مات الضّميرُ الحيُّ
مات الضميرُ الحيُّ في هذا الورى وتحكَّمَ الإجرامُ والظُّلامُ
وتبدّل الإنسانُ وحشاً كاسرا وتغيرّ المنهاجُ والأحكامُ
وافتنَّ باغي الشرِّ في تقتيله للآمنين كأنّهمْ أغنامُ
فاق الحجارةَ قلبُهُ في قسْوَةٍ وتوطّنتْهُ شِرَّةٌ وعُرَام
وإذا الأريجُ سُمومُ حقدٍ مجرمٍ كيفَ التنفُّسُ والهواءُ سَقَامُ
وتجوَّلَ الحِقدُ اللئيمُ بسُمِّه في كلِّ ناحيةٍ لهُ إبرام
فكأنَّ هذا الروضَ قد عصفتْ به ريحُ السَّمومِ فَألْوَتِ الاكمامُ
واصفرّت الأوراقُ ثمّ تناثرت فوقَ الأديمِ كأنّـهـا الأوهامُ
ومِنَ البلية أن تراهُ مُضَلِّلاً للرأيِ حتَّى لفّهُ الإبهام
أيظلُّ هذا الحقدُ ينفُثُ سُمَّهُ أيظلَّ هذا الجرحُ لا يلتامُ ؟!
ما كانت البِغثانُ تُصْبِحُ أنسراً لو كان فيكم ، عُـْربَنا ، مقدامُ
لكنَّ حكمَ الله فينا نافذٌ ولكلِّ شيءٍ غايةٌ وتمامُ
وسوم: العدد 1091