تمهيد : لما جاءت القائد العظيم يحيى السنوار بشرى الشهادة اهتز العالم الإسلامي لهذا الحدث العظيم ، وكان لزاما على الشعر أن يسجله للتاريخ ، فقلت بتوفيق من الله عز وجل هذه القصيدة ، وهي هدية للشعب الفلسطيني البطل الذي أراد له الله تعالى العزة في زمن الخور والخيانة .
مِن وَجْد غزَّة َسحَّ الدمعُ هَتَّانا=وسَعّر الشوقُ في الأكبادِ نِيرانا
فيها أَحِبَّتُنا والوُدُّ يجمعنا=نِعمَ الأرومةُ فِتيانا ونِسوانا
في الشام مَنْبتهم والقدس مسجدهم=والله فضَّلهم شيبا وصبيانا
خاضوا الملاحمَ والهيجاءُ تعرفهم=كالأُسْد إن وثبوا صَوْلا وتَيْهَانا
والليلُ يعرفهم والذِّكر يُسْهرهم=دَوْما قِياما وتَهْجيدا وقرآنا
حازوا الفضائلَ عُبَّادًا وكرَّارًا=مَنْ مِثلُهم في الورى تقوىً وإحسانا ؟
أبطالهمْ كَبدور الليل طَلْعتهم=وقادةٌ نُجبٌ سَمْتا وتَحْنانا
ياسينُ شيخهمُ المغوارُ قادهمُ=نحو المكارم أطفالا وشُبّانا
أيقونةٌ صاغه المَوْلى لِيُرشدهم=نحو العُلا سامقا لله إِذْعَانا
نالَ الشهادةَ في أعلى مراتبها=مُستبشرًا عَبِقا روحا وجُثْمانا
ما فَلَّ في عَضُد ساقٌ بها فَلجٌ=مُستلهما بسخاءِ الرّوح عُثمانا
نِعمَ الشهادةُ في الأقصى لِمَنْ وُهِبَتْ=طُوبى لمن حاز أنهارا وأفنانا
ثُم ّ الشهيدُ وَرِيثُ الشيخ لَقّنه=حُبَّ الشهادة إقْداما ودَيدانا
ذاك الذي في بلاد الفرس مَصْرعُه=ثَمَّ ارتقى كان من آواه خوَّانا
بِئْسَ الجِوارُ جوارٌ لا أمانَ به=ولاَعِنُ الصَّحْب إِجْحافا وعُدْوانا
أَبشرْ هَنيَّةَ بالموعود في عَدَن= أَبشرْ جاورْتَ حَنَّانا ومَنَّانا
نِعْمَ الفتى واهبٌ لله مُهجتَه= مُسْتَرْخصا باذِلا أهْلاً وخِلاَّنا
أما الذي في الوَغَى كانتْ مَنيَّتُه= مُسْتَبْسلا صَدَّ بالرشّاش زَنَّنا
ذَاكَ الفتى بطلٌ إن فاخرتْ بُهَمٌ= ليثٌ وفي رَفح قدْ قاد فُرسانا
نِعْمَ المُقدَّمُ في الهيجاء مُنْتصبا= وقائدًا ومُبدِعا نَصرًا وطُوفانا
سِنْوَارُ غزّةَ بالديَّان مُعتصمٌ= يَفْدي بمُهجتِه قُدْسا وأَقرانا
مِقْدامُ في وُطُس ماغاب في نَفَق=أوْ هاب معركةً أو هاب سَجَّانا
هُوَالهَصُورُ مع الآسَادِ في عُرُن= حمَّالُ ألوية هدّامُ أحصانا
ما عِيبَتِ الأُسْدُ في الآجام رابضةً=عَزّتْ مَرَابضُها ثَغرًا وأوطانا