آبتْ إلى أفيائه منهم قلوبٌ . - . آمنتْ باللهِ ربِّ الناسِ والأربابِ
هوامش :
- رُواءُ الوَجْهِ: بَهاؤُهُ ، وجَمالُهُ .
- استفزَّ : حَثَّ ، وحَرَّضَ .
- القبقابِ : حذاء يصنع من الخشب بجزء منه أو كله ، لقضاء الحاجة أكرمكم الله .
ياغزَّة الإسلام عابَ خطابي = إذْ لم أكنْ من جملةِ الأترابِ
أو بعضِ مَن عاشوا الجهادَ بغزةٍ = ورأى بعزَّتِها حضورَ ركابي
أو شاهدَ البشرى يفيضُ رُواؤُها = نورا تجلَّى فاستفزَّ غيابي (1/2)
ولعلَّ من أحلى الليالي ليلة = تُقضَى بركبِ الموكبِ الغلاَّبِ
جندُ الجهادِ وأيُّ زحفٍ مثله = في عصرِ ذلِّ المرجفِ الكذَّابِ
وبمثلكم بخلَ الزمانُ فما رأى = من قائدٍ يُرجَى سوى المرتابِ
فمكانةُ الأقصى يحررها الذي = أحيا يقينَ القلبِ في المحرابِ
هو ذلك الصَّوَّامُ والقوَّامُ في = أوفى تضرُّعِه إلى الوهَّابِ
وله التلاوةُ للكتابِ تنيلُه = في العيشِ ربَّانيَّةَ الأوَّابِ
فيهبُّ معتزًّا بربٍّ قادرٍ = ماكان بالخوَّارِ والهيَّابِ
هذي فلسطينُ الأسيرةُ أهلُها = أهلُ الرباطِ اليومَ والإدآبِ
أهلُ التُّقى أهلُ الرضا بقضائه = أهلُ المآثرِ من ذوي الألبابِ
أهلُ البطولات التي شهدت لهم = كلُّ الشعوبِ بعزمها الوثَّابِ
وبصبرِهم وبحمدهم للهِ فيما . = . قد أصيبوا من أذى وعذابِ
هم آمنوا باللهِ ليس يخيفُهُم = لؤمُ اليهودِ وخسَّةُ الأحزابِ
وبهم أُعيدُ أذى الطغاةِ بمكة = والفرس والرومان في الأحقابِ
أرأيت حشدَ الأمهاتِ وهُنَّ في = توديعِ أطفالٍ بخيرِ خطابِ !
أرأيتَ أبوابَ الجنان تزاحمتْ = وطيورُهُنَّ ترفُّ في أسرابِ !
اللهُ يشهدُ أنَّهم خيرُ الورى = لثباتِهم رغم الأذى الإرهابِ
في حبِّهم للهِ هانَ مصابُهم = مستهزئين بصاحبِ الألقابِ
اللهُ ينصرُهم ويهلكُ مَن طغى = واعتزَّ بالسُّفهاءِ والأذنابِ
كم عابثٍ بحقيقةِ القدرِ الذي = يخزي اغترارَ الآثمِ المرتابِ
ماكان للطاغوتِ أن يلوي يدًا = لمجاهدِ يعتزُّ بالتَّوَّابِ
أو يطمسَ الفتحَ الذي أنوارُه =تطوي ظلامَ فسادِه المنسابِ
المرجفون وهم مصيبةُ أُمَّةٍ = قد أسلموها في يدِ الأغرابِ
أمَّا الصهاينةُ اللئامُ فأمعنوا = بالقتلِ والتدميرِ والإعطابِ
ووراءَهم دولٌ عليها لعنةٌ = تودي بقوَّتِها لمحضِ تبابِ
إنا لنسألُ ربَّنا مقتًا لهم = يفني كلابَ الشَّرِّ والإرهابِ
ويعودَ للإسلامِ مجدَ مآثر = لم تُلْفَ عندَ حثالةِ الأذنابِ
فالدّينُ عندَ اللهِ دينُ مُحَمَّدٍ = وسِواه لم يظفرْ من استحبابِ
توراتُهم إنجيلُهم وزبورهم = قد حُرِّفتْ من سابق الأحقابِ
ولقد أتتْ من بعدِ ها مللٌ على = مكرٍ فباءتْ كلُّها لخرابِ
فهي العداوةُ للحنيفِ وأهلِه = ولعلَّها نَكَصَتْ على الأعقابِ
لكنَّها لَمَّا تجدْ من حيلةٍ = فهفتْ إلى الماسونِ لاستجلابِ :
ما تُرتجى منه الوقيعةُ للهدى = وإذِ الهدى في قِمَّةِ الإعجابِ
وأقولُها بيقينِ قلبٍ صادقٍ = وبظلِّ ما للحقِّ من إيجابِ
لن يفلحوا رغم التآمرِ بينهم = رغم الضغائنِ والهُراءِ النَّابي
فاليوم طوفانُ الشَّريعةِ لم يزلْ = فتحًّا ألانَ قساوةَ الأبوابِ
طوفانُ غزَّة أقبلَ استبشارُه = وأطلَّ بالبشرى على الأحبابِ
واستنفرَ الهممَ العزيزةَ كي يرى = منها الصهاينةُ الردى بعُجابِ
إذْ كنتُ أُبصرُ في الوغى فرسانَكم = داسوا عتاةَ الكِبرِ بالقبقابِ(3)
فارتدَّ جمعُهُمُ بخزيٍ فاضحٍ = جنديُّهُمْ وصويحبُ الألقابِ
لم تنفعِ الرتبُ الحقيرةُ إن دهى = أصحابُها رعبٌ وعزمُ شابِ
ذاقوا المرارةَ من يَدَيْ فئةٍ أتَتْ = من عزَّةِ المحرابِ لا التلعابِ
من ساحِ بدرٍ إذْ ملائكةُ السَّما = جاءت لتُهْزِمَ زمرةَ الأحزابِ
ومن المصاحف علَّمتْ أشبالَها = معنى حياةَ العزِّ في ذا البابِ
ومن ابتهاجِ السيرةِ المثلى وهل = أغلى من الأخلاقِ والآدابِ
ومن المحبَّةِ للحبيبِ مُحَمَّدٍ = حبًّا يفوقُ كُلَيْمَةَ استحبابِ
صلَّى عليه إلهُنا ما كبَّرتْ = في الحربِ عسكرُ غزَّتي لغِلابِ
فاليومَ قد ولَّتْ هزائمُ أُمَّةٍ = ماقادها أبدًا أولو الألبابِ
أما الجيوشُ فللنُّجومِ تلألأتْ = كذبًا على الأكتافِ للإعجابِ
وهي النياشينُ التي قد صُنِّعَتْ = لا للفدا والنصر في ذا البابِ !
أبكى مناجيكِ الفؤادُ أمضَّه = ماكان من وهنٍ وسوءِ خطابِ
ومن التَّبجُّحِ والتَّملقِ أشبعا = حال الشعوبِ بفتنةٍ وسرابِ
نشكو مراراتِ الزمانِ وإنَّما = جاءتْ لوهنِ قيادةٍ ورِغابِ
وفسادِ أنظمةٍ وسوءِ تصرُّفٍ = في عالَمِ الشُّبهاتِ والغاباتِ
ولقد ذكْرْتُكِ والمودةُ والدُّعا = لكِ بانتصارِ شبابكِ الوثَّابِ
وسمعتُ خوضَ المسرفين لجهلهم = بحقيقةِ الطوفانِ والإدآبِ
فلك القصيدُ إذا غدوتُ مغرِّدًا = ولك الثناءُ معطَّرًا بإيابي
ولقد ملكتِ اليومَ فيضَ مشاعري = ولك اصطفافُ قوافلِ الترحابِ
إنِّي أُحبُّكِ حيثُ جئتِ وحسرتي = كانت تضمُّ توجُّعي وخطابي
فرأيتُ تأييدَ المهيمنِ للذي = باعَ الحياةَ وجاءَ بالأسبابِ
فعلى ثراكِ تنفَّستْ آمالُنا = والمجدُ عادَ بثوبه الخلاَّبِ
فلكِ المآثرُ والفضائلُ كونُها = رفلتْ بلا بغيٍ ولا أوشابِ
وأعدتِ للإسلامِ وجهَ فخارِه = بِبَنِيهِ أهلِ مسيرةِ الأصحابِ
وبوجهكِ البسَّامِ رغم مكارهٍ = وبصبرِكِ المحمودِ في الأوصابِ
أعْلَمْتِ أهلَ الأرض عن دين الهدى = وعن الرضا بمشيئةِ الوهَّابِ
وعن الشريعة لم تكن لمخاتلٍ = أو خائن للشرعِ بعدَ صوابِ
ومنافقٍ أو مفترٍ متملِّقٍ = يستَمْرِئُ التدليسَ في إطنابِ
هم هؤلاء وغيرُهم أمثالُهم = عاشوا لسوءٍ قرابةٍ وتبابِ
لن يسعدوا فالأرضُ دارٌ لم تدم = للناسِ والأخرى بدارِ حسابِ
ويؤولُ حالُ المبلسين لنارِها = أما الذين قد اهتدوا لثوابِ
فاصدعْ رعاك اللهُ لاتخشَ العدا = رغمَ العتاةِ فلستَ بالهيَّابِ
فالدينُ منتصرٌ على أعدائه = فهمُ الغثاءُ ولا تهنْ لِمصابِ
تحيي فُتُوَّتَكَ العقيدةُ إنَّها = وحيٌ لأهلِ الوعيِ والألبابِ
ويدومُ ماتبني العقيدةُ خالدًا = وسِوى مباهجِ صرحِها لِخرابِ