في الحديث الذي أخرجه أحمد والترمذي ومسلم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله) .
جاءتْ إليك على شوقٍ تحيَّاتي=ولم تغبْ بعدُ في ماضٍ وفي آتِ
أوفى محبَّتِنا للآلِ ما وَهَنَتْ=بها القلوب التي ترعى المودَّاتِ
فياعليُّ أميرَ المؤمنين لكم=منَّا الولاءُ فقُبْحًا لابتزازاتِ
تبقى محبَّتُكم من حبِّ أحمدنا=غيثا يفيضُ على كلِّ البريَّاتِ
محبَّة بارك الرحمنُ موقعها=لأُمَّتي لا لأصحابِ المكاناتِ
وغيرُنا دونها واللهِ قد كذبوا=وإن أتَوْها بأثوابِ الحزيناتِ
وحاربونا بأحقادٍ مُبَيَّتَةٍ=بالقتل والسِّجن معْ أخزى العباراتِ
نريدُ خيرا لهم في دينِ مرحمةٍ=لكنَّهم جعلوها زورَ ثاراتِ
جاسوا خلال ديارٍ أهلُها عُرفُوا=بين البرايا بأبناءِ الأبيَّاتِ
كانوا ولم يبرحوا للهِ ثورتُهم=على الطغاةِ وأصحابِ الغواياتِ
ما أرهقتْهُم جناياتُ العدا أبدا=ولم يزالوا على عهد النُّبُوَّاتِ
هيهات يُسلمُ للطاغوتِ مَن عزَّتَه=ومن ( مُحَمَّدِهِ) نالَ البطولاتِ
ياسيِّدي يا أميرَ المؤمنين لكم=منَّا المواثيقُ صينتْ بالرواياتِ
إنَّا على العهدِ في أجلى محبتِنا=للآلِ والصَّحبِ أفذاذِ انتصاراتِ
واليوم أمّتُنا في أوجِ صحوتها=رغم التآمر من أهلِ السياساتِ
بئستْ نوازعهم للشَّرِّ مابرحتْ=ترجو لأمتِنا سوءَ المآلاتِ
لكنَّهم خسِئوا فالله يحفظُها=من شرَّ أهلِ الدنايا والخرافاتِ
لقد أذاقوا بلادَ الشَّامِ سطوتَهم=بوابلِ للمنايا والأذيَّات
وحسبُهم أنَّهم كِبْرًا قد اعترفوا=جهرا بما اقترفوهُ من فظاعاتِ
والسَّادةُ العلماءُ اليوم قد نصحوا=ليخرجوا الناسَ من ليلِ المتاهاتِ
شريعةُ اللهِ للدنيا برمَّتِها=فيها المآثرُ نتلوها بآياتِ
للناسِ للأُمَّةِ اختارتْ رسالتها= فيها الإخاءُ وبشرى لاتجافيها
هو ابتلاءٌ لها والله أكرمها= رغم المكائدِ جاءت بالمصيباتِ
جارتْ عليها أيادٍ غيرُ طاهرةٍ= والخزيُ يبقى لأعداءِ الأثيراتِ
من مرجفين عصاةٍ أشعلوا فتنًا= يورون نارَ المآسي بالنِّكاياتِ
لكنَّه الفتحُ لم تُصرَمْ مباهجُه= رغمَ استماتةٍ أرباب الرعوناتِ
عداؤُهم لم يزل داءً يؤرقُهم= والمسلمون بأفياءٍ نديَّاتِ
وإنْ هُمُ سُلبُوا قسرًا إرادتَهم= وإن تداعى الأذى في كلِّ أوقاتِ
والأمرُ يبقى لِما قد شاءَ بارئُنا= وليس في يدِ أصحاب الغواياتِ
يدبِّرُ الأمرَ ربِّي إنَّ حكمتَه= هيهاتَ يدركُها نظمُ العباراتِ
يبغونها عِوجًا بئستْ مكائدُهم= قد سوَّقوا شأنها عبرَ الحكاياتِ
ذرهُمْ بها أسرفوا حتى إذا نزلتْ= بالبغيِ قارعةٌ في يومها الآتي
إذْ ذاكَ تُفْتَضَحُ السوءاتُ في نخبٍ= أيديهُمُ لم نجدْها بالأَمِيناتِ
قد ساوموا في قضايا أمَّةٍ شهدتْ= لها الليالي بآفاقٍ عليَّاتِ
وقد ترهلَ منهم مَن أتى بطلاً= فكان في الحربِ من أهلِ الهزيماتِ
إذْ كان خِدْنًا لأهواءٍ ومفسدةٍ= وعاشَ عبدًا كأصحاب الملذَّاتِ
هيهاتَ ينصرُ هذا أمَّةً طُعِنتْ= بخنجرِ الحقدِ حينا أو بغاراتِ
مهما تنكَّرَ مرتدونَ إن بزغَتْ= شمسُ الرسالةِ إذْ هلَّتْ بآياتِ
لأُمَّتي بيديها عزُّ مصحفِها= وسُنَّةُ المصطفى وحيُ النُّبُوَّاتِ
فلن تهونَ ولم تركعْ لطاغيةٍ= منذ القديمِ ولم تركنْ لآفاتِ
ودأبُها كونُها لم يَعْنُ أولُها= ولا البقيةُ ترضى بالمذلاتِ
عاشت على قممِ العلياءِ في شممٍ= رغمَ الشَّراسةِ من وحشٍ بغاباتِ
خصالُها السِّيرةُ الحسناءُ ما ذبلتْ= ولا استحلَّتْ حقوقا في انتصاراتِ
ظَلَمَتْ فشأنُها العَبِقُ العلويُّ مكَّنَها= من أن تعيشَ ولن تفنى بشدَّاتِ
تلك المكانةُ ماكانت لِمَن كفروا= ولا لِمَن أدمنوا ظلمَ البريَّاتِ
واختار بارئُها منها لحكمته= نبيَّه المصطقى نورًا لظُلْماتِ
ألم ترَ اليومَ مَن تاهوا بظلمتِها= ومَن تمادوا بها في العماياتِ
هي استقامت على أنوار منهجِه= بدافعِ الشوقِ والإيمانِ في الذَّاتِ
بدينِها السَّمحِ سادتْ في الورى حقبًا= وأخرجتْ أهلَها من ليلِ غَفْلاتِ
خيريَّةٌ لم تزلْ ظلاًّ لِمَن فقدوا= نفحَ الأمانِ بأيامٍ رخيَّاتِ
فلا اليهودُ لهم منها مناصفةٌ= ولا النصارى ولا أهلُ الجناياتِ
ولا الأسافل من هندوسِهم قتلوا= أهلَ المصاحفِ أصحابَ التلاواتِ
رأيتُ أجسادَهم تُشوى على لهبٍ= أما القلوبُ فبيعتْ في تجاراتِ
هم يعمهون بليلِ الغيِّ ما برحوا= ومكَّنُوا لهواهم سوءَ عاداتِ
هي الحياةُ لهم عاشوا لزخرفِها= وما الحياةُ سوى لهوٍ بساعاتِ
هذي حضارتُهم باءت بما كسبتْ= أيديهُمُ اليومَ من خبثِ الغواياتِ
وما الحياةُ كما قلنا سوى متعٍ= لأنفُسٍ ما وعتْ أمرَ النُّبوَّاتِ
لو أنهم رجعوا للهِ واعترفوا= بما هُمُ اقترفوا من ذي الخبيثاتِ
لأصلحَ اللهُ دنياهُم وبوَّأهم= يومَ الحسابِ بجنَّاتٍ ورحماتِ
لكنهم ركنوا للزيفِ أقعدهم= عن السموِّ بأسبابِ العناياتِ
فازوا بها بمعدَّاتٍ مصنَّعةٍ= وإنَّهم مادروا نارَ العقوباتِ
وغيرُهم قد مضى ماكان ينفعُهم= من منصبٍ جاءَ من بعض الحكوماتِ
وما حَمَتْهُم يدٌ أو قوةٌ ضربتْ= لكفرها أبدا مجدَ المنيفاتِ
ملعونةٌ أمَرِيْكَا في تمردها= في العالمينَ على ربِّ السماواتِ
ومثلُها فعلتْ كلُّ القوى فَجَنَتْ= من سوءِ عاقبةٍ بل سوءِ خيباتِ
والله يمهلُ أهلَ الغيِّ في بطرٍ= والظلمُ عاثَ لِمَرَّاتٍ كثيراتِ
إذْ جاءَهم ما أتى الأقوامَ إذ جَحَدَتْ= فضلَ الكريمِ بأيامٍ قديماتِ
وكلُّ ما وعدَ الديَّانُ يبصرُه= أهلُ الحِجَى فقضاءٌ عنده آتِ
فهل تعي أمَّةُ الإسلامِ ما نُدِبَتْ= يومًا إليه وقد وافى بآياتِ
تعلو مكانتُها بالدِّينِ ما اعتصمَتْ= باللهِ هاجرةً زورَ اعتصاماتِ
وأقبلتْ طاعةً لرسولِ اللهِ مدبرةً= عن كلِّ فكرٍ دخيلٍ أو غواياتِ
فَسُنَّةُ المصطفى الهادي لها سندٌ= وفضلُها بالأحاديثِ الشريفاتِ
مُحَمَّدٌ رحمةٌ للخَلْقِ لو علموا= وهَدْيُه جلَّ في أصفى المشوراتِ
فما لها اليومَ حيرى غير عابئةٍ= بما أصابَ بنيها من ملمَّاتِ
وما تعاني من الويلاتِ يجلبُها= هذا الركونُ لأنواعِ الخساراتِ
رُقيُّ ماديَّةِ الإنسانِ يحفظُها= مافي الهدى من تعاليمٍ عليَّاتِ
هذا الرقيُّ الذي بالعسفِ نشهدُه= لم يأتِ بالخيرِ أو فيضِ الكراماتِ
وَعَاشَهُ المرءُ ما أنجَتْهُ جفوتُهُ= عن ضنكِ هجرٍ لميزاتٍ قويماتِ
أين الإخاءُ ؟ فهل في الأرضِ نشهدُه= والوُدُّ والسَّعيُ يُرجَى في الملماتِ
وأين مَن يدفعون الضَّيمَ عن أُممٍ= قد أوجعتْها أعاصيرُ الأذيَّاتِ
مذْ فارقَ النَّاسُ دينَ اللهِ فارقَهم= مافي الهدايةِ من أمنٍ وخيراتِ
فظلمُهُم فيه إهلاكٌ لأنفسِهم= يبيدُ ! بلْ هو من أعتى المبيداتِ
ساروا وراءَ طغاةِ الأرضِ مافطنوا= أنَّ الطغاةَ مساعيهم لآفاتِ
هل يصلحُ الفاسدُ الممقوتُ مفسدةً= وَهْوَ الذي قد دحاها بالمميتات
هيهات تسعفُ دنيانا حضارتُهم= وملؤُها الزيفُ أرغى بالمثيراتِ !
وحربُهم كلُّهم ترمي شريعَتَنا= بالحقدِ والجَّورِ ياشُؤْمَ الحضاراتِ
قرآنُنا الحقُّ يُنجي سعيَ أُمَّتِنا= من رِدَّةٍ قد رَمَتْ قومي بنكباتِ
به المآثرُ لاتشقى لو اتَّبعتْ= مافيه من قيمٍ تسمو وآياتِ
وإنها بسنى القرآنِ أكرمَها= ربُّ الورى وَهْيَ من أوفى الحَرِيَّاتِ
ففيه للأقومِ الأسمى لها قَدَمٌ= سَعَتْ بها نحوَ آفاقٍ عزيزاتِ
فالعلمُ والوعيُ والإيمانُ من مُثُلٍ= وباليقينِ أتاها بالفتوحاتِ
ويخلقُ اللهُ ما لايعلمون وما= يخفى على الناسِ من سرِّ الوجوداتِ
وأكرمَ العلمَ مولانا لأنَّ به= كشف الخفيَّات تأتي بالعجيباتِ
فكم من العلماءِ . الكونُ أدهشهم= فآمنوا وأتوا ربَّ السماواتِ
مستسلمين لربٍّ قادرٍ ودعوا= أندادَهم للهدى بعدَ الضلالاتِ
على البصيرةِ ندعو مَن بأُمَّتِنا= ضلَّ الطريقَ بأغوار المسافاتِ
لو أنهم سمعوا ترتيلَ مصحفنا= لَمَا جفوْهُ وحاشا في المساءاتِ
وهبتُهُم عُمُرًا في حبِّ رفعتِهم= وما ندمتُ على شجوي وآهاتي
ولم تزل تعتريني حسرةٌ عصفتْ= وليس يخفى بها مرُّ الحكاياتِ
عمري المديد أو المنهل من وجعٍ= أضفى على النفسِ أنواعَ الأذيَّاتِ
لأمتي فجناحاها بلا شمم= واليومَ قصَّهما سيفُ الملماتِ
وقصةُ الشَّجوِ لانابي ولا ظفري= تبادلا خدشَها أو وَقْدُ لذَّاتِ
إني جفوتُ لها نايًا لسامرهم= وما جفوتُ أماسيها الجميلاتِ
ولا استعرتُ بروقَ الزَّهوِ أوسمةً=لرحلةِ الزيفِ في ساحِ البطولاتِ
وحقبةٌ صدقتْ في السعيِ أو كذبتْ= فما عليها سوى جمعِ الإفاداتِ
غدوتُ أشدو بها والشِّعرُ يسبقني= ويمنحُ الوُدَّ للعاني بحاراتي
وأجْتَنِي الحقلَ فوَّاحا لفرحتهم= إذا المواسمُ طابتْ بالشَّذيَّاتِ
لكنه الحقلُ بالأشواكِ زوَّقه= هذا وذاك فأخوى بالجناياتِ
كم مرَّة رنَّ في سمعي تصارخُهم= وخلتُه ثاكلا نادى بأمواتِ
وكم بكيتُ على قومي تحاصرُهم=سودُ الليالي بأحزانٍ وآفاتِ
وكم يحيِّرُني نأيٌ يفرقُهم= رغم النوازلِ أيامَ اللقاءاتِ
وكم ضحكتُ بِشِدْقيْ غافلٍ عَبِثٍ=على هُراءٍ تمادى في الإذاعاتِ
وقد علا الشيبُ في فوديَّ فاشتعلا= مثل اشتعالِ الأذى والهمِّ في ذاتي
فقمتُ أجترُّها هِمًّا يعاودني= بعدَ انكفاءِ المنى جمرُ النداماتِ
لما صحوتُ وقومي في مناحتهم=على نشيجِ نحيبِ أو صراخاتِ
ماخانني ألمي إذ بتُّ أجرعه= دمًا ودمعًا جرى في جلِّ أوقاتي
ورحتُ أنعى أماسيهم فقد حفلت= واحسرتاهُ بنكباتٍ ونكساتِ
وجئتُ أسألُ مَن مرُّوا بمقدسنا=عند الظهيرةِ عن أهلِ المصيباتِ
علِّي أرى دربَهم قبل المغيبِ فإنْ= جنَّ الظلامُ فسعيي للدعاياتِ
فما استساغوا وهم أدرى بمسألتي= ولا أصاخوا إلى أجلى عباراتي
وقد تناسوا بأني من عشائرِهم= وجرحُهم أحرفٌ من بعضِ مأساتي
وإنني ويحهم أرجو سلامتهم= من كلِّ ريبٍ تراءى بين ملهاةِ
وخدعة حلوة الأثواتِ زاهية= بمسرحِ الزورِ أو في مكرِ صالاتِ
ولم يزل في النهارِ الحُلوِ ينجدُهم= قبلَ الفواتِ أخو عزمٍ ونجداتِ
من كلِّ إلفٍ وذي مجدٍ وذي قيمٍ= يعافُ في طبعه نكْءَ الجراحاتِ
يدوفُ أحزانَه بالصَّبرِ ذا جَلَدٍ= والحزنُ أدمى له أنقى الرواياتِ
وعاشَ لولا الأذى المشحون في كبدٍ= بلا صريرٍ لأقلامي وأنَّاتي
طوبى وطوبى لمغمورٍ يقيدُه= كُرهُ السفاهةِ بل بغضُ الإثاراتِ
لمَ امتطاءُ سروجِ المجدِ في زمنٍ= ركابُه الزيفُ في كلِّ القراراتِ
تُصانُ بالأنفُسِ الأمجادُ إن طُبِعَتْ= تلك النفوسُ على قهرِ الغواياتِ
وحلَّقتْ تمقتُ الأهواءَ مزريةً=لاترتضي الخوضَ في وحلِ الدعاراتِ
إنَّ النفوسَ إلى مجلى العلى وثبتْ= حين ارتقتْ فوق تزييف الزعاماتِ
فجاءَها المجدُ مطواعًا ليكرمها= مفرقا بين أحياءٍ وأمواتِ
قالوا : نهضنا وأرجلُهم مقطعةٌ= وَهُمْ هُمُ قد رأوا شوك الأذيَّاتِ
ماذا صنعنا لأجيالٍ بنا بدأتْ= غير التَّمادي بإشعالِ العداواتِ
نرى بما يصنعُ الإفرنجُ بغيتَنا= ولا نقصِّرُ في جلبِ الدميماتِ
وندَّعي أننا فزنا بنهضتنا= وأننا اليوم من أهلِ الحضاراتِ
ويح الملايين في دنياك أمتنا= يُهَمَّشون كأكوامِ النفاياتِ
وقد تردَّى بنا مجدٌ سعى قُدُمًا= عبر العصور به أهلُ البداواتِ
من بهجةِ الرملِ هلُّوا كالصَّبا أرجًا= وكالربيعِ يُزَجِّي طيبَ نفحاتِ
فأكرموا الخلقَ بالإيثارِ : رَيِّقُه= أمدَّهم بالنَّديات الشَّهياتِ
=
ومنكبُ المجدِ ما لانت مطارفه= إلا لعفَّةِ أربابِ المروءاتِ
إذ جرَّدوا النفسَ من أوضارِ خستها= وللهباءِ رموا رجسَ الدعاياتِ
مَن لجَّ بالزيفِ واستغنى بباطله= فإنه ليس من نسلِ الأثيراتِ
والمجدُ لمَّا يَلِنْ في الفخرِ جانبُه= في الناسِ إلا لأصحابِ الإراداتِ
وربَّ ساعٍ إلى كرسي الهوى عبثا= وما تعلمَ إرقالَ النجيباتِ
وكدَّ حتى كَبَتْ أقدامُ كذبتِه= مثل البعيرِ على قبح الجناياتِ
قد دوَّختْهُ الأماني حيثُ أثقلها= بالغيِّ والظلمِ في كِبرٍ و لذَّاتِ
متى تؤوبُ لحبِّ الخيرِ أنفسُنا= وترتضي الحقَّ دفعًا للضَّلالاتِ ؟
متى تُنَقَّى قلوبٌ من نقائصها= ويُسهمُ النُّبلُ في وأْدِ القبيحاتِ ؟
أبَعْدَ هذا الذي قد حلَّ يسكرنا= خمرَ التَّجني وتسويق الخياناتِ
ويزدرينا الذي بالأمسِ يرهبُنا= ونحن في التيهِ في ضعفٍ وأشتاتِ
أمسي وهاجرةُ الأوجاعِ تلذعني= وكم صبرتُ على همِّي وعِلاتي
أدورُ أرقبُ وجهَ الله محتسبًا= أرجو إجابته عطفا لدعواتي
بأن يردَّ على أبناءِ أمتنا= ثوبَ الوفاءِ لأمجادٍ وآياتِ
يحلو الوفا (لصلاح الدين ) ذا ألقٍ= بالمرهفاتِ على قدسِ الكراماتِ
فسيفُه اليومَ أغلى من تدافعنا= على هراءٍ لإصدار البياناتِ
إني أقولُ ومليارٌ إذا بصقوا= على اليهودِ لضاعوا في الزبالاتِ
حصارُهم والمآسي السودُ تنذرُهم= رغم التبجحِ والطغيانِ بالآتي
كأنما آنَ والموعودُ مقتربٌ= والله أعلمُ ياذا بالنبوءاتِ
لايرهبُ المؤمنون الصِّيدُ سطوتَهم= ولا تآمرَهم خلفَ الستاراتِ
فهم يكيدون والديَّان كائدُهم= ومطفئٌ نارَهم رغمَ الرعوناتِ
نثرْتُ بَثِّي بجوفِ الليلِ أدعيةً= لله ربي وقد طابت مناجاتي
وقمتُ في لهفةٍ أرنو وقد عبقت= بينَ الضلوعِ عباراتي ومأساتي
يكادُ قلبي يراها غيرَ نائيةٍ= عن ومضةِ الأُنسِ يابشرى لدعواتي
يا حَيُّ أدركْ أيا قيُّومُ أمتنا= فإنها غرقتْ في بحرِ شدَّاتِ
وقد تداعت على إسلامها أممٌ= من بعد ما انكفأتْ ريحُ المهاباتِ
وكانت الأمةَ التاريخُ يعرفُها= ولم يجد غيرَها عند المضاهاةِ
فَأَنْقِذَنْهَا إلهي من متاهتها= ومن مرارةِ مأساةٍ وملهاةِ !