أجفلتْ شقوةُ الحياةِ و ولَّتْ = عن قلوبٍ أصحابُها أحياءُ
هوامش:
(1)نكراء : منكرة، يستقبحها الشّرعُ الإلهي ، والعقلُ البشري ، وتكرهها النفسُ البشرية .
(2)أفعى راسل : يُعزى نحو ( 58000) حالة وفاة في الهند إلى لدغات الثعابين كل عام ، وأفعى راسل هي المسؤولة عن غالبية هذه الوفيات. وسم هذا الثعبان يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض مثل الفشل الكلوي الحاد والنزيف الحاد.
(3) الشَّعواء : يُقال : شنَّ حربًا شعواء أي : حربا عنيفة من كل الجهات .
(4)الزَّواوي : هو البطل الشهيد التونسي محمد الزواري ــ رحمه الله ــ الذي اغتاله الموساد اليهودي وهو مَن صمم الطائرات المسيرة للمجاهدين من حماس .
(5) الــرَّواء : الماء العذب .
(6) العفاء : أدركه العَفاءُ : أخنى عليه الدَّهرُ، لم يعد صالحًا للاستعمال، عليه العَفاءُ : هلك، وزال ،وانتهى أمرُه .
(7) الـرُّواء : حسن المنظــر .
(8)البوغــاء : مايثور من الغبار والتراب أثناء القصف . والبوغاء من الناس : هــمُ الحمقى والسفهاء .
لاتصدِّقْ ماقاله السُّفهـاءُ = فالميادينُ ثــورةٌ حمــراءُ
والبرايا وشأنُهـا باتَ يُملي = ماتــراهُ الشَّريعةُ الغــرَّاءُ
سقطَ الزيفُ والحضارةُ أخــوتْ = والفراعينُ حالُهم نكراءُ (1)
بعدَ أنْ زمجرتْ رياحُ شدادٌ = نفضتْ مـا قــد روَّجَ الأعـداءُ
أدمتِ المعتدين شرقا وغربا = بأكُفٍّ إذ خضَّبَتْها الدماءُ
بايَعَتْها أرواحُ طفلٍ وأٌمٍّ = وحكايــا قــد صاغهــا الشُّهداءُ
وديارٌ ألقى الجناةُ عليها = نارَ أحقادِهـم فطاحَ البنــاءُ
وسلامٌ بئس السلامُ تنامى = مشمخرًا عنوانُه البغضاءُ
ويـك يابن الإسلامِ قد نمتَ دهرًا = فتعالى الأقـزامُ والجبنــاءُ
وتثنَّى الإجرامُ في كلِّ قطرٍ = وتغنَّتْ بقبحِها الأهواءُ
وأحَلُّوا المحرماتِ فبئستْ = لهواها البصيرةُ العمياءُ
فوراءَ الأحداثِ سِرٌّ تلوَّى = بالمآسي يموجُ فيها الفناءُ
أذئابٌ أعداؤُنا كلابٌ = أم هـمُ الأفعى راسل الرقطاءُ (2)
فَرَزِيَّاتُ قومِنا من أذاهم = مـا تعدَّى هذي الأذيةَ داءُ !
بلغتْ من أضغانهم منتهاهـا = حملتْهـا السَّفاهةُ البلهــاءُ
وبفضلِ الكريمِ ها قــد أتاهم = من صدورٍ فيها القلوبُ ظِمــاءُ
فتلظَّى طوفانُها اليومَ نارًا = ومن الماءِ يُسجرُ الإيحــاءُ !
فَتَلَفَّتْ لكي ترى أممَ الأرضِ . = . تنادتْ تقودُهـا الأصداءُ
فعلى الصهيونيَّةِ اليومَ ثارتْ = فوجوهُ استكبارِهم ربــداءُ
إنهم فتنةُ الذين استُميلوا = لهـوانٍ فما لديهم حيــاءُ
وهـمُ الأشقياءُ دنيا وأخرى = ففصولُ استفزازِهم رعناءُ
هـم وربِّـي إذا القيامةُ قامت = حطبُ النَّـارِ فما لهم شفعاءُ
هـو دينُ الإسلامِ حاربَه الكفرُ . = . قديمًا وبالخسارةِ باؤوا
وهـم اليومَ شانئوه وهـاهم = حاربوهُ وللهــدى ما فاؤوا
فالمصيرُ المحتومُ آتٍ فَبَشِّرْ = مجرميهم إنَّ الهلاكَ جــزاءُ
مَن يُعادِ الإسلامَ يلقَ تبارًا = أو تُغَيِّبْهُ طعنةٌ نجــلاءُ
جاءَ للخلقِ بالشَّريعةِ وحيٌ = وتولَّتْ تبليغَهـا الأنبياءُ
واستجابتْ لها القلوبُ الحواني = واستظلَّتْ بفيئِها الحنفاءُ
وتمادى الكفارُ من كلِّ حَدْبٍ = واستجابَتْ للفتنةِ الأشقياءُ
وأنالتْهُمُ العداوةُ بأسًا = وأثارتْ أشرارَها الشَّعـواءُ (3)
فانظر المرجفين جـدَّتْ خُطاهم = فلهم في هُدى الحنيفِ ازدراءُ
هكذا يمحقُ القديرُ جُناةً = فتولَّتْهمْ ليلةُ ليلاءُ
فأناخوا والحقُّ يغلبُ بغيًا = فيه هانوا لأنَّهم جبناءُ
أَوَلَمْ تبصرِ الهوانَ بقومٍ = إذ جفتْهم مروءةٌ شمَّاءُ
قِممٌ يكتبون فيها التَّهاوي = من عُلُوٍ فللعُلُــوِّ أساؤوا
وأباحوا إبادةً لأُناسٍ = مااستُذلُّوا فللرجالِ الثَّنــاءُ
غــزَّةُ العـزِّ والبطولةُ تُروَى = عن بنيهـا ويُحمدُ العظماءُ
أعلنوها للهِ عصرَ جهادٍ = فالرؤى إسلاميَّةٌ حسناءً
حيثُ أنَّ الطوفانَ أيقظَ شعبًا = بل شعوبًا تعروهُمُ الأرزاءُ
فالملايين في بقاعِ تناءتْ = حـرَّضتْهم للصَّابرين دمــاءُ
ورأوا بالعيونِ كيف أُبيدتْ = أنفسٌ في ديارِها وبنــاءُ
والبراءاتُ للطفولةِ لُـفَّتْ = بدماءٍ وليس يجدي العَــزاءُ
هـم يهودٌ ولليهودِ عقوقٌ = لإلــهِ الورى فكم قــد أساؤوا
هـم كلابُ الماسونِ في كلِّ أرضٍ = سكنوها ولليهودِ انكفاءُ
لن يفوزوا فبالقبائح جاؤوا = ولـذا القبحِ مالُهــم والنساءُ
فاستذلُّوا ضعافَ نفسٍ بِخَتْمٍ = قيَّدتْـهُ الوثيقةُ الدكناءُ
فأناخوا وإنَّمـا فضحتْهم = في البرايا دناءةٌ وانحناءُ
أَهُــمُ من أثداءِ أُمَّتِنا أم = من وراءِ البحارِ من قبلُ جاؤوا
هكذا تذعن الشعوبُ وتطوي = مرتقاها التيجانُ والرؤساءُ
لاتغرِّدْ فللإباءِ رجالٌ = وجنودٌ وللأباةِ مضــاءُ
ولحملِ اللواءِ فيلقُ مجدٍ = أنكرتْهُ الحماقةُ الرعناءُ !
لاتغَرِّدْ فللفتوحِ أوانٌ = فيه تصغي لشدوكَ الصَّمَّاءُ !
ويراك الزمانُ حُلوَ المعاني = وترى النورَ عينُه العمياءُ !
عندها يشرقُ الصباحُ بفخرٍ = وتناجي أيَّـا مَها اللألاءُ
ويولِّي الطاغوتُ بعدَ اندثارٍ = وتعودُ الفيحاءُ والزوراءُ
وتغنِّي لابن الزواوي نشيدا = حملتْهُ المسيَّراتُ الوِضاءُ(4)
فئةٌ للفدا قليلةُ عَــدِّ = قــد دعاهـا جهادُهـا والفـداءُ
ويقولُ السفيهُ لا تستفزُّوا = فبمرمى عدوِّكم أكفاءُ !
وهم الكثرُ عُـدَّةً وعتادا = ونفيرًا وجندُهـم أقوياءُ !
نسيَ الغافلُ الجبانُ فصولا = قد أُعدَّتْ تاريخُها وضَّاءُ
أَبِبدرٍ أم يوم حطين فاسألْ = هم قليلٌ لكنَّهم أوفياءُ
يوم خاضوا الوغى حباهم إلهي = بثباتٍ لأنَّهم شرفاءُ
لم يهابوا الأعداد كانوا غثاء = فتشظَّى في الزحفِ ذاك الغثاءُ
وهـو النَّصرُ مِن لدنْ مَن تعالى = واستُمدَّ استعصامُهم والمضاءُ
أوَلَمْ تقرأْ ياغبيُّ المثاني = والأحاديثَ ماعليهـا خفــاءُ
نصرتْهم عنايةُ اللهِ فاخرسْ = إنْ دعتكَ الأهواءُ والبغضاءُ
فالمثاني وسُنَّةُ المصطفى لمْ= يـدرِ مافي صفْحاتِها السُّفهاءُ
والفتوحاتُ لم تزلْ وصداهـا = تتغنَّى بحُسْنِها الشُّعراءُ
والميامين من كتائبِ عــزٍّ = وهـواها العقيدةُ الغــرَّاءُ
والشعوبُ التي غفتْ من عصورٍ = أشغلتْها عن مجدِها الأعباءُ
أيقظتْها رعايةُ اللهِ بشرى = في زمانٍ طغـاتُه سفهاءُ
والموازينُ فيه فيهــا اختلالٌ = أوجدتْ زورَه القُوى العمياءُ
وتعالى فيه الحقيرُ امتهانًـا = في لياليه المدلهمَّاتِ داءُ
فأفقْ من ميولِ نفسٍ جفتْها = جــذوةُ الحـقِّ ماطواهــا الجفاءُ
أو فـنـمْ يامسكينُ قيدَ نظامٍ = فَلَديه الترهيبُ والإغــراءُ
أتجافي شريعةَ اللهِ عـمــدًا = مستخفًّـا تقودُك الأهــواءُ
لم يزل باسمها رفيفُ سُمُوٍّ = إذ يطيبُ الهدى ويحلو الأداءُ
يتهادى على مدارجها الصيدُ . = . فتُطوى المرارةُ العسراءُ
هي أسمى ما قد جَنَتْهُ قلوبٌ = يحضنُ العــزُّ صدرها والبهاءُ
غسلت بالهدى ثقيلَ الليالي = فأنارتْ وجــهَ الزمانِ ذُكاءُ
وكريمُ الآياتِ هزَّتْ نفوسًا = حين يتلو قرآنَهـا الأبناءُ
صدقَ الوعدَ فالحوادثُ جاءت = ماتلاهُ من قبله الأنبياءُ
وُهِبَ الأعرابُ الذين تآخوا = في مداهـا مكانــةً لاتُساءُ
والصِّحابُ الأبرارُ خفُّوا سراعًا = إنَّــه الفوزُ نهجُــه وضَّاءُ
فارتقبْهم على جناحِ المثاني = ماتوانوا فللعقيدةِ جاؤوا
وارتقبْ فالمجاهدون استعدُّوا = ولهم للهدى القلوبُ رجاءُ
ذاك أغلى ماقد تمنَّاهُ جندٌ = لِحماسٍ والإخوةُ الأوفياءُ
قد تسامى ميثاقُهم لايبالي = بابتزازٍ يسوقُه الجبناءُ
فمئاتٌ من قبلهم بذلوها = حيثُ يسترخصُ القلوبَ الفداءُ
كم شهيد وكم جريحٍ أتاها = وأتتهـا أطفالُهم والنساءُ
فحماسٌ مضت وخلف خطاها = مَن دعتْهم لساحهـا الهيجاءُ
في رحابِ الأكنافِ تسهرُ منهم = رانياتُ العيونِ والبُسَلاءُ
حين نامَ الطغاةُ رغم التَّمادي = هبَّ للحربِ إخــوةٌ فضلاءُ
خلَّفوا المرجفين في تُـرَّهاتٍ = وتوارى الفُسَّاقُ والعملاءُ
وسقى أنفسَ الظماءِ رحيقَ المجدِ . = . فضمَّت فيوضَه الأحناءُ
وإذا الركبُ للشهادة وافى = بانَ في اللهِ حبُّهم والــولاءُ
وبنورِ الجهـادِ تُطوَى الأماني = وتولِّي عن أفقهِ الظلماءُ
فتلفَّتْ تجــدْ شبابا تسامى = ولـه اليوم بالمثاني ارتقاءُ
و وسامٌ بصدرِ كلِّ كَمِــيٍّ = نالـه في المكارهِ السعداءُ
هـو يحكي رضا الكريمِ عن الركبِ . = . فأجنادُه هــمُ الأكفاءُ
وتلاشتْ لدى منازلةِ الشَّرِّ . = . نجومٌ وما لهــا إطــراءُ
وبَّخَتْها تحدِّياتُ عــدوٍّ = شحنتْهُ الأوهامُ والكبرياءُ
لم يؤخِّرْ تقديمُها زحف حقدٍ = أو يقدِّمْ تأخيرُها مَن أساؤوا
إنها فرصة الكرامِ ويبقى = للأذلينَ الجُبْنُ والإعيــاءُ
فازدريهم ياحادثات الليالي = وامقتيهم فَعُـدَّةٌ جـوفاءُ
ولكلَّ المجاهدين امتنانٌ = وثوابٌ من ربِّهم وثنـــاءُ
جـلَّ مَن أكرمَ الجهاد و وافى = ركبَه اليومَ ما أفاءَ الــرَّواءُ (5)
ونعيمُ المكافآتِ أتتكم = من كريمٍ وللبغــاةِ العَفَــاءُ (6)
فَلُتُجَدِّدْ شعوبُنا لكم اليومَ .= . عهودًا وللشعوبِ وفــاءُ
ياجنودَ الطوفانِ أنتمْ رجالٌ = وسِواكم ياويلهم قد أساؤوا
قد رأينا فيكم صلاحًا بيُمناهُ . = . سيوفٌ سُلَّتْ وفيها الــرُّواءُ (7)
ووجدْنا في السَّاحِ خالدَنا السَّيفَ . = . تثنَّى ويُهـزمُ الأعــداءُ
ووجدناكم حولهم ما نأيْتُم = فلكم من زمانِهــم إيحــاءُ
هـو من بعضِ ما أتاحتْهُ غاراتُكم . = . اليومَ فالحشودُ هبــاءُ
لـم تخفكم أمريكةُ الكِبرِ ذلَّتْ = إذْ رمتْها البطولةُ القعساءُ
ورموا حقدَهم على الطفلِ يثغو = وتلقَّتْ أذى الدمارِ النساءُ
ترقبُ الفتحَ أُمَّـةٌ أيقظتْها = غارةُ الأقصى والمثاني الوِضــاءُ
فالصناديدُ يستظلُّون نصرًا = هـو آتٍ ولليهودِ ازدراءُ
هـو وحيُ الديَّانِ لاقولُ ليلى = فحديثُ المُسَيَّسِيْنَ هبــاءُ
تَكْنَلُوجْيَا أهلِ الفسادِ فسادٌ = غمرتْـهُ الشحناءُ والبغضاءُ
فيهِ للماسونيَّةِ اليوم شأنٌ = لــم يغادرْ تضليلَه العملاءُ
فاحذرِ الإعلامَ الذميمَ فإنَّـا = لـم نُصدِّقْ ماقالَه السُّفهـاءُ
قـد سعى يقلبُ الأمورَ ويُخفي = مارَوَتْـهُ الحقيقةُ الـزَّهـراءُ
تعسَ المنكرون رحمةَ ربِّي = بشعوبٍ أضرَّهـا الإبكاءُ
وتناسى حُكَّامُها أنَّهم في = ظلمِ شعبٍ عروشُهم جوفاءُ
أَوَلَــمْ يُبصروا الحشودَ تنادي = وأُناسٌ في غــزَّةٍ أشلاءُ
واليهودُ الأشرارُ قد دمَّروها = وكبارُ القُوى عراهـا انتشاءُ
فرحوا إذْ رأوا مجازرَ أفنتْ = لمئاتٍ تلفُّهم بوغاءُ(8)
إنَّ تلك القوى طوتْ صفحاتٍ = أكرمتْها الشريعةُ الغــرَّاءُ
وأكبَّتْ على فنونِ التَّحدي = فهلاكٌ لركنهــا مشَّاءُ
ستدورُ الأيامُ والشَّرُّ فيها = سيُولِّي والبغيُ والأرزاءُ
وسيأتي الربيعُ يغشى المغاني = ويعودُ الأبرارُ والأمناءُ
فإذِ القفرُ والبسابسُ روضٌ = وإذِ البيدُ جنَّــةٌ غنَّــاءُ
فتأمَّلْ تباركَ اللهُ أحيــا = ما أماتَتْ بوهجِها الرمضاءُ
قد حباها الإسلامُ لمَّـا أصاختْ = للمنادي وكم يطيبُ النِّـداءُ
فتباهتْ دنياكَ بعد اكتئابٍ = وهفــا بالمنى إليهـا الـرَّخاءُ
ولِجَمْـعِ الأبرارِ فيها حضورٌ = ولــه في يــدِ الإباءِ لــواءُ
وابتهاجٌ في ضفَّتيهِ فصولٌ = مزهراتٌ والريحُ طوبى رخــاءُ
وعليها وداعــةٌ تتثنَّى = مارمتْها العداوةُ العمياءُ
وبـوجهِ الصباحِ نورٌ تجلَّى = غيرُ نورٍ تزجيهِ فيه ذُكاءُ
فالمثاني تُتْـلَى فتبعثُ أُنسًا = وتضـجُّ المآذنُ الشَّمَّـاءُ
والمغاني بالخيرِ مزدهـراتٌ = والسَّواقي بالزهـوِ يجري الماءُ
يهبُ اللهُ مايشاءُ لقومٍ = صبروا والصَّبرُ الجميلُ رداءُ
قد أقاموا للهِ طيبَ صلاةٍ = رغمَ أنف الطغاةِ يومَ أساؤوا
صدحتْ بالإسلام دينًا ودنيا = فلـه الفضلُ عندهـم والولاءُ
بوركتْ دعـوةٌ يجدِّدُها الأبرارُ . = . في الأرضِ اليومَ والعلماءُ
علماءُ الإسلامِ لا علماءُ السوءِ . = . أغـوتْ نفوسَهم أهــواءُ !
فتهاووا واحسرتاهُ بـذُلٍّ = فلهـم شطرَ مَن طغى إدناءُ
وتناسوا مساجدَ اللهِ تدعو = مَن أنابوا فليس فيها افتراءُ
وبأفيائها الظليلةِ عــزٌّ = وبمحرابــها يُجـابُ الدُّعـاءُ
قيمٌ في آنائهـا حيثُ يأتي = لِحِبـاهـا روَّادُهـا النُّجباءُ
تتباهى بجمعهم فالليالي = مقمراتٌ حيثُ الوجـوهُ الوِضــاءُ
فهـو الدِّينُ نعمــةٌ لاتُجارى = وهـو البِــرُّ جــودُه الوطفاءُ
فالحياةُ الكريمةُ الناسُ فيها = لم يغادر تلك الحياةَ الـرَّخاءُ
ومواتُ الناسِ الذين استباحوا = حرماتٍ وفي الحــرام الشَّقاءُ
قد أتوا شهوةَ النفوسِ انتكاسًا = فمعالي النفوسِ فيها ازدهـاءُ
باركتْها رعايةُ اللهِ حفظًا = وثوابًا لهــا الجِنانُ جــزاءُ
فتنعَّمْ أخا العقيدةِ واسلمْ = من شرورٍ روَّادُهـا السُّفهاءُ
وتجنَّبْ مَن قـد أساءَ و ولَّى = مدبرًا يستخفُّـه الخلطاءُ
فالشياطينُ في زمانِ الملاهي = ومن الإنسِ جُلُّهم ندماءُ
في نوادي الترفيهِ هاهم سكارى = حيثُ أغـرى مرضى القلوبِ الغناءُ
والرزايا من خلفهم والمنايا = والحسابُ العسيرُ واللأواءُ
وجحيمٌ في دارِ خلدٍ لظاها = لم تطقْهُ جبالُها الصَّمَّاءُ
فاحمدِ اللهَ يا أخي أنت تحظى = بنعيمٍ هلَّتْ به البُشَراءُ
وادعُ للخيرِ مَن تراهُ حــريًّا = بالسَّجايا فأهلُها الأتقياءُ
لاتصدِّقْ ماقاله البعضُ واعلمْ = أنَّ جندَ الهدى همُ الأولياءُ
وهـمُ المعنيُّون ليس سواهم = في حديثٍ رواتُه الأصفياءُ
لهم النصرُ رغمَ مافي البرايا = من أُناسٍ لديننا أعــداءُ
وسيأتي صباحُنا رغــمَ ليلٍ = سحنةُ البأس غُمَّـةٌ دكناءُ