أتُراكَ تنسيكَ السِّنونَ حبيبا= مِن بعدِ ما اكتحلَتْ أسىً ونحيبا ؟!
أم أنّها النّيرانُ حرّقتِ الحشا ؟!=أفتهدَأنّ وقد صُليتَ لهيبا ؟!
لا غروَ إن غزَتِ السَّمومُ قلوبَنا= أبأسرِ " إسلامٍ " نُنَسّمُ طيبا ؟!
أفما ترى أسرَ الحبيبِ وصحبِهِ= جعل الحياةَ بلاقعاً وجديبا ؟!
نيرانُ أسرِهِمُ تُحَرّقُ مهجتي= فغدوتُ أرقبُ للحياة غروبا
أتظلُّ يا إسلامُ في قيد العدا= ونظلُّ نلقى كُربةً وعصيبا ؟!
يا مَن غفلتَ عن الأسيرِ وكربِهِ= أفلا تهبُّ فتُنجدَ المكروبا ؟!
أتظلُّ أحزابُ المتاهةِ في عمىً= وتظلُّ تغلقُ للفداءِ دروبا ؟!
ويَضِلُّ حكّامُ العروبةِ دربَهم= فيُحاربونَ مجاهداً ومُجيبا؟!
بل إنّهم حربٌ على أوطاننا= فاستنفروا حلفاءَهم ومُريبا
فنراهمُ عاثوا فساداً في الحمى= ونراهمُ لا يرقبونَ رقيبا
فنَسُوا الإلهَ وكيدَه وعذابَه= يا ويلَ مَن نسيَ العذابَ رهيبا
هلاّ رشدتم قبلَ يوم مصيرِكم= فنكونَ صفّاً واحداً مرهوبا ؟!
فنحاربَ الخصمَ الألدَّ بقوّةٍ= ونُعيدَ فردوساً لنا مسلوبا
ونُحرّرَ الأقصى وأسرى شعبِنا= ونكونَ غيثَ الظّامئينَ سكوبا
ونُعيدَ حكمَ الرّاشدين وصحبِهم= وبهديِ خالِقنا نُنيرُ قلوبا
يا ربِّ حقّق ما نرومُ من المنى= فبقول كُنْ يغدو البعيد قريبا
فامنن علينا ، يا إلهي بالهدى= وكنِ النّصيرَ كما نصرتَ حبيبا