قَصِيدَتَانِ لفِلِسْطِينَ والقُدسِ وغَزَّةَ لِشَاعِرَينِ عَرَبِيَّينِ كَبِيرَينِ
من قصيدة:
"تعالوا معي"
للشاعر الإسلامي العراقي الكبير وليد بن عبد الكريم الأعظمي
المتوفى سنة 2004م رحمه الله:
حَرَامٌ علينا أن نَعيشَ وحولَنا دِماءُ الضحَايا في مَجازِرِ (غَزَّةِ)
كأنّي بِصَوت القُدسِ يَعلُو مُرَدّدًا تقدَّمْ رَعَاكَ اللهُ جَيشَ الأخُوَّةِ
و أمنِيَّتِي أنّي أذُودُ عنِ الحِمَى
وأروي رُبُوعَ القُدسِ مِن دم مُهجَتِي
وأعْصِرُ قلبي في فلسطينَ عَندَمًا لِأسقِي به أشجارَ مَجدِي وعِزَّتِي
**********
بماذا نُجيبُ اللهَ إنْ نحنُ لم نكُن
نَصُونُ رُبُوعَ القُدسِ مِن شَرِّ عُصْبَةِ
وماذا عَسَى يُجدِي اعتِذارُ مُقَصِّرٍ إذا جاءَهُ الإنذارُ مِليُونَ مَرَّةِ
أرُوني بلادًا - بِالخِصام - تَقَدَّمت أرُونِي بلادًا بالكلام استَقَلَّتِ
أمَا آنَ أنْ نَحْيَا كِرامًا أعِزَّةً ونَحنُ بَنُو القَومِ الكِرامِ الأعِزَّةِ
تَلامِيذُ عَمّارٍ ، و أحْفادُ خالدٍ و أبناءُ سَلمانٍ ، و جُندُ قُتَيبَةِ
جُنودٌ مَغَاويرٌ أسُودٌ أشَاوِسٌ إذا ما رَحَى الأيَّامِ بِالحَربِ دَارَتِ
و إنّا لَشُبّانٌ نَذُوبُ حَمَاسَةً بِأرواحِنا نارُ الحَمَاسَةِ شَبَّتِ
**********
فَيَا قَومَنا هُبُّوا لِنُصْرَةِ (أهلِكُمْ) و ثُورُوا فلا يُجْدِي بُكاءٌ و أدمُعُ
و لا يَنْفَعُ الحَقُّ المُجَرَّدُ أهْلَهُ إذا لم يَكُنْ يَحْمِيهِ جَيشٌ ومِدْفَعُ
**********
*ملاحظة: بدل "غزة" في الأصل للبيت الأول: "قِبْيَة"، وبدل: "أهلكم" في البيت ما قبل الأخير، "دينكم".
*ينظر:
"الأعمال الشعرية الكاملة"، من ديوان: "الشعاع" لوليد الأعظمي ص: 102- 103، 76. ط 4، دار القلم - دمشق، 2005م.
رائعة: "يا تلاميذ غزة"
للشاعر السوري الكبير نزار قباني ت 1998م رحمه الله
يا تَلَامِيذَ غَزَّةٍ ! عَلِّمُونَا بَعضَ ما عِندَكُم ؛ فنَحنُ نَسِينَا
عَلِّمُونا بأن نكونَ رِجَالًا فلدَينا الرِّجالُ صارُوا عَجِينا
علمونا كيفَ الحِجارَةُ تَغدُو بينَ أيدِي الأطفالِ مَاسًا ثَمِينا
كيف تَغدُو دَرَّاجةُ الطِّفلِ لَغْمًا و شَريطُ الحَرِيرِ يَغدُو كَمِينا
كيف مَصَّاصَةُ الحليبِ إذا ما اعـ
ـتقلوها ؛ تَحَوَّلَتْ سِكِّينا؟!
(يا مَغَاوِيرَ غَزَّةٍ) ! لا تُبَالُوا بإذاعاتِنا ، و لا تَسمَعُونا
إضرِبُوا إضربوا ، بِكُلِّ قُوَاكُم و احزِمُوا أمرَكُم ولا تسألُونا
نحنُ أهلُ الحِسابِ والجَمْعِ والطَّرْ
حِ فخُوضُوا حُرُوبَكُم ، و اترُكُونا
إنَّنا الهارِبُونَ مِن خِدمَةِ الجَيـ ـشِ فهاتُوا حِبَالَكُم ، و اشنُقُونا
نَحنُ مَوتَى، لا يملِكُون ضَرِيحًا و يَتامَى ، لا يَملِكُون عُيُونا
قد لَزِمنا جُحُورَنا ، و طلبنا مِنكمو ان تُقاتِلوا التِّنِّينَا
قد صغُرنا أمامَكم ألفَ قرنٍ و كَبِرتُم خِلالَ شَهرٍ قُرُونا
يا تلاميذ غزة ! لا تَعُودُوا لِكِتاباتِنا ، و لا تَقرَؤُونا
نَتَعاطَى القاتَ السِّيَاسِيَّ والقَمْـ ـعَ ، و نَبنِي مَقابرًا و سُجُونا
حَرِّرُونا مِن عُقدة الخَوفِ فِينا واطرُدُوا مِن رُؤُوسنا الأفيُونا
عَلِّمُونا فَنَّ التَّشَبُّثِ بالأر ضِ ولا تَترُكُوا المَسِيحَ حَزِينا
يا أحِبَّاءَنا الصِّغارَ ! سَلامًا جَعَلَ اللهُ يَومَكم ياسَمِينا
مِن شُقُوقِ الأرضِ الخَرَابِ طَلَعتُم
و زَرَعتُم - جِراحَنا - نِسرِينا
هَذهِ ثورَةُ الدَّفاترِ ، و الحِبـ ـرِ فكُونُوا على الشِّفاه لُحُونا
أمطِرُونا بُطولَةً ، و شُمُوخًا واغسِلُونَا - مِن قُبْحِنا- إغسِلونا
إنَّ هذا العَصرَ اليَهُودِيَّ وَهْمٌ سَوفَ يَنهارُ لو مَلَكنا اليَقِينا
يا مَجَانِينَ غَزَّةٍ ! الفُ أهلًا بِالمَجَانِينِ ؛ إن هُمُو حَرَّرُونا
إنَّ عَصرَ العَقلِ السِّيَاسِيِّ وَلَّى مِن زَمَانٍ ، فعلِّمُونَا الجُنُونَا
************
*رَ: موقع "ديوان العرب". وبدل: "يا تلاميذ غزة" الثانية: "يا مغاوير غزة".
وسوم: العدد 1057