صبرا أخا الإسلامِ في الأرزاءِ = واثبتْ تنلْ ماجاءَ للفضلاءِ
للصابرين على النوازلِ لم تزل = تترى بدنيا أمَّــةِ النُّجبــاءِ
ماكان للقلب الذي شهدَ الهدى = بسُمُوِّه في سائرِ الآناءِ
والصِّدقُ من قيمِ الذين استعصموا = باللهِ لا بغوايةِ السُّفهاءِ
أو أذعنوا للظالمين شعوبَهم = والمفـترين السُّوءَ في الآناءِ
أو أسلموا للمعتدين قيادَهم = واستأسدوا بالظلمِ والبغضاءِ
وسقوا الشعوبَ مرارةً لمخططٍ = قد صاغه الكفارُ للإيذاءِ
للقتل أو للسجن أو لإبادةٍ = للدِّين دينِ الله ذي الآلاءِ
ولطمسِ وجهِ حضارةٍ قامت على = أسس الإخا لاخسَّةِ العملاءِ
ولمحوِ إسلامِ المآثرِ في الورى = لإقامةِ التَّزييفِ والأهــواءِ
ما وحدةُ الأديانِ إلا بدعة = منبوذةٍ فُضِحتْ بسوءِ غطاءِ
فالدِّين دينُ اللهِ دينٌ واحدٌ = وسواه بين محرَّفٍ وهُـــراءِ
وتراثُ مجدِ شريعةِ الإسلامِ قد = راموا له طمسًا بغيرِ حياءِ
أما المساجدُ فالتآمرُ شأنُهم = في هدمها عمدا على الأحياءِ
والمكرُ ماضٍ في وسائل محوهم = تبًّا لهم لمظاهـر الغرَّاءِ
ولنزعِ قرآنِ الهدى من أمةٍ = يحيي ربيعَ الذكرِ في الأحناءِ
خسئوا وربِّ العرشِ ذاك هراؤُهم = رغم اعتساف الغارة الهوجاءِ
قد يهدمون ويقتلون وإنَّمــا = كيدُ يُــردُّ أذى على الأعداءِ
فالعصرُ للإسلامِ باتَ حنينُه = يجتثُّ بغيِ ضراوةِ السُّفهاءِ
آتٍ بإذن اللهِ نــورُ مُحَمَّــدٍ = يطوي صفاقتَهم من الغبــراءِ
ويعيدُ للدنيا مآثرَ شرعةٍ = قدسيةِ الأحكامِ والبُشَراءِ
فاصمدْ أخا الإسلامِ وانهض فارسًا = يرهبْكَ ما في الأرضِ من تعساءِ
هـم في الورى يتسلحون بقوةٍ = أرضيةِ الإعدادِ والإنشاءِ
وبقبضة الجبَّارِ يبقى حتفُهم = إن شاءَ ربُّ العرشِ في الإمضاءِ
وحسابُهم في هذه الدنيا وفي = يوم القيامةِ ويلهم لِشقاءِ
وتراثنا باقٍ على مافيه من = قيمٍ ومن مجدٍ ومن آلاءِ
باقٍ برغم عتوِّهم بسُمُوِّه = بوجوههم كالصَّخرةِ الصَّمَّــاءِ