أيّامٌ وأيّامٌ
16تشرين22013
صالح محمّد جرّار
صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين
إنّي لأندبُ أيّاماً أيّامَ كانت لنا الآمالُ ضاحكةً أيامَ كانت رياضُ الوُلْدِ ناضرةً أيّامَ كان لنا طفلٌ نداعبه * * * يا ما أحيلى عهوداً بالشّذا عبقت تلك الطّفولةُ أنستنا مكارهنا فهي الطّفولة أطيارٌ، لنا عزَفتْ من جنّة الخلد قد جاءت لتنقذنا كنتم لنا حلماً، ما كان أجملَه * * * مضى زمانٌ تذوّقنا حلاوته حتّى تبدّل ما كنا نؤمّلهُ وكان ما كان من غمٍّ ومن كدَرٍ قد غُيِّب البلبلُ الصدّاحُ عن فنَنٍ * * * قد كنتَ، إسلامُ ،روحَ البيتِ، تورده لكن بأسركَ أُبْدِلْنا بكوثرنا قد كنتَ، إسلامُ ،غيثَ الخيرِ يُمطرنا قد كنتَ ، إسلامُ ،نورَ الحقّ مؤتلقاً يا حبّذا العيشُ ، يا إسلامُ ، يجمعُنا * * * يا رحمة الله جودينا بهاتنةٍ سبحانَ ربي فقد أبقى لنا أرَجَاً كيما تعود إلى روضي بلابله | أُفدّيهابكلّ غالٍ ، فقد كان الرّضا فيها ! ونسأل اللهَ أن نجني زواكيها ! تُسقَى الغيوثَ وعين الله تحميها! فتنتشي الرّوحُ إذ كانوا أمانيها! * * * من روض أطفالنا والحُبّ حاديها! وغرّد البشرُ إذ غنَت أغانيها! أحلى الأناشيد ،صُنعَ الله باريها! من ظلمة الغمّ إذ عمّت دواجيها! كنتم لأدوائنا طبّاً يداويها! * * * أجمل به فهو في الأيام زاكيها! يا ويحَ أيّامنا هبت سوافيه! هل تسمَعَنْ في رياض الدّار شاديها؟ فهل تراهُ على الأفنان حاديها؟ * * * عذبَ الحياة، وقد طابت سواقيه! ملحاً أُجاجاً ، فما في الدّار ساقيها بكلّ ما يهب الأخلاقَ تنزيها يهدي الصّراطَ وأهدافاً نرَجّيها ربٌّ رحيمٌ ،وذي الآلام ينهيها * * * تحيي الرّبوعَ ، فقد جفّتْ مغانيها من وُلدِنا ،فأعِد ربّاهُ عانيها فنسمع الشّدوَ في شكرٍ لباريها |