لقد حرَّم اللهُ ظلمَ العباد = وهيَّأ وادي اللظى للعَمِينْ (4)
هوامش :
(1)فَدْم : فَدُمَ فُدُومةً، وفَدامةً: أي ضَعُفَ فهمُه وعَيَّ عن الحجّة، وحَمُقَ وجَفَا، وسَمِنَ: فهو فَدْمٌ.
(2) اليمين : القسم الذي يؤديه الزعماء .
(3)ضئينْ : غنم ، أو خدم .
(4)اللظى : اللَّظَى : لهبُ النار الخالص لا دُخانَ فيه · اسم من أسماء جهنَّم .
نشأنا ونلنا بفضلِ الكريم = قطوفَ العقيدةِ منذُ الصِّغرْ
فهذا اليقينُ بربِّ الوجود = وهذي العباداتُ تُؤتي الثَّمرْ
وهذي الشَّريعةُ نحيي بها = مفاخرَنا والأماني الأُخرْ
فبالدِّينِ أُمَّتُنا لن تموت = فَتُطوى الرزايا ويُطوى الخطرْ
وبالدِّين نرقى مدارجَ عزٍّ = ولسنا لنخشى امتدادَ الحفُرْ
فهبِّي إلى الفتح يا أمَّتي = إليه النهوضُ ويحلو السَّفرْ
* * *=* * *
فآياتُ ربِّي ونورُ الحديث = تنادي وتدعو لأسمى القيمْ
فنحن الذين وضعنا الأساس = لصرحِ الرُّقيِّ الذي ما انهدمْ
لك الحمدُ ياربَّنا كلَّ حين = وهبْتَ الحِجَى وجلوتَ الشِّيَمْ
فهذي المثاني يدُ المعجزات = تباهى بها مجدُنا وابتسمْ
وفي السُّنَّةِ النُّورُ منها أضاء = رحابَ الممالكِ فيها العِصَمْ
نزفُّ إليها عهودَ الوفاء = ونبصرُ حقًّا زوالَ الغَسَمْ
* * *=* * *
تقدَّمْ أُخَيَّ ولا تستكين = وإلا وجدتَ طويلَ الملامْ
فهذي المشاهدُ باحتْ بما = يؤكِّدُ للجيلِ طيبَ القيامْ
فنومُك في العصرِ وَهْنٌ صريح = ونهجٌ لأمثالِنا لايُرامْ
وصوتُك فارفعْهُ عبر الوجود = فدِينُك دينٌ لكلِّ الأنامْ
وإن ضاق رحبُ الليالي العجاف = فربُّك أدرى بحشدٍ لُهامْ !
فأوقدْ لصبرِك نورَ اليقين = وبطنك فاشددْ عليها الحزامْ
* * *=* * *
لياليك تمضي ويمضي الطغاة = وربُّك للصَّابرين النَّصيرْ
فبالصَّبر نالَ الفتى حظَّه = وفي الصَّبرِ ويحك زادٌ وفيرْ
وفيه خزائنُ فضلٍ عميم = وعزمٌ يواكبُ قلبًا جديرْ
ومنه ينالُ الرجالُ الحضور = بيوم الجوائز عند القديرْ
وصبرُك تلقاه يوم الحسابْ = جنائنَ عَدْنٍ وخيرًا كثيرْ
فلا تأسَ فيها فليست تدوم = وصبرُك أبقى ليومٍ عسيرْ
* * *=* * *
تأمَّلْ أُخَيَّ رحيلَ الظلام = وإشراقةَ الصُّبحِ أجلى دليلْ
فمطلعُ صبحٍ الخلاص انجلى = بعصرِ المآسي وبانَ السَّبيلْ
و وافى ليطردَ عنك الهوان = ويملأَ قلبَكَ هَدْيُ الرَّسولْ
زمانُ الطغاة انتهى للجحيم = فليس لطاغٍ دوامُ الغُلولْ(1)
أتاهم فما للشَّقيِّ ابتهاج = وللظلمُ والبغيِ تَبًّا أُفولْ
وتجري السفينةُ بالصَّالحين = لشطِّ الأمانِ وظلٍّ ظليلْ
* * *=* * *
أُخيَّ تحفَّزْ لحملِ اللواء = فعهدُ التراخي مضى والكسلْ
فهذي ليالي امتطاءِ الإباء = وشحن النفوسِ بحبِّ العملْ
فسوقُ المآثر فيه الغِنى = وفيه يُحَبُّ شراءُ المُثلْ
فأنتَ ابْنُ مَنْ صيتُهم في الشعوب = صدى لمزايا الكرامِ الأُوَلْ
سجايا ستبقى بأبهى ابتهاج = ويكشف مكنونَها مَنْ وصلْ
زمان الهوى مضى وانطوى = وبالوعيِ سعيُ الأباةِ اكتملْ
* * *=* * *
أُخَيَّ استفِدْ من فصول مضتْ = لتنجوَ مثل الذي قد نجا
فهذي العقيدةُ أصلُ الفلاح = فآنِسْ لقلبك نورَ الحِجَى
ومثلُك يُرجَى لأغلى المهام = وإبداعُ مَن يَمَّمُوا يُرتجَى
فحاول وحاول لكيلا تهون = وتندمَ يوما لجهلٍ سجَى
ولا تلتفتْ بعدُ للمغريات = ولا تَتَّخِذْ زيفَها منهجا
فدربُك بالبُشريات ازدهى = وهاهو لمَّا يزلْ أبلَجا
* * *=* * *
تسلَّطَ فَدْمٌ فأدمى القلوب = وخانَ العهودَ وأقصى اليمينْ(2)
وباعَ البلادَ وأشقى العباد = بوحشيَّةِ النَّذلِ والمستهينْ
وعربدَ في كلِّ شأنٍ وحال = كأنَّ العبادَ لديه ضئينْ (3)
ولم يدرِ ذاك الأثيمُ الذميم = سيهلكُ كالكلبِ في أيِّ حينْ
فربُّ الورى ليس ينسى الطغاة = وليس دمُ الأبرياءِ يهونْ
* * *=* * *
يظنُّ الطغاةُ وهم يفتكون = بشعبٍ أبيٍّ بهذي الدُّنى
وأنَّ السجونَ وأنَّ القيود =ستطوي من القلبِ آمالَنَا
وأنا سيوهِنُ مرأى الدماء = نفوسًا وقد ساءَها ما بِنَا
وروح الشهادة فيه انبعاث = يترجمُ للركبِ أشواقَنَا
إذا قيلَ ساحٌ لأهل الجهاد = نقول وجدنا مداهُ لنا
سنمضي نعيد سجايا الأباة = ليعرفَ مَنْ ساءَ تاريخَنَا
* * *=* * *
بشائرُ فتحٍ قريب المنال = بإذنِ الإله الحميد المجيدْ
وقد أخبر المصطفى عنه في = صحيح الحديثِ فما من جحودْ
بقرآننا للأنامِ ابتهاج = ومجدُ الميامين طوبى يعودْ
فلا يرهبَنَّكَ حقدُ المجوس = وغزو الحشودِ وبغي اليهودْ
ومكرُ البعيدِ ووهنُ القريب = ومرجفُ عن أهله لايذودْ
لقد حانَ يومُ الخلاص الذي = خلافتُنا بالسَّرايا تعودْ