إلى فضيلة الدكتور الداعية : عامر البوسلامه حفظه الله
نفحةَ حبٍّ وشذْوَ وفاءٍ لحملة مشاعل الدعوة الإسلامية في
عصرنا هذا ... المجنح بالبُشريات القدسية بمشيئة الله تعالى .
ألا ماخلتْ رغم الصِّعابِ المنازلُ = ففي رحبها الصِّيدُ الرجالُ البواسلُ
منازلُ أمجادٍ ترفُّ بزهوِها = مُنَى حقبٍ يحمي حِماها الأفاضلُ
ولا نضبتْ للخيرِ فيها وإن طغى = شرارٌ ولم تعدم بنيها القوافلُ
أيا عامرَ الآناءِ بالذِّكرِ والتُّقى = بدنياك فاستبشرْ فهُنَّ الشَّمائلُ
حباك الذي يرعى الهُداةَ بفضلِه = وتَغشَى النَّبيغَ البَرَّ تلك الخصائلُ
وهبْتَ لدين اللهِ عمرَك مؤمنًا = وجنَّاتُ مجدِ المسلمين ذوابلُ
وعشتَ كما عاشَ الأُباةُ منافحًا = عن الشِّرعةِ الغرَّاءِ فالقلبُ جائلُ
ويكرمُه الإيمانُ صبرًا وحكمةً = ومحتدُك الميمونُ في الخطبِ فاصلُ
يقولون قد غاضَ الفراتُ وإنَّه = لَمِنْ مددِ الرحمن تغنى المناهلُ
ففي شطِّه مازالَ للدِّينِ أهلُه = وجوهُ كرامٍ ما عرتْهم شواغلُ
وتُطوى ليالي القهرِ والغيِّ والأذى = وتزهرُ في الرَّبعِ الوريفِ الخمائلُ
ففيه الهداةُ الصَّالحون ومَن لهم = مواقفُهم يُخزَى لهنَّ التَّطاوُلُ
مواقفُ هزَّتْ للإباءِ مشاعري = وأغنتْ قوافيها الحِسانَ الشَّمائلُ
فما كلُّ مَن ألقى خطاهُ بواصلٍ = إذا لم تُطَرَّزْ بالقبولِ الفعائلُ
أراهم على هامِ الثغورِ أعزَّةً = وأدناهُمُ للمفتري لا يجاملُ
وكم صفعوا من ظالمٍ ومنافقٍ = ولم يركعوا أو يجبنوا أو يخاتلُوا
فعزَّتُهُم باللهِ لم تحنِ هامةً = ولم ترتجف رغم العذابِ الأناملُ
أخا العهدِ يامَن قد حفظْتَ فصولَه = فما ردَّ فعلَ الخير عنك التَّثاقُلُ
نشأتَ وفي الأحناءِ عزمٌ وشيمةٌ = ودينٌ وأسفارٌ بهنَّ تناضلُ
فنعمت ليالٍ لم يزل نورُ بدرِها = تنيرُ محيَّاها لديك المشاعلُ
وطوبى لكَ الصَّدق في القولِ والوفا = وتأخذُ بالقولِ السَّديدِ المحافلُ
فطبْ عامر الجلساتِ بالحبِّ والإخا = وبالقيمِ العصماءِ تزهو الدلائلُ
كتاباتُك المُثلى تثيرُ نفوسَ مَن = لهم غرَّدتْ بالمنجياتِ البلابلُ
ومن عاش والقرآنُ نهجُ حياته = فقد حازَ فضلا ماقلاهُ التَّكاملُ
ومَن ذا الذي يطوي على النوم جفنَه = وسُنَّتُه الغرَّاءُ أضحتْ تُقاتَلُ !
ونصرتُها في الدِّين حقُّ و واجبٌ = وليست ستُرضَى عن علاها البدائلُ
ألا خسئ الأعداءُ ممَّنْ تجرَّؤوا = وما نالَ منها حاقدٌ ومخاتلُ
سمعناكَ صدَّاحًا بدينِ مُحَمَّدٍ = وجئتَ بما نادتْ إليه الأوائلُ
تُذكِّرُ والذِّكرى ستنفعُ ركبَنا = ويُصغي إليها الصَّابرون الأفاضلُ
أياعامرَ النهج الأثير بجهدِه = ويا حاملًا راياتِ عزٍّ تُفاضلُ
قدمتَ بها صلدًا تثيرُ شبابَها = فأقبلَ بالإيمانِ لاهٍ وغافلُ
ألا انْتَهِضُوا فالدِّينُ أغلى أمانةٍ = وفيها من اللهِ العظيمِ تساؤُلُ
وجِدُّوا فللإسلامِ هبَّتْ كتائبٌ = وليس بها وانٍ ذليلٌ وخاذلُ
نجاوى تثيرُ الشَّجوَ في النفسِ حسرةً = على أمَّةٍ أغفتْ لديها الدلائلُ
وألقتْ دواعي فضلِها وفخارِها = وقيَّدتِ الإيثارَ عنها المشاكلُ
وأجدادها الأبرارُ ضحُّوا وبلَّغوا = رسالتَهم للناسِ ما حالَ حائلُ
فيامَن لها آثرتُمُ الصَّبرَ أبشروا = فذلك وعدُ الله للفتحِ ماثلُ
يقولُ شجيُّ النفسِ فارتجلِ النِّدا = قصائدَ جافاها اللياليَ ثاكلُ
رأى عصرَه المسعورُ بالظلمِ حاقدًا = على قيمِ الإسلامِ والمكرُ صائلُ
فقلتُ هي الأيامُ حُبلى كما ترى = ولا تعلمُ المولودَ في الغدِ حاملُ
وتبقى أمورُ الغيبِ للهِ وحده = ويكذبُ عَرَّافٌ ويُخْذَلُ جاهلُ
ويصدقُ ما في الذكرِ من نَبَأٍ له = فغيرُ كتابِ اللهِ زورٌ و باطلُ
ألم تقرأ الأسفارَ خطَّ متونَها = حديثُ أبي الزَّهراءِ والعصرُ آملُ
لنا الفَرَجُ الموعودُ واللهُ قادرٌ = وركبُ مآتيه الجليلةِ آهلُ
فلا اليأسُ يطوي مطلعَ النورِ ليلُه = ولا لعدوٍّ تُستباحُ المعاقلُ
ففي الأرضِ أجنادُ العقيدةِ صابروا = وعنها جموعُ الحشدِ ذي البغي زائلُ
فجدِّدْ أخا الإسلامِ للناسِ صفحةً = فلم تُخشَ بعد اليوم تلك الحبائلُ
هو اللهُ مولانا لكلِّ ملمَّةٍ = وليس لهم مولى يجيرُ وسائلُ
فسبِّحْ بحمدِ اللهِ تُدْرَكْ بلطفِه = وليس لِمَن يمشي يطولُ التَّساؤُلُ