قلْ لِلرّصاصةِ
قلْ لِلرّصاصةِ
فيصل بن محمد الحجي
في كُلِّ الدُّوَل ِ دستور يُنظمُ الأمور : ليحمي حقوق المحكوم ويضبط صلاحيّات الحاكم فلا يتجاوزها ... وهذا الدستور موجود – شكليّا – في الدُّوَل الثورية الانقلابية ، فلا يُعْمَلُ بهِ ، والدُّستور الحقيقي لهذه الدّوَل هو الرصاصِ الذي أعِدوهُ لِيُخضِعوا شعُوبَهم بالقوة ، فيضمنوا استمرارَهم على كراسي الحُكم ، وتنفيذ طلبات الدُّوَل الكبرى المسيطرة بلا معارضةٍ مِن أحَد ولا تأخير من أحد .وإذا كانت الفائدة معدومة من الحِوارُ مع أمثال هؤلاءِ الحُكام الذين تحجّرت قلوبهم ؛ كما قال تعالى :( ثمّ قست قلوبُكم مِن بَعدِ ذلك فهي كالحجارة أو أشدُّ قسوة ، وإنَّ مِنَ الحجارةِ لَما يتفجّرُ منه الأنهارُ ، وإنّ منها لَما يشَّققُ فيخرجُ منهُ الماءُ ، وإنّ منها لَما يهبطُ مِن خشيَةِ اللهِ ، وما اللهُ بغافِل ٍ عَمّا تعملون– البقرة/74) فقد يكون الحوار مع الرصاص أكثرُ نفعاُ ولهذا جاءت هذه الأبيات :
قل لِلرّصاصَةِ : إنني سوري عَشِقَ التحَرُّرَ مِنْ طفولتِهِ لا تحسبي أني الجبانُ إذا لو رامَني مَوْجُ الرصاصِ معاً وطحَنتهُ بعزيمتي الغضبى فلمَ انزلقتِ بوهدةٍ تهوي قالتْ : أنا جُنديّة وعلى ال فأجبتها : واخجلتاهُ على أنا - يا رصاصة ُ- ما ركعتُ سوى لو حاولَ الطاغوتُ تركيعي بِنتَ الرّصاصِ أراكِ غارقةً فقفي مع الأحرارِ وانطلقي وتقارَبي حتى نسِيرَ معاً قالت:ولكن إن عصيتُ ففي ال فعلامَ أرتكِبُ الحماقة أو فأجبتها : هيْهات فالمسعى أنا - يا رصاصةُ - مُسْلمٌ يأبى تاريخيَ المَرموقُ ليسَ بهِ أجدادُنا كانوا منارَ هُدىً بضياءِ مَكة َ مَهَّدوا دَرْبي وضياءُ طيْبةَ شعَّ في خلدي ودمَشقُ أضحتْ قِمَّةَ الدنيا وتبَوّأتْ بَغدادُ آفاقاً ولِذاكَ سادوا الكونَ وانقادَتْ قالت : ولكن هل أخالفهُ لكن إذا رُفِعَ الغطاء وقد راموا الفسادَ وأمَّلوا ظفراً ظنوا جرائِمَهم سَترهِبُنا بنتَ الرّصاصِ قفي ولا تلِجي الطيْشُ لا يَرقى بصاحِبهِ أنا مُذ سجدْتُ لِخالقي أضحى حتامَ تنحازينَ عن شكوى بِنتَ الرّصاصِ متى أراكِ وقد أنتَ الضحيّةُ كالجميعِ فمن مَنْ أرسَلوكِ لِتسْفِكي دَمَنا طاغوتُكِ استولى على النور فقِفي معَ المَظلومِ وانتصِري رُدِّي المسارَ وغيِّري المسْعى وقفي بجانِبنا مُناصِرةً وامْشي مَعَ الناجينَ والتزمي دَنتِ الرّصاصة ُ وهي صارخة ٌ أنا قد أتيْتُ..أنا لها وعسى ال نمضي على سَننِ الإلهِ إلى سأفجِّرُ النيرانَ في غضبٍ * * * سيُسَجِّلُ التاريخُ حِكمَتهُ أنّ الرّصاصَ مُحاورٌ لبقٌ | ألِف الصدامَ بكلِّ فهوَ الدّليلُ يَشِعُّ كالنور هاجمتِني مِن كهفِ خِنزير لنطحْتهُ بشجاعةِ السوري ودفنتهُ في لحدِ مأزورِ بالسّائرينَ لِشَرِّ تكدير ؟ جُنديِّ أن يسعى كمأمُورِ مَن أذعنوا مِن غير ِ تفكير لِلهِ عن خوفٍ وتقديرِ أركعتهُ بالسَّوطِ والنيرِ في الظلمِ والإجحافِ والزورِ نحوَ الطغاةِ بعَزم ِ مَنصورِ لِنعيشَ في عِزٍّ وتحريرِ عِصيان ِ تحقيري وتدميري أرِدُ المخاطرَ َ دونَ تبْصير ِ؟! نحوَ التحَرُّر ِ خيرُ تدبيرِ أحكامَ طاغوتٍ ومأجُورِ غيرُ الهُدى والعَدلِ والنورِ يهدي الشعوبَ لِخيرِ دُستورِ نحوَ العُلا أمشي بتيسيرِ وسخا بإرشاد وتنويرِ في نهج ِ إبداعٍ ومأثورِ في حُسْنِ تطويرٍ وتغييرِ لهُمُ الشعوبُ بِكُلِّ تقديرِ في حُكمِهِ مِنْ غير تفسير؟ ظهَرَ البُغاةُ بِشرِّ تحذيرِ بالغدْرِ والعُدوانِ والزُّورِ فنطيعُهم بِخضوعِ مذعورِ في جبهتي مِن غيرِ تفكيرِ إلاّ بتحقِير ٍ وتعزير طلقُ الرّصاصِ كلمْسِ عُصفورِ شعبِ عن الآمالِ مَحْجُورِ ؟ ناصَرتِ أهلَ المنهَجِ الشُّوري ؟ يحمي وُجودَكِ بعدَ تفجيرِ ؟ قدْ أعدَموكِ بكفِّ مَوْتور حتى يُطوِّقنا بدَيْجُورِ لِلمُبتلى ولأجلِهِ ثوري وخذي مسارَ الحقِّ والنورِ وتفجّري بدماغ ِ مغرورِ نصحي لكي تحظيْ بتبشِيرِ لبَّيْكَ .. بَلْ لبَّيْكَ يا سوري! آثام نمحوها بمبرور نصر الهدى مِنْ غير ِتأخير يَرمي أبا جهل ٍ بتنور * * * في كُلِّ مَسْمُوع ٍومَنظور: والبَغيَ منقبضُ كخنزير | شِرِّيرِ