواعدُ شمَّرتْ عن قـوةٍ = يأبى سواها المسلمُ الضرغامُ
في أُمَّـةِ الإسلامِ كوكبةٌ لهـا = عهدٌ مع الباري فليس تُضـامُ
إن تنصروا الإسلامَ ينصرْكم إذا = جارَ الطغاةُ وعـربدَ الظُّلاَّمُ
وكأنَّ صوتًا للنُبُوَّةِ قد حـَدَا = في عصرنا فاستيقظَ النَّوَّامُ
واهتزتِ الأرواحُ تحيي نخوةً = فالمسلمون أعــزَّةٌ و عـظامُ
بل هكذا كانوا ولم يجفلْ لهم = قلبٌ إذا نالتْهُمُ الأيَّـامُ
هـم جندُ خيرِ الخلقِ ربَّاهم على = حبِّ الفداءِ وما لهم إحجامُ
في العُربِ منهم أُمَّـةٌ محمودةٌ = وبجمعِهـا ماتاهتِ الأفهامُ
وهناك في الأفغانِ فـرَّ عدوُّهم = يحمي عقيدةَ أهلِهـا العـلاَّمُ
حملوا كتابَ اللهِ فانتهضتْ بهم = هـممٌ فما لشموخها إيهـامُ
والموتُ تحت ظلالِ مصحفهم له = نصرٌ يطيبُ وللعدوِّ رغامُ (5)
وَهَنَ الحديدُ ولن تلينَ قناتُهم = وعدوُّهـم وَجِـلٌ له إحجامُ
هيهاتَ أن تجدَ الذين استعصموا = بوعودِ بارئهم لهم إرغامُ
لم يسجدوا أبدًا لغيرِ وَلِيِّهم = وسِواهُمُ بهوى المذلَّـةِ هـاموا
فاخرس لحاك اللهُ أنتَ منافقٌ = عاثتْ بظلمةٍ عقلِكَ الأوهامُ
أتظُنُّها كـرةً بملعبِ غفلةٍ = يلهو بها الجمهورُ حين تُقـامُ
هي كي تودِّعَ قِمَّةً تهفو لها = أرواحُ أجيالٍ فليس تُضامُ !
يفنى الغواةُ وحملُهم هذا الهوى = ولهم به هذا الثبورُ زمامُ
وهناك تلعنُهم جماهيرٌ لها = يومَ الملامـةِ حسرةٌ وأُوامُ
سترى الغزاةَ على حوافرِ خيلنا = صرعى تُبعثرُهم غدا أقدامُ
أوما ترى الأبطالَ في وجهِ العدا = ينفون ما قــد زيَّفَ الأقـزامُ
الحقُّ شرعتُهم فهل يعلو على = نهـجِ الشَّريعة في الحياةِ لئامُ !
درعُ الطغاةِ حديدُهم ودروعُنا = من نورِ ربِّ العرشِ ليس تُضامُ
فرسانُنا النُّخَبُ الحفيَّةُ بالتُّقى = ماغيَّرتْهم هـذه الأيَّـأمُ
وبنوهُمُ هـا هـم ضياغمُ عـزَّةٍ = صفعوا اليهودَ وجُلُّهم أيتامُ
وقْعُ الحجارةِ في وجوه عدوهم = لأشدُّ ممَّـا يفعلُ الصمصامُ
سيحررُ القدسَ الشريفَ جهادُهـم = فبغيره كلُّ الهُـراءِ رُكامُ
والحربُ قائمةٌ فلا من هدنةٍ = يحمي الجناةَ بوكرِها استسلامُ !
للصَّبرين على المكاره : عـزَّةٌ =وإن استطالَ الظلمُ والظُّلاَّمُ
ولطلِّ خطبٍ مهلكٍ فـرحٌ به = تتحققُ الآمالُ والأحـلامُ
طالتْ ليالي الظالمين وإنَّمـا = طالَ الفسادُ وفاضتِ الآثامُ
فَلْيَسْتَقِم في اللهِ نهجُ حياتنا = وَلْتُهْجَرِ الأهـواءُ والأصنامُ
كم قد عبدنا غيرَ بارئنا وكم = فيمـا جنيْنـأ زلَّت الأقـدامُ !
هذي هي الأفغانُ تشمخُ بالهدى = إذ ليس في الدِّين القويمِ سَوامُ
والموتُ أكرمُ من حياةٍ ملؤُها .=. النَّزواتُ والإلحادُ والآلامُ
فهي الثلاثةُ أصلُ كلِّ شقائنا = وبشؤمهنَّ الذُّلُّ حيثُ نُضامُ
بئسَ الشيوعيُّون كيف تقلَّبُوا = فهـو الضَّلالُ المُــرُّ والأوهامُ
تبَّتْ يداهم للضَّلالةِ والعمى = فالقولُ كفرٌ جائرٌ وحــرامُ
وجهادُ أهـلِ الحـقِّ حيَّاهُ العلا = والمجدُ ــ بينَ الناسِ ــ والإكرامُ
مَن يقارعُ بغيَهم وعُتُوَّهـم = إلا رجالٌ بالشَّريعةِ قـاموا
بذلُوا الحياةَ نفيسَها ورخيصَها = فُهُـمُ أُباةٌ بالهدى و عِظامٌ
أشياخُهم عادوا شبابا في الوغى = فلهـم على بابِ الفداءِ زحـامٌ
قد أيقظَ الأفغانُ أمَّتَنا على = صوتِ الجهادِ وللجهادِ سنامُ
والعيشُ بالتوحيدِ يعلو شأنُه = فالآيُ نورٌ والحديثُ ســلامُ
وأرى الجهادَ بصدقِ نيَّاتِ الفتى = ويقينُه بالبيِّناتِ زمامُ
والنَّصرُ من عندِ القديرِ محقَّقٌ = يأتي إذا أوفى الجهادَ كرامُ
فَلْتَلْتَقِ الأفواج إسلاميَّةً = فالجمعُ ركنُ النَّصرِ والإسلامُ
مَن فاته شرفُ الجهادِ بنفسِه = فله جهـادٌ بالسَّخاءِ يُـرامُ
تُرضَى الدماءُ سخينةً يوم اللقا = والمالُ والدَّعـواتُ والأقـلامُ
وهـو الجهادُ وغيرُه عبثٌ فقـم = لا يُرْتَضى للأمَّــةِ الإرغـامُ
جاهد بنفسِك إن قدرتَ وإنَّما = يُرضي المجاهدَ ربُّه العلاَّمُ
والبذلُ بالأموال دعمًـا للفدا = ولمَـن لهـم بالنَّفرة استعصامُ
المنفقون المالَ في دفعِ الأذى = ولردعِ مَن بضلوعِه الإجـرامُ
فلربَّ دينارٍ سينقذُ مسلمًا = لعبتْ بضيقِ حياته الأيَّامُ
ليُعينَ ملهوفًا تشتَّتَ أهلُه = إذْ جـارَ حكمٌ ظالمٌ ونظامُ
لـم يبق بين يديـه إلا روحُـه =فبهـا يجودُ وللقتالِ ضِرامُ
إنَّ الوفاءَ رجالُه يومَ الوغى = ساحُ الجهادِ وللقعودِ فِطـامُ
واللهُ مولى المؤمنين وغيرُهـم = هيهات لا مولى لهم وإمـامُ
والخائنون مع الطغاةِ وجندهم = أبــدَا وإن ملكوا فهم أيتـامُ
تعستْ نفوسٌ غارقاتٌ بالخنـا = ونفوسُ إذلالٍ له ولئـامُ
فاستفتِ عاقبةَ الطغاةِ فإنها = شطرُ التَّبارِ رمى عليه الـذَّامُ
يامَن تريدُ من الكريمِ مثوبةً = قـد حثَّكَ التَّقديرُ والإكـترامُ
فابذلْ من المالِ الذي أعطاكَ مَن = تسمو برفعةِ شرعِه الأفهـامُ
هـذي ميادينُ الجهادِ وهـذه = طاعاتُ مَن صلُّـوا ومَن قـد صاموا
وهي الدليلُ على نجاةِ مَن اتَّقى = و وفاءِ مَن أغناهُـمُ الإسلامُ
مَن عاشَ للرحمنِ عاشَ بنعمةٍ = ترجو كريمَ سحابها الأرحـامُ
فالمرءُ يشفعُ بعدَ إذْنِ إلهه = للأهلِ والأصحابِ إن هـم رامـوا
والعصرُ عصرُ مجاهدٍ ومجالدٍ = والغافلون لهم به الإحجامُ
والزورُ فيما يعلنون سفاهةً = إذ غابَ عن أرضِ الأنامِ سلامُ
فالحربُ والكيدُ الخبيثُ ولؤمُهم = هي شُغلُهم واللهوُ والإيلامُ
أما الحضارةُ رغمَ كلِّ عطائها = مانال من خيرٍ بهـا الأقوامُ
أولم تــرَ الأقطارَ في بلوائها = ولثكلهـا هذا العـزاءُ يُقـامُ
والمسلمون القابضون على اللظى = ولدينهم عاشوا الحياةَ وهـاموا
فهم الذين استُهدفوا لاغيرهم = بغدادُ ذاقتْ بأسهم والشَّامُ
وبقية البلدان لا يخفى على = أحـدٍ مصابٌ نابَهـا وسقامُ
ضنكى معيشةُ أهلِها في فقرهم = من بعدما سَلبَ الهناءَ عُقامُ
فاسقِ المغاني بُعثرتْ أرجاؤُها = ماءَ المودةِ علَّهـا تلتامُ
ويضاعفُ الرحمنُ أجرَ مَنِ ارتأى = بذلَ الإخـاءِ فيزدهي الإنعامُ
لايُنْقِصُ الأموالَ بذلُ زكاتها = ويحثُّ أهـلَ أدائها الإقـدامُ
يارب ألهمنا سبيلَ رشادِنا = فلنا بفضلك أوبةُ ومقامُ
وامحقْ ليالي الظالمين وفرِّجَنْ = عنَّـا فليس لنا بهنَّ منامُ
للصَّابرين على المكاره عــزَّةٌ = مافي بيانِ سُمُوِّهـا إبهـامُ
وستنتهي الحقبُ التي قد أظلمتْ = والظلمُ والإيـذاءُ والأسقامُ
فلكلِّ نفسٍ آمنتْ باللهِ قـد = أضحى لهـا في سعيهـا إسهامُ
والله نسأل أن يفرِّجَ كربَنا = وتعودَ بعدَ أُفولِهـا الأيَّامُ !!!