أو يستفز الهولُ أفئدةً خـوتْ = فرأتْ هنـا نصرَ الكرامِ نكيرا
شريف قاسم
هوامش :
- غـرور : يُقال رجل مغرور أي مخدوع لا تجربة له.
- لاتقبل التكويرا : كالشّمس لايزول ضِـياؤها ولا يُطوى وجودُها .
- القطمير : الحقيــر الهيِّن .
- النَّحرير : الرَّجُلُ النَّحْرِيرُ: الحَاذِقُ، العَاقِلُ.(والعَالِمُ النَّحْرِيرُ ) .
لمَّـا تجــدْ في العالَمين نصيرا = أو تلقَ في غُممِ الصراعِ ظهيرا
ولقد نأتْ عن دينِ بارئها وقد = عاشتْ بحضن المفترين حضورا
واستسلمتْ لِيَدِ العدوِّ فقادَها = نحو التبارِ ولـم تجد تقديرا
هي أنفُسٌ تاهتْ ببحرِ سفاهـةٍ = فاستعذبتْ هذا الضلالَ مسيرا
هـُم مَن إذا امْتُحِنَتْ نفوسٌ للعلى = سقطتْ وباءتْ بالتبابِ أخيرا
كدليل أبرهة الذي مازال في = سيرِ اللئامِ مذمَّــمًا وأسيرا
لمَّـا تجدْ ياصاحِ شرعتُنا بهـم = إلا شقيًّا قد غـوى مغــرورا (1)
لكنَّها انتفضتْ وهاهي لم تزل = كالشَّمسِ إذ لاتقبلُ التكويرا (2)
هي وحيُ ربِّ العرشِ دينُ مُحَمَّدٍ = وعدوُّهـا لمَّــا يزلْ مثبورا
لاتخشَ يابنَ المجدِ رصَّعَ زهوَه = أصحابُ أحمدَ عـزَّةً وحبـورا
وهنا الأباةُ الصِّيدِ قالوها لهم = لن نهجر القرآن والمأثورا
والدينُ باقٍ نـورُه رغـم الدُّجى = من هدي طــه جاءنا مبرورا
قرآننا رغم العدا هو حجة= لما يزل لحياتنا دستورا
وهي الليالي مقمراتٌ رغم مــا = للنَّـازلاتِ أثـرْنَها تدميرا
فــَدَمٌ بها للمسلمين تخاله = أضحى لدى أعدائهم مهدورا
لكنَّه الصبحُ القريبُ يضمُّنا = كنفًـا بــدا رغم الأسى مسرورا
إرثُ النبوةِ لم يزل حيًّا وفي = أحنائنا تجدُ الهـدى معمورا
إن أظلمتْ دنيا الشعوب لبغيهم = فمطالعُ اليسرى تــراهـا نــورَا
ولها شبابُ المسلمين تحفَّزوا = لبُّوا تراثَ هُـدَى النَّبيِّ منيـرَا
لم يرهبوا حقدَ العَدوِ لأنَّهم = خبروه مرعوب الفؤادِ حقيرَا
لابدَّ من نورٍ يطلُّ على الورى = فتحًا يبدِّدُ لم يــدعْ شرِّيرا
في عصرِنا هذا فإنَّ شريعةً = جاءت لتشفيَ بالحنيفِ صدورَا
هيهات تُغلبُ والإلـه نصيرُها = والكفرُ لم يعدل هنا قطميرا ( 3)
تُطوى مذاهبُهم ويُمحَى ذكرُهم = والدِّيـنُ باقٍ لم يكنْ مدحـورَا
حاشا لربِّ العرشِ أن يبقى لهم = صنمٌ وأن يرثَ العلى خنزيـرا
هيهاتَ والصَّوتُ الذي في كوننا = يُعلى بلالُ بأُفقِـهِ التكبيرا
تتحطمُ الأغـلالُ تحت زحوفهم = وترى العدوَّ لِمــا يرى مـذعـورا
أحفادُ أهـلِ الهجرةِ ابتهجتْ بهم = أكنافُ أقصى الصَّابرين سرورا
ورحابُ بَــدْرٍ والملائكةُ ازدهتْ = بنزولهـا يوم اللقاءِ وثيــرا
قيمٌ تعودُ وأمَّــةٌ موعودةٌ = بالنَّصر هــلَّ هلالُـه مبرورا
واليوم تدعونا لنوفيَ حقَّهـا = ونُطَهِّرَنْ أكنافَهـا تطهيرا
والركبُ ركبُ المنهجِ الأسمى أتى = إذ لا ترى إلا الفتى النَّحريرا(4)
لم يهجرِ القرآنَ حاشا إنَّـه =قــد خابَ مَن تركَ الهُدَى مهجــورَا
والركبُ بالقرآن رغــمَ جحودِهـم = مازال رغــمَ عُتُوِّهـم منصورا
والخاسرُ الباغي الزنيمُ فلن يرى = حللَ السَّنى إذ عافَهـا سِكِّيرَا
وبكلِّ أوساخِ الحضارةِ شأنُـه = قـد عاشَ طولَ فسادِه مجـرورَا
وعصابةٌ من حولـه تعنو لـه = لكنَّه قد خانَهــا مكسورَا
فالعصرُ مهما فيه عربدَ بأسُهم = مازالَ حشدُ غثائهم مـذعـورا
أيامُهم حبلَى وقد أودى بهم = وعــيُ الشعوبِ فجانبوه مـريرا
هـو من قضاءِ اللهِ في طغيانهم = وزمانُهم هـذا نــراهُ قصيــرَا
مابينَ أن يلقوا بأرضِ كنزهم = جاءَ الحسابُ من القديرِ عسيرا
وبعصرنا هذا الملاحم أقبلتْ = وأتى المُبادرُ للوغى شِرِّيرَا
يعتزُّ بالأدنى الوضيعِ وما درى = كونَ القويَّ لِمَن دعاهُ نصيرَا
وبشهرنا هذا تهب نسائم= عاد الفؤاد بطيبها مسرورا
مَنْ قَالَ: إن المسلمين استسلموا= لقوى التتار وجانبوا التَّحريرا !
مَنْ قَالَ: إن المؤمنين تقاعسوا= ورضوا الهوان الشائن المبتورا!!
هيهاتَ والقرآن في أحنائهم= يذكي الجهاد كتائب ونفيرا
* * *=* * *
يا رب آذانا العدوّ مدمرا= ما في مغاني مجدنا تدميرا
وهوى بمدية حقده يفري بها= مهجاً تفور دماؤها وصدورا
في أرض إسراء النبي وفي مدى= أرض العراق معربدا سكيرا
القتل والإرهاب والسجن الذي= فيه دناءتهم تصوغُ النيرا
لبسوا الجلود الناعمات وتحتها= جسد تحول للأذى خنزيرا
هم صانعو الإرهاب، هم من أوجدوا= للحرب ساحًا باللظى مسجورا
ظنوا الشعوب تذل من بأس أتى= بمجنزرات عتوهم مجرورا
لم يدركتوا عقبى التسلط والأذى= ظلماً على من أشعلوه سعيرا
ولقد ملكنا الأرض في زمن مضى= فاخضرَّ وجهُ رخائها موفورا
والناس ما وجدوا سوى أفيائنا= ترعى الأمان وتمنع المحظورا
بئست حضارتهم تجافي ما أتى= فيها من الفتح الجميل نفورا
لم تنتفع أممُ الورى منها ولم= تلق الشعوب من العطاء أثيرا
لُعنتْ حضارة فسقهم وفجورهم= هيهات لن يجد الفسادُ ظهيرا
* * *=* * *
قمْ يا أخا الإسلام لا تركن، وسرْ= بالبينات مُؤَيَّدًا منصورا
والله لن تُخْـــــــزَى فوجهك لم يزل= رغم احتدام المظلمات منيرا
فاثبتْ رعاك الله في لجج العنا= و أَرِ العدو ثباتك المشكورا
واصْفعهْ بالصبر الجميل فإنه= خاو وإن أرغى وأزبد جورا
هو قد أتى بالعنف والإرهاب لم= يرحم صغيرًا – بطشه – وكبيرا
لكن وقد هزته صيحةُ ثأرنا= فقد التوازنَ فانثنى مدحورا
يا رب منك العون فانصرنا على= أعدائنا واجعلْ قواهم بورا
يا رب واجمع صفَّنا في محنة= قد أثَّرت في جيلنا تأثيرا
فالمسلمون اليوم تحت مطارق= جعلت جناح إبائهم مكسورا
لكنهم رغم النوازل أقدموا= فبدا العدو أمامهم مقهورا
في القدس في الشيشان في بغداد في= وبغـزةٍ نالَ العدو ثبورا
إني أراها صحوةَ رفَّتْ لها= راياتُ نصر تـمقتُ التقصيرا
وأرى قراءات العدو تبددت= إذ خاب فألُ الظالمين حقيرا
غَرتَّهُ جلجلةُ الحديد وجره= كبر وغطرسة فبان صغيرا !
وأتاهُ أمر الله ليس يرده= مكرٌ تولَّى أمره المقهورا
دارت ليالي المفترين وآذنت= برحيل من راموا الحياة فجورا
وبدا بصبر الصادقين نهارهم= لم يُبْق في سجن العدا مأسورا
يا رب أثلج بالفتوح قلوبَنا= واجعلْ عــدُوَّ شعوبِنا مدحــورَا
فقضيَّةُ الأقصى قضيَّةُ أُمَّــةٍ = نامتْ زمانا أو غفتْ تأثيرَا
في شهرنا هذا يذكرُنا بـه = مسرى الحبيبِ وقد بــدا تنويرَا
لن تقبلَ التَّـزويرَ أمتُنا ولن = يرضى الأباةُ بشأنِــه تزويرَا
فالمسجدُ الأقصى رسالةُ عــزِّنا = ومكانُها لمَّــا يكنْ مقبورَا !
حاشا فدون القدسِ أُرخِصت الدِّمـا = وأبتْ قيادةَ من أتى مـوتورَا
أما طغاةُ الأرضِ مالانوا ولم = تفلحْ حضارتُهم بهم تمريرَا
ولئن بها خُدعتْ شعوبٌ وانثنت = عمَّـا تريدُ سعادةً وحُبُـورَا
فلقد رأتْ رؤيا العيانِ فسادَها = وضلالَها والكيدَ والتَّصديرَا
باءتْ وربِّ العرشِ بالخسرانِ إذْ = أهـدتْ لهـا بِيَدَيْ هواها النِّيـرَا
فاستُعبدتْ فيها الشعوبُ وقد رأت = بفصولِ حكمِ المجرمين نـذيــرَا
ولهـا القيامُ الحــرُّ في أقطارِها = إذ لا تقيمُ مع العدوِّ جُسورَا
باتَ العدوُّ بكلِّ أرضٍ آمنتْ = باللهِ يأتي للشعوبِ مغيرَا
والنَّاسُ ضجُّـوا من مزاعمَ لم تزل = تخفي عن القوم الكرامِ أمــورا
سلبتْ بأيديها الملطخةِ الذي = تلقاهُ للشعبِ المُضـامِ وثيـرَا
والحال في الهيئات لم يقدرْ على = ردعِ الجناةِ ولن يكون جديرَا
فالعصر عصرُ القوةِ العجفاءِ ما = أبقتْ بدنيا العالَمين قريرَا
فالبغي والإرهابُ ملَّتُهم وهـل = نلقى لخيرِ الآمنين جـديرا ؟
وإذا هُــمُ مكروا وراموا لعبةً = وضعوا لكيلا تنثني تمريرا
عصرٌ به ذَرَّ الهُـراءُ فسادَه = واستفحلَ الشَّرُّ البغيضُ شهورَا
هي مهلةٌ للكافرين بربِّهم = وقضاؤُه لمَّــا يزل مسطورَا
فلربَّما ولعلَّهم يصحون من = هــذا العمى ويرونه محذورا
أولم تروا بعد المصابِ بغزَّةٍ = كيف استشاظ بنو الأنامِ حضورا
فالعالَم الغربيُّ والشَّرقيُّ قد = هتفوا لغزةَ في البلادِ كثيرا
والناسُ قد دخلوا بدينِ إلههم = لمَّـا رأوا ربَّ العبادِ مجيرَا
فكتيبةُ التوحيدِ زعزعت القوى = ورمت فلولَ المعتدين سعيرَا
فإذا كيانُ الشَّرِّ يُهدمُ صرحُه = وإذا به يلقى الهزيمةَ بــورا
وإذا به والرعبُ يأكلُ عـزمَه = في حيرةِ أمسى بها مبهورَا
فحماسُ داست فوقَ كِبرِ عُتُوِّهم = بحذائِها ورأى العدوُّ ثبورَا
ورأى الملائكةَ الكرامَ تنزَّلوا = مددا من الباري العظيمِ ونُــورَا
غضبُ الإله على اليهودِ حقيقةٌ = لاينكرونَ جزاءَها الموفورَا
قتلوا النَّبيِّنَ الكرامَ وكذَّبوا = رسلاً أتوهم بالبيانِ غــرورَا
توراتُهم هـم حرَّفوها عنوةً = والعجلَ قد عبد اليهودُ فجورا
فجزاؤُهم في الأرض ذُلٌّ ما انطوى = وحسابُهم سيكون بعدُ عسيرَا
إنَّـا لنعلمُ شأنَهم ومصيرَهم = فاقـرأْ إذا مارمتَها المأثورَا
هـو يومُهم هذا قريبٌ فانتظرْ = دارَ الزمانُ ولم يجد تخييرَا
طوبى حماسُ فضحتِ كلَّ مكابرٍ = إذ كان في أحنائهم مغمورَا
وأتيتِ بالصُّحفِ التي قد زُيِّنتْ = بل حُبِّرتْ بدمائكم تحبيرَا
شهداءُ غــزَّة عند ربِّ حسبُهم = نالوا المكانةَ جنَّـةً وحبورا
وأُناسها في المحنة الكبرى لهم = أبهـى المـآبِ موثَّقًا مسطورَا
ماللحياةِ سوى التزوُّدِ للذي = يدري المآلَ الأفضلَ المأثورَر
لكنَّه الصبحُ القريبُ يضمُّنا = كنفًـا بــدا رغم الأسى مسرورا
إرثُ النبوةِ لم يزل حيًّا وفي = أحنائنا تجدُ الهـدى معمورا
إن أظلمتْ دنيا الشعوب لبغيهم = فمطالعُ اليسرى تــراهـا نــورَا
ولها شبابُ المسلمين تحفَّزوا = لبُّوا تراثَ هُـدَى النَّبيِّ منيـرَا
لم يرهبوا حقدَ العَدوِ لأنَّهم = خبروه مرعوب الفؤادِ حقيرَا
لابدَّ من تجديدِ فجـرٍ لم يزل = يُعلى بلالُ بأُفقِـهِ التكبيرا
تتحطمُ الأغـلالُ تحت زحوفهم = وترى العدوَّ لِمــا يرى مـذعـورا
أحفادُ أهـلِ الهجرةِ ابتهجتْ بهم = أكنافُ أقصى الصَّابرين سرورا
ورحابُ بَــدْرٍ والملائكةُ ازدهتْ = بنزولهـا يوم اللقاءِ وثيــرا
قيمٌ تعودُ وأمَّــةٌ موعودةٌ = بالنَّصر هــلَّ هلالُـه مبرورا
واليوم تدعونا لنوفيَ حقَّهـا = ونُطَهِّرَنْ أكنافَهـا تطهيرا