فتح الملك العلام في شرح قصيدتي في الشيخ عز الدين القسام
العَالِمُ الرَّبَّانِيُّ القَائِدُ المُجَاهِدُ الأزهَرِيُّ العَظِيمُ
مُجَاهِدُ الإيطاليين والفِرَنسِيِّينَ والإنجِلِيزِ واليَهُودِ
الثَّائِرُ الصُّوفِيُّ شَهِيدُ فِلِسْطِينَ مُوقِدُ ثَوْرَةِ 1936م
المُصْلِحُ المُجَدِّدُ الشَّيخُ عِزُّ الدِّينِ القَسَّامُ
والرَّجُلُ فِي أمَّة
فِي ذِكرَى استِشْهَادِهِ الثامِنَةِ والثَّمَانِينَ - رحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
سيد أحمد بن محمد السيد
-1هَيَّا نُحَلِّقْ في سَمَا الإلهَامِ ونَزُرْ بـ "حَيفَا" مَرْقَدَ الضِّرْغَامِ
-2نَأتِي الضَّرِيحَ بِعَبْرَةٍ وسَكِينةٍ نقْرَا السَّلَامَ عَلَى الفَتَى القَسَّامِ
-3لِمُحَمَّدِ البَطَلِ العَظِيمِ ونَجْلِ عَبْـ
ـدِ القادِرِ ؛ المَنْسُوبِ لِلقَسَّامِ
*********
-4الثائِرِ المِغْوَارِ في سَاحِ الوَغَى و القائِدِ ، المُتَمَرِّسِ ، المِقْدَامِ
-5العالِمِ الرِّبِّيِّ ؛ أوقَدَ ثَورَةً هَيهَاتَ تَمحُوهَا يَدُ الأيَّامِ!
-6 و مُجَاهِدٌ لِلإحتِلالِ ، و جُندِه بِثَرَى فِلِسطِينٍ، وأرضِ الشَّامِ
-7ومُنَاضِلُ المُستَعمِرِينَ انجِلتِرَا و فِرَنسَةٍ ، و صَهَايِنِ الأقوَامِ
-8والعالِمُ الحَرَكِيُّ ؛ أحيَا أمَّةً بِجِهادِهِ ، و شَهَادَةٍ ، و مَقَامِ
-9 الشَّاذِلِي الصُّوفِيُّ صاحِبُ سُنَّةٍ مَعَ رَدِّ بِدْعاتٍ ، ورَفْضِ أثَام
*********
-10 هُوَ عَالِمٌ ، و مُفَكِّرٌ، و مُخَطِّطٌ هُو مُبْغِضٌ لِلظُّلمِ ، و الظُّلَّامِ
-11 هو عالم ، و مُعلمٌ ، و مُدرِّسٌ رَبَّى لِآلافٍ على الإسلامِ
-12وهو الخَطِيبُ مُفوَّهًا، ومُؤثِّرًا بِفِرَاسَةٍ ، و تَوَسُّمٍ لأنَامِ
-13الأزهَرِيُّ بِعِلمِهِ ، و دِرَاسَةٍ و سُلوكِه ؛ كالسادَةِ الأعلَامِ
-14 هُو قادِحٌ لِشَرَارِ ثَورَةِ أهلِنا بِحِمَى فِلسطِينٍ ، بِوَجهِ لِئَامِ
-15 حَيُّوا مَعِي اَلْألمَعِيَّ المُنتَقَى حيُّوا لِعِزِّ الدِّينِ ؛ ذا القَسَّامِ
*********
-16وُلِدَ الفَتَى في"جَبْلَةٍ" مِن سُورِيَا مِن لاذقيَّةِ سَاحِلٍ ، لِلشام
-17في أسرَةٍ مَعرُوفةٍ ، و كَرِيمَةٍ مِن خِيرَةٍ ، و مُبَجَّلِينَ كِرَامِ
-18 وعَلَى الهُدى فيهِم نَشَا مُتَرَعْرِعًا
و مُوَحِّدًا لِلبَارِئ ، العَلَّامِ
-19في بِيئَةٍ عَرَبِيَّة ، و تَقِيَّةٍ مَعْنِيَّة بِثَقَافَةِ الإسلام
-20 و بِها تَلقَّى في العُلومِ مَبادِئًا في الدِّينِ، مَعْ لُغَةٍ لِصَقْلِ كَلامِ
*********
-21وعَقِيبَ ما بلغ الفُتُوَّةَ والصِّبَا فأبُوهُ أرسَلَهُ ؛ لِنَيلِ مَرَامِ
-22لِلأزهَرِ المَعْمُورِ في مِصرِ العُلى
بِكِنَانةِ الأمْجَادِ ، و الأقرَامِ
-23لِلعَلِّ مِن جَمِّ العُلومِ بِرَحبِهِ عَن جِلَّةِ الأشيَاخِ ، و الأعلام
-24لِعُلوم شَرعٍ، مَعْ عُلومِ لِسَانِنَا الـ ـعَرَبِيِّ ، حَازَ بِهِمَّةٍ ، و دَوَامِ
-25وبُعَيدَ تَحصِيلِ العُلومِ مِنَ ازْهَرٍ و تَخَرُّجٍ فِيهِ ، أتَى لِلشَّامِ
-26 في سِلكِ تَعلِيمِ، ووَعْظٍ قد عَمِلْ
في رَبْعِه ، بِعِنَايَةٍ ، و تَسَامِ
*********
-27حتَّى أتَى الكابُوسُ مِن إفرَنسَةٍ فأناخَ كَلكَلهُ ، بأرضِ الشامِ
-28فإذا بِعِزِّ الدِّينِ يَنهَضُ ثائِرًا في وَجهِهِ كالصارمِ الصَّمْصَامِ
-29 في ثُلَّةِ الأخيارِ؛ مِن طُلَّابِه و كَذَا مُرِيدُوهُ ؛ أولُو الإقدَامِ
-30أمْسَى يُطارَدُ مِن جُنُودِ فِرَنسَةٍ فأتَى دِمَشقَ، وفَيصَلٌ في الشامِ
-31ثُمَّ انتَأَى عَنهَا ؛ لِمُحتَلٍّ عَثَا واحتَلَّهَا ، بِالبَطْشِ ، و الإجرَام
-32وبَدَا يُنَكِّلُ بِالأُبَاةِ ، ومُصْدِرًا حُكمًا بِإعْدامٍ ، على القَسَّام
*********
-33فَلِذَا مَضَى لِرُبُوعِ حَيفَا قاصِدًا و بِها استَقَرَّ ؛ بِعِزَّةٍ ، و مَقَامِ
-34وغَدَا الإمامَ بـ"جامِعِ استِقلالِها" وخَطِيبَهُ المَرمُوقَ في الأقوامِ
-35"جَمعِيَّةُ الشُّبَّانِ" مِن أهلِ الهُدَى
صَارَ الرَّئِيسَ لَها بِحُسْنِ نِظامِ
-36 أضحَى بِدَعوَتِه يُرَبِّي أنفُسًا - ويَصُوغُها- بِمَبَادِئ الإسلامِ
-37 رَبَّى بَنِي حَيفَا على المُثُل العُلَى و الصِّدقِ ، و التَّوحِيدِ لِلعَلَّامِ
-38وعلى التقى وكرامة مَعَ عِزَّةٍ و شَجَاعَةٍ ، و مَحَبَّة ، و وِئَامِ
-39وخُضُوعِهِمْ لِلَّهِ ، دُونَ عَبِيدِه لا سِيَّما فُجَّارِهِمْ ، و لِئَامِ
-40وعلى جِهَادِ الظالِمِينَ وظُلمِهِم بِالفِعل ، أو بِالقَولِ ، و الأقلامِ
*********
-41 واختَارَ مِن خَيرِ الرِّجَالِ أشَاوِسًا كانوا النَّوَاةَ لِثَورةِ القسَّامِ
-42 كانوا الأسَاسَ لِثَورَةٍ قُدسِيَّةٍ ضِدَّ احتِلَالٍ ؛ غَاشِمٍ هَضَّامِ
-43 ضِدَّ احتِلالِ الإنجِليزِ الأشقِيَا ضِدَّ الصَّهَايِنِ ؛ قادَةِ الإجرامِ
-44 و كذلِكَ العُمَلَاءُ ؛ مِن أذنابِهم مِن خائِنِي الأوطانِ ، والإسلامِ
-45 كانُوا النَّوَاةَ لِثَورَةٍ وَهَّاجَةٍ يَصلَى الغُزاةُ بِنارِهَا و ضِرامِ
-46 لِقُرَى فِلسطِينٍ - تَعُمُّ - بِأسرِهَا حَتَّى تَحَرَّرَ مِن عَنَا الظُّلَّامِ
-47ربَّى الرِّجَالَ أعَدَّهُمْ ؛ بِعِنَايةٍ و رِعَايَةٍ ، و بِخُطَّةٍ ، و نِظَامِ
-48 حَلَقَاتِ عِلمٍ - أسَّها - مُتعهِّدًا حُضَّارَها بِالعِلمِ ، و الإفهامِ
-49و مُدَرِّبًا لَهُمو - كَذاكَ- مُقَسِّمًا وَحَدَاتِهم ، لِعَسَاكرٍ ، بِمَهَام
-50و دِعَايَةٍ بِمَسَاجِدٍ ، و لِثَورَةٍ قد خَصَّها العُلَماءَ ؛ للإعْلامِ
-51بِخَطابَة ، ودُرُوسِهِم ، ومَحَافِلٍ جَعَلُوا القَضِيَّة ضِمْنَ رَأيٍ عَامِ
-52فَوَعَى الفِلِسطِنْيُونَ أمْرَ مَكَايِدٍ لِصَهايِنٍ ، و لِإنجِلِيزَ ؛ لِئَامِ
-53 و عَقِيبَ هذا كافَحُوا مُحتَلَّهُم و صَهايِنًا ؛ بِقِتَالِهم لِأمَام
-54بِمَعَارِكٍ قد خاضَهَا القَسَّامُ مَعْ إخوانِهِ ، في السِّرِّ، و الإظلامِ
*********
-55وقُبَيلَ أسبُوعٍ مِنِ استِشهادِ عِزْ زِ الدِّينِ أمَّ جِنِينَ ، ضِمْنَ فِئَامِ
-56ذَهَبُوا لِيَدعُوا أهلَها لِيُشَارِكُوا في ثَورَةٍ ، قد آذنَتْ بِضِرَامِ
-57لِيُبَاغِتُوا لِعَدُوِّهِمْ ؛ بِقِتالِهم يُصلُونَهُم - مِن نَارِهِم- بِسِهَام
-58وعَقِيبَهَا يَأوُونَ بَعضَ مَغَاوِرٍ أو فِي الكُهُوفِ ، وسابِغِ الآجَامِ
-59فَمَضَوا إلى بَعضِ القُرَى فِيها كَـ "كَفْـ
ـرِ الدَّانِ" و "البَارِدْ"؛ لِعَينِ مَرَامِ
-60و بِقَريَةِ "البَارِدْ" هُنَاكَ تَقاتَلُوا و استُشهِدَ الحَلْحُولِ ؛ ذُو الإقدامِ
-61ونِهَايَةَ الأسبُوعِ كانَتْ مَعْرَكَةْ لِلعِزِّ مَعْ أصحَابِهِ الأقرَامِ
-62بـ "حِرَاجِ يَعبَدَ" مِن جِنِينٍ خاضَها
بِبَسَالَةٍ ، و جَسَارَةٍ ، و كِلَامِ
-63في تِسْعَةٍ مِن صَحْبِهِ قَدْ واجَهُوا
لِمِئَاتِ أشخَاصٍ مِنَ الأخصامِ
-64قد طَوَّقُوا لِلشَّيخِ مَعْ إخوانِه وجَرَى قِتَالٌ - بَينَهُم - بِضِرَامِ
-65دامَ القِتالُ مِنَ الصَّبَاحِ لِعَصْرِهِ و استُشهِدَ القَسَّامُ ذُو الإقدامِ
-66 وصِحَابُه فاستُشهِدوا أو جُرِّحُوا والبَعضُ قد أسِرُوا لَدَى الأعْجَامِ
*********
-67يَا سَيِّدِي القَسَّامَ ! أبْشِرْ بِالَّذِي قدَّمْتَ ؛ مِن زَرْعٍ نَضِيرٍ نَامِ
-68فَثِمَارُ أغرَاسٍ لَكُمْ قد أينَعَتْ بِرُبَى فِلسطِينٍ ، و رَبْعِ الشامِ
-69في صَحْوَةٍ عُلْوِيَّةٍ قُدسِيَّةٍ بَينَ الشُّعُوبِ ؛ تَفِيءُ للإسلام
-70 في فِتيَةٍ نَشَؤُوا على حُبِّ الهُدَى و على الجِهَادِ، و طاعَةِ العَلَّامِ
-71 "يَاسِينُ" نَشَّأهُمْ على مِنهَاجِكُم جَعَلُوا الصَّهَايِنَ عِبْرَةَ الأقوامِ؟!
-72فَجَنَى"حَمَاسٍ" جاءَ مِن بَرَكَاتِكُم مِن خَيرِ ثَورَتِكُم، وصِدقِ مَرَامِ
*********
-73رَحَمَاتِكَ اللهُمَّ ! أغدِقْهَا عَلَى جَدَثٍ بِرَبْعِ "الشَّيخِ"؛ لِلقَسَّامِ
-74و بِجَنَّةِ الفِردَوسِ أكرِمْهُ غَدًا مَعَ الَانبِيَاءِ ، و أولِيَا الإسلامِ
-75و رِفَاقُهُ ، و تَلامِذٌ ، و أحِبَّةٌ بِجِنَانِ عَدنٍ ؛ فاحْبُهُمْ بِسَلَامِ
*********
مِن ديوانَيَّ: "في رِحَاب العُظماء"، و "بَنَات تُركِيَّة".
شرح قصيدتي في الشيخ القسام المُسَمَّى:
"فَتح المَلِك العَلَّام بِشَرح قصيدة الشيخ القسَّام"
(1) هَيَّا: اسم فِعل أمر بمعنى أسرِعْ. *"المنهاج في القواعد والإعراب" لمحمد الأنطاكي 241، و"معجم النفائس الكبير" 2160.
*نُحَلِّق: نَطيرُ، وهو مجزوم بالطلب. *سما: سماء. *الإلهام: إيقاع شيء في القلب يطمئن له الصدر، يخص الله به بعض أصفيائه، و: ما يُلقَى في القلب مِن معانٍ وأفكار. وهذا الثاني هو المقصود. *المعجم الوسيط 842.
*نزر: مجزوم بالطلب؛ لأنه معطوف على نحلق المجزوم بالطلب، وأصلها: نزور، مضارع زار؛ أي: نحن نزور. *حيفا: مدينة فلسطينية معروفة، استوطنها الشيخ عز الدين القسام بعد هجرته إليها من سورية، بعدما لا حقته السلطات الفرنسية بعدما جاهدهم وثار عليهم؛ فطاردوه ثم حكموا عليه بالإعدام غيابيا، فهاجر من جبل صهيون باللاذقية إلى دمشق، ومنها إلى حيفا. *مرقد: ضريح، قبر. *الضرغام: من أسماء الأسد.
(2) الضريح: القبر. *العَبْرة: بفتح العين الدمعة. *سكينة: طُمَأنِينَة. *نقرا: نقرأ، نُسَلِّم. *الفتى: السيد الكريم. *القسام: الشيخ محمد عز الدين القسام؛ العالم المُرَبِّي المجاهد سوري الأصل، المعروف، وستأتي ترجمته والتعريف به مُطَوَّلًا، بُعيد شرح القصيدة بعون الله تعالى.
(3) لمحمد: اسمه محمد عز الدين. *البطل: الشجاع في الحرب. *العظيم: الكبير. *نجل: ابن. عبد القادر: اسم والده، وسيأتي التعريف به إن شاء الله. *المنسوب للقسام: المتصل نسبه بأسرة القسام.
(4) الثائر: من قام بثورة على المحتلين الفرنسيين بسورية، وعلى المحتلين الإنجليز واليهود في فلسطين. *المغوار: الشجاع الذي لا يخاف. *ساح: ج ساحة، ميدان. الوغى: الحَرب. *القائد: قائد الجيش، رئيسه.
المُتَمَرِّس: الماهر، المُحَنَّك، المُجَرِّب. *المقدام: الذي يكُرُّ على أعدائه، أي: يهجم عليهم، ولا يخافهم.
(5) العالم الربي: المنسوب للرب؛ الرباني. *أوقد ثورة: أشعلها، وهي ثورة الجهاد ضد الغزاة من الإنجليز والصهاينة المُغتصبين لفلسطين. *هيهات: اسم فعل ماض بمعنى: بَعُدَ. *تمحوها: تُزيلها. *يد الأيام: السنين والدهور؛ أي: أن ثورته التي أشعلها ضد الاحتلال دائمة، لن تَنطفِئ.
(6) مُجاهد: مُكافِح ومُنَاضِل. *للاحتلال: الفرنسي في الشام، والإنجليزي واليهودي في فلسطين الحبيبة السليبة. *جند: ج جُندِي.
(7) مناضل: مُجاهد. *المستعمرين: المحتلين المغتصبين. *صهاين الأقوام: الصهاينة من الناس.
(8) العالم الحركي: العالم المُنَظَّم الذي يعمل مع إخوانه في جماعة.
*أحيا أمة: بعثها بالجهاد والعمل، فقامت من الخمول والكسل، وبدعوة الناس إلى الله تعالى، وباستشهاده فكانت ثورة 1936م.
(9) الشاذلي الصوفي: فقد كان ذا طريقة شاذلية. *صاحب سنة: أي صوفي سني، على منهج السلف الصالح؛ بالأخذ بالسُّنَن، وترك البِدَع. *رد بدعات: رفضها وعدم قبولها، والبدعات ج بدعة كل ما أحدِث في الإسلام، وكان مُخالفًا لِسنة نبوية صحيحة. *الأثام: الإثم، وهو الذنب الذي يستحق العقوبة، وعقوبته. *الوسيط: ص 6.
(10) مفكر: صاحب فكر نَيِّر. *مخطط: أي يُخطط ويُرتب للأمور قبل القيام بها، ولا يرتجلها ارتِجالا. *مبغض: كاره. *للظلم والظلام: للظلم وأهله. وظلام: ج ظالم.
(11) هو معلم ومدرس: إذ كان يدرس في بعض المدارس بحيفا، كما كان يدرس الناس في مسجده "جامع الاستقلال"، ويعلم بعض العمال وغيرهم ممن لم يتعلموا؛ فكانوا يعلمهم القراءة والكتابة ليمحُوَ أمِّيَّتَهُم. *ربى لآلاف ...: أدَّب وهذب الآلاف من الناس على آداب الإسلام خلال 15 عاما.
(12) الخطيب المفوه: البليغ الفصيح المؤثر في الناس. *الفراسة: النظر والتثبُّت، والمهارة في تَعَرُّف بواطن الأمور، وفي الحديث الشريف: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله". *الوسيط 681. *التوسم: التَّفَرُّس، يقال: تَوَسَّمَ فيه الخير. الوسيط 1032. *الأنام: الناس.
(13) الأزهري: الذي درس في الجامع الأزهر بمصر، وقد درس الشيخ عز الدين القسام في الأزهر 10 سنوات؛ ما بين: 1896- 1906م. *سلوكه: عمله. الأزهري بسلوكه: أي العالم الصادق بقوله وفعله. *كالسادة الأعلام: كعلماء الأزهر الكبار الصادقين الربانيين، لا كعلماء الدنيا الذين يُهينون علمهم ودينهم، ويبيعون دينهم بدنياهم.
(14) قادح: وارٍ مُشعِل. *الشرار: ما يتطاير من النار أثناء اشتعالها. *ثورة أهلنا: ثورة إخواننا بفلسطين على محتليهم الإنجليز واليهود. *حمى فلسطين: أرضها. *لئام: ج لئيم، البخيل، الخسيس، الحقير.
(15) حيوا معي: سلموا معي. *الألمعي: الذكي الفَطِن. *المنتقى: الطيب الطاهر. ذا القسام: هذا القسام.
(16) جَبَلة: منطقة ومدينة معروفة في محافظة "اللاذقية" بسورية، وأهلها من أهل السنة، وفيها قبر الرجل الصالح الزاهد إبراهيم بن أدهم. *الساحل: شاطئ البحر. *للشام: لأرض الشام المباركة.
(17) في أسرة معروفة: شهيرة. *كريمة: أصيلة. *من خيرة: أفاضل. *مبجلين: ج مبجل، كرام.
(18) على الهدى نشا: نشأ وترَبَّى على الإسلام. *مُتَرَعْرِعًا: نامِيًا وناشِئًا.
*موحدا للبارئ: ناشئا على توحيد الخالق. العلام: من أسماء الله تعالى، وتعني: كثير العلم وواسعه.
(19) في بيئة عربية: في محيط. *تقية: صالحة تخاف الله تعالى. *معنية: مُهتَمَّة. *بثقافة الإسلام: بمبادئه وتعاليمه وهَدْيِه.
(20) تلقى: أخذ واستفاد. *مبادئ العلوم: أساسياتها من القراءة والكتابة وتعلم القرآن الكريم، والحساب والخط والإملاء. *في الدين: في أسس الدين كأركان الإسلام والإيمان، وأمور الصلاة والعبادات ... . *مع لغة: مع تعلم أساسيات اللغة العربية. *لصقل كلام: ليتحسن كلامه وتعبيره.
(21) عقيب: بعدما. *الفتوة والصبا: أول الشباب. *أرسله: بعثه. *لنيل مرام: ليحصل على مقصوده وهو تعلم العلوم الإسلامية والعربية ليكون عالما عاملا مفيدا لبلده وأمته.
(22) للأزهر المعمور: للجامع الأزهر المعمور بطلاب العلم والعلماء. *مصر العلى: مصر الأمجاد. *كنانة الأمجاد: مصر الحبيبة، والكنانة: جعبة السهام، وسميت مصر أرض الكنانة؛ لقوة المسلمين بأهلها الصالحين، وعلمائها العاملين.
*الأقرام: ج قَرْم، السيد المُعَظَّم. *معجم متن اللغة" للشيخ أحمد رضا 4/547. قال الشاعر أبو فراس الحمداني:
ما غَضَّ مِنِّي حادِثٌ و القَرْمُ قَرْمٌ حَيثُ حَلَّا
(23) لِلعَلِّ: أي لِلشُّرب -من العلوم- مرَّة بعد أخرى. *جم العلوم: كثيرها. *برحبه: في ساحة الأزهر وكنفه. *جلة الأشياخ والأعلام: كبارهم.
(24) علوم الشرع: العلوم الإسلامية؛ من قرآن وتجويد، وتفسير، وعلوم قرآن، وفقه وأصول، وسيرة نبوية ... . *علوم اللسان: هي علوم اللغة العربية؛ من: نحو وصرف، وبلاغة وعروض، وأدب عربي ... . *حاز: نال وحصل. *بهمة مع نشاط وجِدٍّ واجتِهَاد. *دوام: استمرار وثَبَات.
(25) بُعيد: بعد قليل من تخرجه في الأزهر. *أتى للشام: رجع إليها.
(26) سلك التعليم: مهنته وحِرفته. *الوَعظ: الإرشاد. *في ربعه: في بلدته جبلة. *بعناية: باهتِمام. *تَسَامٍ: تَرَقٍّ في المعالي والعمل الصالح.
(27) الكابوس: هو الجاثوم، وهو ما يأتي للنائم ويجلس على صدره ويُضيق عليه حتى يكاد يختنق. وقصدت به هنا الاحتلال الفرنسي البغيض لسورية الحبيبة. *أناخ بالمكان: حَلَّ به ولَزِمَهُ، وأناخَ الجَمَلَ أبرَكَهُ. "الوسيط: 961. *الكلكل والكلكال: الصَّدر.
(28) فإذا بعز الدين ينهض ثائرًا: يقوم مُنتَفِضًا. *في وجهه: في وجه الاحتلال الفرنسي القَمِيءِ البَغِيض. *كالصارم: كالسيف. أي: قام في وجه الفرنسيين المُحتلين كالسيف في شدته ومضائه. *الصمصام: القاطع.
(29) ثلة الأخيار: جماعة الصالحين. *مريدوه: مُتَّبِعو طريقته الصوفية الشاذليَّة. *أولو الإقدام: أصحاب الشجاعة.
(30) أمسى يُطَارَد: صار يُلاحقه الفرنسيون لِيُمسِكُوا به. *فيصل: الأمير فيصل بن الحسين: الذي حكم سورية بضعة أشهر قبيل الاحتلال الفرنسي.
(31) انتأى: ابتَعَد. *المُحتلُّ: من يحتل بيتك وأرضَك رغمًا عنكَ. *عثا: طغا وظلم وأفسد. *بالبطش: مع العُنف والضرب بِقُوَّة. *الإجرام: الإفساد والتخريب والقتل ... .
(32) بدا: بدأ، سُهِّلت همزتها لضرورة الشِّعر. *يُنَكِّل: يُعَذِّب ويَقْمَع. *الأباة: ج أبِيٍّ، هو العزيز الذي لا يقبل الظُّلمَ والضَّيمَ. *مُصْدِرًا: مُخرِجًا. *حكما بإعدام ... : أصدر الاحتلال الفرنسي حكما غيابيا بالإعدام على الشيخ القسام، بعدما جاهدهم وقاتلهم وفرَّ منهم لكثرة أسلحتهم وقوَّاتهم.
(33) فلذا: فلِأجل هذا. مضى لربوع حيفا: ذهب لديار مدينة حيفا في فلسطين. *قاصدا: آمًّا. *استقَرَّ: أقامَ. *بعزة بمقام: مع أنفة واحترام في مكان إقامته بين إخوانه الفلسطينيين أهل حيفا.
(34) غدا الإمام ...: صار الشيخ عز الدين القسام يعمل في حيفا إماما وخطيبا في "جامع الاستقلال" منها. *المرموق: المنظور المشهور.
(35) "جمعية الشبان المسلمين": في حيفا صار الشيخ عز الدين رئيسها. *بحسن نظام: مع حسن ترتيب وتنظيم.
(36) أضحى بدعوته يربي: صار بدعوة الإسلام والجهاد يُهذب ويؤدب نفوس الناس في حيفا. *يصوغها: يُحولها ويجعلها تسير على وَفْق الإسلام.
(37) بنو حيفا: أهل المدينة. *المُثُل العلى: مبادئ دين الإسلام.
(38) التقى: تقوى الله تعالى وخَشيَتُه. *الكرامة: العِزَّة. *الوِئام: المَحَبَّة.
(39) خضوعهم لله: عُبُودِيَّتُهم له وذُلُّهم لِعَظَمَته. دون عبيده: أي الخضوع لله تعالى لا للناس عبيد الله؛ فالعبودية لله تعالى لا لغيره فيها قِمَّة الحُرِّيَّة. *لا سيما: خاصَّة. *فُجار: ج فاجِر: الكافر، الزاني، مُرتكب الكبائر.
(40) وعلى جهاد الظالمين ...: أي: وربَّى الشيخُ عِزُّ الدين الناس في حيفا على مُقاومة الظالمين ومُكافحتهم وظلمِهم وبَغيِهم بقوله وفعله وكتابته.
(41) أشاوس: ج أشوَس، هو البطل الشجاع. ونُوِّن لضرورة الشِّعر. *النواة: البِذرة والأساس. *لثورة القسام: سنة 1935م قُبيل استشهاده.
(42) الأساس لثورة قدسية: كانوا الأصل لثورة طاهرة مبنية على الإيمان والعمل الصالح والإخلاص. *احتلال غاشم: جائر طاغٍ باغٍ بَطَّاش لا يرحم. *هضام: ظالم، آكل للحقوق.
(43) الأشقيا: الأشقياء، ج شقي، تَعيس. *الصهاين: ج صِهْيَونِيّ؛ اليهود المحتلون الغاصبون لفلسطين العربية الإسلامية. *قادة: ج قائد.
(44) وكذلك: ومثل ذلك كانت ثورة القسام ضد الخَوَنَة عُملاء الإنجليز واليهود وأذنابهم من العرب والمسلمين؛ فقد جاهدهم القسام وجنوده؛ لأنهم يضرون المسلمين كالإنجليز واليهود، ورُبَّما أشد أحيانا؛ إذ يكونون عُيونًا للمحتلين وعونا لهم، وهم بيننا قد لا نعرفهم، ولا نشعُر بهم. *أذناب: ج ذَنَب، ذيل الحيوان الكائن عِندَ دُبُره، وهو مجاز عن تبعية هؤلاء الخَوَنة للمحتل، وحقارتهم وهَوَانهم. *خائنون: ج خائن، هو الغَدَّار الذي لا يفي بالعهود والوعود، ويكون مع أعداء المسلمين، وضِدَّ قومه وبلده ودينه.
(45) وهَّاجة: مُشتعِلة مُضيئة، منيرة. *يصلى: يحترِق. الغُزاة: ج غازٍ، المحتلون. *ضرام: اشتِعال.
(46) قرى فلسطين: ج قرية، مُدنها وضِياعها. *تعم: تشمل. *بأسرها: جميعها. *تَحَرَّر: تَتَحَرَّر، حُذفت التاء الأولى تخفيفا. *عنا: عناء، وهو التَّعَب. *الظلام: جمع تكسير لظالِم.
(47) أعَدَّهُم: جَهَّزَهُم. *بعناية: باهتمام شديد. *رعاية: حفظ ومُراقبة. *خطة ونظام: منهج وترتيب.
(48) حلقات علم: أقام دروسا علمية للطلاب والناس في مجالات شتى، في تعليم القرآن وتجويده، وفي علوم أخرى، وفي محو الأمية لبعض العُمَّال والفَلَّاحين والمُزارِعِين. *أسَّها: أسَّسَها وأنشأها. متعهدا: راعيا ومُشرفا ومُعلِّمًا. *حُضَّارها: الحاضرون من الطلاب المُشاركون فيها. *الإفهام: الإيضاح والتفهيم.
(49) مُدربا لهم: مُمَرِّنًا لهؤلاء الطلاب. *مُقَسِّمًا وَحَداتهم: مقسما مجموعاتهم إلى فِرَق. *لعساكر بمهام: أي لجنود متخصصين. *المهام: ج مُهِمّ، ما يدعو إلى اليقظة والتدبير. الوسيط 995.
(50) ودعاية بمساجد: جعل القسام بعض طلابه من العلماء لدعاية الناس وإعلامهم وتعريفهم بأهمية الجهاد والثورة ضد الإنجليز واليهود، من خلال عملهم في المساجد في خُطَبهم ودروسهم فيها.
(51) محافل: ج مَحفِل، مكان اجتماع الناس واحتشادهم. *القضية: قضية تحرير فلسطين، والثورة والجهاد من أجلها. ضمن رأي عام: أي: قضية عامة تهم كل عربي ومسلم في فلسطين وخارجها.
(52) وعى: أدركَ وأبصَرَ وعرَفَ. الفلسطنيون: الفلسطينيون: ج فلسطيني، حذفت اليوم الأولى لضرورة الشعر. *مكايد الصهاين: ج مكيدة، الخطة والمؤامرة التي يُعدها اليهود والإنجليز ضد العرب والمسلمين.
(53) كافحوا: قاوَمُوا وناضلوا وجاهَدُوا. محتلهم: مُغتصب أرضهم وسارقها، وهم الإنجليز واليهود الصهاينة. *بقتالهم لأمام: أي مُواجهة، ومن مسافة قريبة؛ لشجاعتهم وعدم خوفهم من عدوهم.
(54) المعارك: ج معركة، مقاتلة العدو في مكان وزمان ما. *خاضها: قام بها، وشارك فيها الشيخ عز الدين القسام مع طلابه وإخوانه. *في السر: خُفْيَةً. *الإظلام: في الليل البهيم. (55) استشهاد: وفاته شهيدًا. *أمَّ: قصد.
*ملاحظة مهمة: إنما قصد الشيخ القسام قضاءَ جنين لا غيرَه لأهميته الجغرافية، ومناسبته للثورة، ولكون أكثر أصحاب الشيخ منه؛ كما يقول الأستاذ محمد حسن شراب في كتابه "عز الدين القسام شيخ المجاهدين في فلسطين" ص: 280. *جِنِين: مدينة ومنطقة "قضاء"، ومحافظة فلسطينية معروفة، تقع شمال الضفة الغربية، تبعد عن القدس 75 كيلا، وعن حيفا 40 كِيلًا. وهي إحدى مُدن المثلث الفلسطيني، وتطل من الشرق على غور الأردن، ومن الشمال تطل على "سهل مرج ابن عامر"، وهي ثالث أكبر مدن الضفة الغربية بعد الخليل ونابلس.
كان يشتمل قضاء جنين على أكثر من 120 قرية. يحده من الشمال أقضية بيسان، والناصرة، وحيفا. ومن الشرق: قضاءا بيسان، ونابلس. ومن الجنوب: قضاءا نابلس، وطولكرم. ومن الغرب: قضاءا حيفا، وطولكرم.
تبلغ مساحة مدينة (583) كم2، وسكان المحافظة أكثر من 356000 نسمة، وجنين وحدها أكثر من 65 ألفَ نَسَمَة.
و"جنين" الحالية بنيت مكان مدينة "عين جنِّيم" العربية الكنعانية، وتعني: (عين الجنايِن"، وفي العهد الروماني كانت مكانها قرية "جيناي".
وأما اسمها في المصادر العربية القديمة فهو: "جِينين" بياءَين، وهي تُلفظ اليوم بياء واحدة فحسب.
وفي إحصاءات سنة 1931م: كانت نسبة المسلمين في جنين (98 بالمئة)، وكان عدد اليهود فيها أربعة أشخاص فقط.
*ينظر: 1- "عز الدين القسام شيخ المجاهدين في فلسطين". لمحمد حسن شراب 279. 2- موقع "موضوع". 3- "الشيخ عز الدين القسام قائد حركة وشهيد قضية" لحسني جرار 118. 4- "ويكيبيديا".
*ضمن: مِن بين آخَرين. *الفئام: الجماعة من الناس، وتُجمع على "فُؤُم". "المعجم الوسيط 671".
(56) ليدعوا أهلها: ليطلبوهم. *آذنت: اقتربت. *ضِرام: اشتِعال.
(57) يُباغِتُوا: يُفَاجِئوا. *عدُوّهم: أعداؤهم وخُصومهم. *يُصلُونهم: يَحرُقونهم. *سهام: ج سهم، عُود من الخشب يُسَوَّى، في طَرفه نصل يُرمى به عن القوس. *الوسيط 459. والمقصود: بقسم ونصيب منها.
(58) عقيبها: بعدها. *يأوون: يلجؤون. *مغاور: ج مغارة، وهي الحفرة في الكهف أو الجبل. *الكهوف: ج كهف، البيت المنقور في الجبل، هو كالغار إلا أنه واسع. الوسيط 803. *سابغ: تامّ. *الآجام: ج أجَمَة، وهي الشجر الكثير المُلتَفّ. الوسيط 7.
(59) كفر دان: قرية تابعة إداريا لمدينة جنين، تبعد عنها نحو 8 أكيال، وتقع شمال غربيها. ومعناها: "قرية القاضي"، أو: قرية الحاكم؛ لأن (كفر) تعني: القرية، و(دان) تعني: "القضاء والحُكم" "موسوعة القرى الفلسطينية".
كان يسكنها سنة 1945م نحو (850) شخصا، وفي سنة 1961م كانوا 1262 عربيا. *ينظر: 1- "عز الدين القسام شيخ المجاهدين". هامش ص: 285. 2- موقع: "موسوعة القرى الفلسطينية".
*البارد؛ الهاشمية: قرية تقع غرب جنين على بعد 9 أكيال، بلغ سكانها سنة 1961م 377 نسمة. وقد كره مُختار القرية اسمها؛ لأن الناس كانوا يقولون: ذهب وجاء (المُختار البارد) فطلب من الحكومة الأردنية -بعد النكبة- تغيير اسمها، فوافقت على ذلك فصار اسمها: "الهاشمية". *رَ: "عز الدين القسام شيخ المجاهدين" لمحمد شراب، هامش ص 286.
*ملاحظة مهمة: في كتاب "الإسلام وحركات التحرر العربية" ص: (209) لأستاذنا د. شوقي أبو خليل تَصَحَّفت كلمتان فيه فوردتا خَطَأً هكذا: "البارو"، و"الشيخ محمد الحلموني"، وصوابهما: قرية "البارد، و"الشيخ محمد الحلحولي". ينظر كتاب: "عز الدين القسام شيخ المجاهدين" لشراب: ص 286 هامشها، وص: 287، 292. *لعين مرام: لنفس القصد والهدف.
(60) تقاتلوا: أي اشتبك الفريقان مع بعضها: جيش الإنجليز، وجماعة القسَّام في قرية البارد. *استُشهِدَ: قُتِلَ في سبيل الله شَهِيدًا.
*الحَلْحُول: هو: الشيخ محمد الحلحُولي
*هو محمد أبو القاسم خلف الحلحولي، مجاهد من بلدة "حلحول" قضاء "الخليل"، أحد رفاق الشيخ القسام، وقد استُشهد وكان مع القسام.
*عمل في حيفا، وتعرَّف بالشيخ القسام وانتظم في حركته، وخرج معه إلى الجهاد، وقد استشهد وكان مع الشيخ القسام.
*استشهد الحلحولي في اشتباك مع شرطة الاحتلال الإنجليزي؛ التي كانت تتعقب القسام وجماعته في قرية البارد قرب قرية "كفر قود" من قضاء جنين، استشهد يوم الاثتين 18/11/1935م.
هذا، وقد استشهد الشيخ الحلحولي قبل استشهاد شيخه وقائده القسام بيومين، ونُقل جثمانه من أرض المعركة إلى مدينة جنين، وشُيِّع يوم الثلاثاء 19/11/؛ لأن شرطة الإنجليز فحصت جُثمانه في مكان استشهاده، فأخرت التشييع يوما كاملا؟! ودفن في "مقبرة الجبل الشرقي" بالمدينة.
وكان يوم تشييعه مشهودا؛ إذ سار فيه الجم الغفير من وُجَهاء وتُجَّار وشباب مدينة جنين وقضائها، وأظهر المُشَيِّعون تَعاطُفًا مع الشهيد الحلحولي مع أنه لم يكن معروفا حِينَها أن المُطارَدِين هم جماعة مُجاهِدة!
وإنما كان الشائع حسب البلاغات المزعومة للشرطة البريطانية أن القتيل من عصابة لصوص "أشقياء" تُهَدِّد الأمنَ الناس، كما أشاعوا عن الشيخ عز الدين وجماعته؟! فشيَّعه الناس بوصفه خارجا على قانون الانتداب الإنجليزي الجائر؟! وكان الناس ينظرون بعين التقدير لمن يتحدَّى قانون الانتداب بِقُوَّة السلاح، حتى ولو قيل: إنه لِصٌّ يسطو على مزارع اليهود، ومُعسكرات الانتداب، ولو كان ذلك بِدافع السرقة فقط؛ لأنه وَجَّه نفسَه سرقة أمتعة الأعداء فقط، ولم يَسطُ على أحَد من إخوانه العرب.
*يُروى أن من نقلوا جثمانه من أرض المعركة وجدوا البندقية في يد، والسُّبْحة في اليد الأخرى؟!
*ينظر: 1- "الشيخ عز الدين القسام قائد حركة وشهيد قضية" لحسني جرار: 189. 2- "عز الدين شيخ المجاهدين" لشرَّاب ص: 287، 292. *ذو الإقدام: البطل الجريء الجَسُور.
(61) نهاية الأسبوع: آخِرَهُ. *العِزُّ: هو الشيخ عز الدين القسام. *الأقرام: ج قرم، السيد المُعَظَّم. *معجم متن اللغة" للشيخ أحمد رضا 4/547.
(62) حِرَاج: ج حَرَجَة، غَيضة الشجَر المُلتَفَّة لا يَقدِر أحَدٌ أن ينفُذَ فيها. "المعجم الوسيط" 164.
*يَعْبَد: قرية تقع في الجهة الغربية من جنين، وتبعد عنها 18 كِيلًا، وتعني: (عبد) كما في الآرامية، وهي بمعنى تعهَّدَ الأرض بالزراعة، ثم مَجازًا تعني: (العِبادة، العَبْد، الخادم، الفَلَّاح، العامِل).
*وقد بلغ سكانها سنة 1935م زُهاء 4000 نسَمة، كلهم مُسلمون.
وتمتاز أراضي يعبد بكثرة أشجارها، وأحراجها؛ ففيها (7210) دونم زيتون، وأحراجها تبلغ نحوَ 92 ألفَ دُونَم، ولذلك اختارها القسام للجهاد والثورة على المحتلين الإنجليز. *"عز الدين القسام شيخ المجاهدين" لمحمد حسن شراب 279- 280، بتصرف.
*ببسالة وجسارة: بشجاعة. *كِلام: ج كَلْم، الجُرْح.
(63) في تِسعَةٍ مِن صَحْبِهِ: أصحاب الشيخ القسام التِّسعَة الذين كانوا معه يوم استشهاده -وبعضهم استُشهِد معه- هم:
1- حسن الباير. 2- عربي البدوي. 3- أحمد عبد الرحمن جابر.
4- محمد يوسف. 5- نمر السعدي. 6- عطية أحمد المصري.
7- أسعد المفلح. 8- يوسف عبد الله الزيباوي. 9- أحمد سعيد الحسان.
واجهوا: لاقوا مواجهة، قاتلوا. *لمئات أشخاص: كانت قوات الإنجليز الذين حاربهم القسام وجماعته في "معركة بعبد"، ما بين 200- 400 جندي، معهم كثير من العرب! *الأخصام: ج خَصْم، الإنجليز.
(64) طوَّقُوا الشيخ: أحاطُوا به من كل جانب. *جرى قتال: حَدَث. *بضرام: بِشِدَّة وشراسة وضراوة.
(65) دام القتال: استَمَرَّ. *لعصره: إلى قُبيل عصر ذلِكَ اليوم.
(66) أصحاب القسام الذين استشهدوا معه ثلاثة، هم:
أ- يوسف الزيباوي: من "الزيب" قضاء "عكا".
ب- عطية أحمد المصري: وهو مصري، جاء عامِلًا إلى حيفا.
ج- أحمد سعيد الحسان: من "نزلة زيد".
*والذين جُرحوا معه اثنان، هما: أ- نمر السعدي: من غابة شفا عمرو.
ب- أسعد المفلح: من "أم الفحم". *والذين أسروا أربعة، هم:
1- حسن الباير: من "برقين"، وحُكم عليه بالسجن 14 عامًا.
2- أحمد عبد الرحمن جابر: من "عنبتا"، وحكم عليه 14 عاما أيضا.
3- عربي البدوي: من "قيلان"، وحكم كذلك بسجنه 14 عاما.
4- محمد يوسف: مِن "سبسطية".
*الأعجام: ج عجمي، كل من ليس عربيا، وقصدت بهم هنا الإنجليز.
(67) يا سيدي: يا رئيسي، وتاج رأسي. *أبشِر: لك البِشَارة، وهي الخَبَرُ السارُّ، وهو الشهادة في سبيل الله، وهي درجة عالية عند الله، لا يفضل صاحِبَها سِوى الأنبياء والمُرسَلين. *بما قدمتَ: من عمل صالح، ودعوة إلى الله تعالى، وجهاد في سبيله، تَوَّجْتَها بالشهادة في سبيل الله.
*من زرع: من عمل صالح زرعته في الدنيا لتحصُدَ أجرَهُ ثوابًا عظيما عن الله. *نضير: جميل، مُشرق، يانع. *نامٍ: زائد، ومستمر ثوابه، ومُضاعَف.
(68) ثمار: ج ثمَر، وهو ما ينتج من شجر الخضراوات والفواكه. *أغراس: ج غرس، وهو الشجر الصغير الذي يُغرس ليُثْمِر فواكِهَ. *أينعت: نضجت واستوت، وبدت ثمارها. بربى فلسطين: ج رابية، وهي المكان المرتفع. وربع الشام: ديار الشام. وقصدت بالربى والربع من الشام كل الأماكن فيها. وقصدت بالثمار: المجاز والكناية عن حركات المقاومة الإسلامية التي اتخذت الشيخ عز الدين واحتذته نموذجا للجهاد والمقاومة في سبيل الله، ومنهم: "حماس" حركة المقاومة الإسلامية التي أسَّسها العالم الرباني المجاهد الشهيد الشيخ أحمد ياسين رحمه الله، والباقية آثارها العظيمة إلى اليوم نكاية وتأثيرا في العدو الصهيوني، و"الجهاد الإسلامي"، و"سرايا القدس"، و"سرايا الأقصى".
(69) في صحوة علوية قدسية: ظهرت حماس وفصائل المقاومة الأخرى في ظل صحوة إسلامية طاهرة عامة في العالم الإسلامي، في القرن الخامس عشر الهجري، والربع الأخير من القرن العشرين الميلادي؛ بعودة الشعوب الإسلامية إلى دينها من جديد، واعتزازها بها، شُبَّانًا وشابَّاتٍ، ورجالا ونساء؛ فأصبحت المساجد تغص بالمصلين في الجمعة والجماعات، وأصبح جل النساء المسلمات يرتدين الزي الإسلامي "الحجاب"، وأصبح الإسلاميون يفوزون في أي انتخابات حُرَّة ونزيهة في مجالس الشعب "البرلمانات"، في مصر والأردن، والجزائر، وأفغانستان، وماليزيا، وأندونيسيا، وتركية، والخليج العربي، وباكستان ... .
وعَمَّ الكتاب الإسلامي، والشريط الإسلامي، والمحاضرات والندوات الإسلامية، وكثرت المعاهد الشرعية والإسلامية، وكليات الشريعة أنحاء العالم الإسلامي، للذكور والإناث، وانتشرت الأناشيد والأغاني الإسلامية.
كما انتشرت الدعوة الإسلامية فشملت أوربا وأمريكا، وغيرهما، ودخل مئات الآلاف من شعوبها في دين الإسلام. *تفيء: ترجِع.
(70) في فتية نشؤوا ...: في شباب وشابات تَرَبَّوا على دين الإسلام، وعلى جهاد أعداء الله المحاربين للإسلام وأهله، وعلى طاعة الله تعالى.
(71) من هؤلاء الرجال والشباب الذين نشؤوا على حب الإسلام وتربوا عليه "جماعة المقاومة الإسلامية؛ حماس" في فلسطين، والتي أنشأها - سنة 1403هـ - 1983م- العالم الرباني الشيخ الشهيد أحمد ياسين ت 2004م رحمه الله؛ الذي نَشَّأ هؤلاء الفِتيَة والفتيات والرجال على منهاج -طريق- الإسلام، ومنهاج الشيخ عز الدين القسام "الجهاد في سبيل الله".
*جعلوا الصهاين عبرة الأقوام: جماعة حماس وأخواتها، جعلوا اليهود من الصهاينة عِبرَةً لكل البشر؛ في جهادهم ومُقاتلتهم، ومكافحتهم ونضالهم بكل السبل والوسائل العسكرية، والسياسية، والعلمية، والتقنية، والحرب الآلية "الإلكترونية"، بالصواريخ والبنادق، والقاذفات، والمُسيَّرات، وبالعمليات الاستشهادية في عمق الكيان الصهيوني.
وآخر أعمال حماس المُذهلة والمُدهشة لِلعالَم عملية "طوفان الأقصى" في "غزة العزة" و"الضفة الغربية" يوم 7/أكتوبر- تشرين1/2023م؛ التي مَرَّغت جيش الاحتلال اليهودي الصهيوني -"الذي لا يُقْهَر"- في الوحل، ومعه أمريكا وأوربا، وقتلت آلافًا، وأسرت مئاتٍ من الصهاينة المحتلين، وما زالت -بفضل الله ونعمته ونصره- تُثخن فيهم الجراح منذ نحو شهرين.
(72) جنى: ثمرة. *من بركاتكم: أي ظهور حركة حماس جاء من بركة جهادكم وتضحياتكم -مع إخوتكم العرب والفلسطينيين- واستشهادكم وثورتكم على الاحتلالين الإنجليزي واليهودي سنة 1935م.
(73) رحماتك اللهم أغدقها: أمْطِر برحماتك يا اللهُ. *جدث: قبر. *ربع الشيخ: "بلد الشيخ؛ بيت حنان"، وهو المكان الذي دفن فيه الشيخ عز الدين، ويقع جنوب شرق حيفا على بعد 5 أكيال. *"عز الدين شيخ المجاهدين في فلسطين" لمحمد حسن شُرَّاب 303.
(74) جنة الفردوس: أعلى درجات الجنة. *أكرمه غدا: اجعله مُكرَمًا يوم القيامة بالفردوس الأعلى مع الأبرار من النبيين والصديقين والشهداء.
(75) ورفاقه: ج رفيق، أصحابه الذين جاهدوا معه الصهاينة والإنجليز. *تلامذ: ج تلميذ، طلاب. *أحِبَّة: ج حبيب، مُحِبُّوه في الله. *بجنان: ج جنة. *عدن: إقامة. *احبُهُم: قَرِّبْهِم، وأعطِهم. *بسلام: مع الطُّمَأنينة والأمَان.
المراجع
1- "الإسلام وحركات التحرر العربية". لأستاذنا المؤرخ د. شوقي أبي خليل رحمه الله، ط2؟ دار الفكر- دمشق، 1991م.
2- "الأعلام". للزركلي، ط15، دار العلم للملايين - بيروت، 2002م.
3- "عز الدين القسام شيخ المجاهدين في فلسطين". للأستاذ محمد محمد حسن شراب، "سلسلة أعلام المسلمين" رقم (77)، ط1، دار القلم - دمشق، 1421هـ - 2000م.
4- "معجم متن اللغة". للشيخ أحمد رضا العاملي ت 1953م، ط 1، مكتبة دار الحياة - بيروت، 1958م.
5- "معجم النفائس الكبير". لنخبة مؤلفين بإشراف د. أحمد أبو حاقة، ط1، دار النفائس - بيروت، 1428هـ - 2007م.
6- "المعجم الوسيط". لنخبة مؤلفين ولغويين مصريين، ط2، "مجمع اللغة العربية"- القاهرة، 1392هـ - 1972م.
7- "المنهاج في القواعد والإعراب". للأستاذ محمد الأنطاكي ت 1986م، طبعة مصورة، دار التبليغ للنشر إستانبول - 1985م.
8- "معلوماتي الشخصية".
9- "موسوعة القرى الفلسطينية"، قرية "كفردان".
10- "ويكيبيديا- الموسوعة الحرة" بلدة "جنين".
وسوم: العدد 1062