الله أكبر دُكّ القيد وانكسرا = الله أكبر زال البغي واندحرا
بشّار والعصبة الخرقاء قد رحلوا = يا شام قومي وذُرّي الورد والدررا
الله أكبر ميلي يا شآم فقد = دحرت عنك ضباع الأرض والتترا
تيهي بفتيانك الغُرّ الذين بهم = كسرت قيداً ثقيلاً غاشماً قذرا
شُمّ الأنوف تفوتُ الريحَ هِمّتُهم = بِيضُ الوجوه تراهم أخجلوا القمرا
قد طالما قُتّلوا، من أرضهم طُردوا = فأقسموا أن يعودوا سادةً أُمرا
وهاهم اليوم والأحلام تحملهم = أخلاقُهم تزدهي تستعجل الظفرا
برّوا بأيمانهم، عادوا كما وعدوا = مكبّرين فأمسى الذلّ منكسرا
ستّون عاماً وهذا البغي متّكئٌ = على الرقاب يجزّ الأرض والبشرا
ستّون عاماً ولم يأمر بمكرمةٍ = وكان فيها لهذا الشعب محتقِرا
كم من بيوتٍ وكان السعدُ جوهرها = أحالها بلقعاً واسترهب الحجرا
وكم شريدٍ وكان العتق غايتَه = قد زجّه في سجونٍ لم تدع أثرا
وكم توعّد أعداء البلاد لظىً = ما ذاقه غير عبّادٍ لهم قهرا
وكم تغنى بأرض القدس مدعياً = سعياً إليها فلا أوفى ولا اعتذرا
يا شام هذي نُسيماتٌ معطَّرةٌ = من التحرّر تُحيي القلب والفكَرا
شدّي عليها بأضلاعٍ ممزّعةٍ = تشفي جراحك واحكي للدنا العبرا