أمتي
بين صهيونية السيسي ومجوسية بشار النصيري
أحمد عبدالكريم الميداني
دمشق ــ حي الميدان
أرقتُ وأعيتْني فواجعُ ورجراجةٌ ، لكنْ أناختْ نكالَها لحيٍّ له في المجدِ باعٌ وصولةٌ فأوردَه للقتلِ جانٍ وظالمٌ لكَ اللهُ : ياحَيَّ الأباةِ وإن بغتْ أسالوا الدمَ الغالي لطفلٍ مُعفَّرٍ وشيخٍ أنالتْهُ المنايا بهمطِها ولامرأةٍ أصفى التُّقى في ردائِها وما انتسؤوا ، فالموتُ غايةُ سعيِهم إلى التِّرةِ : الأوهامُ أذكتْ أُوارَها سقتْ أهلَها الأوغادَ كأسَ ضلالةٍ لقد نكَّلوا بالناسِ في أرضِ شامِنا وردِّي على الدَّجالِ مَن خانَ دينَه وذاك الذي باعَ النَّفيسَ بجيفةٍ وحائنِ دنيا غرَّه الجاهُ والهوى يحمحمُ مثل الخيل دون نقيصةٍ تعامى فلم يُدركْ جليلَ مكانةٍ وهاهم بشامِ العزِّ تجمعُهم يدٌ فملحمةٌ أجرتْ دماءً زكيَّةً فدىً تلكم الأرواح لله وحده هُمُ الجندُ جندُ اللهِ بالعزِّ قد أتوا أعزُّ الورى جاؤوا وفاءً لدينِهم تساموا بهَدْيِ المصطفى وتناصروا أعادوا لنا عهدَ النبوَّةِ فانجلتْ كتائبُ أبرارٍ أعدُّوا نفوسَهم فقد سامها الأوباشُ خمسين حجةً فكم من وضيعٍ راحَ يزعمُ أنَّه فكان لئيمًـا لايقومُ لغايةٍ وحزبٍ تبنَّاهُ الأباعدُ عاقرٍ له رثيةٌ عن نهضةٍ جلَّ شأنُها ولم يقوَ كي يرعى المآثرَ صادقًا أناخَ جبانًا للطوائفِ ، فانتهى وأخوى وِطاءً مُستذَلا لجَوْرِهم فعاثوا فسادًا في البلادِ ، وجرَّعوا لهم نخبٌ منا تُجمِّلُ عهدَهم وطالَ أذاهم حيثُ فاضَ تبارُهم وهل غيرُهم خانَ الأمانةَ ، فانثنى وأضعفَ حالُ الوهنِ ـ آهٍ ـ جيوشَنا فأين جيوشٌ في العراقِ وشامنا أشاعيبُ جزَّتْ هامةَ النُّبلِ عُنوةً حنانك : ياشامَ البطولاتِ والعلى أنا ابن الهدى والشامُ داري ومئزري عراها الذي في الشامِ مازال مثله فتبًّـا لذاك الوغدِ إذ خانَ مرسيًا تسنَّمَ بالحكم الظليلِ مكانةً فلن يتولَّى الضَّيمُ قومًا إباؤُهم هي الأمةُ الثكلى تُجافي هوانَها لقد هبَّ أهلُ الشامِ في الشَّامِ هبَّةً تعيدُ لهذا الشَّرِّ أيامَ خزيِه فكسرى هوتْ أركانُه ، وتبدَّدتْ ومصر حماها الله ثارتْ كريمةً فمن نصفِ قرنٍ والطغاةُ يسومُها أفي الجيشِ إذ أولاهُ شعبٌ حُنُوَّه يكون رجالٌ ـ ويلهم ـ يقتلونه فعادَ بهم وجهُ الكنانةِ مغبرًا فسيسي وصدقي ثم حسني وأنورٌ لكِ اللهُ يامصرَ الكنانة فاسلمي فرابعةٌ أدرى بحقدِ قلوبِهم وإني أرى تلك القلوبَ كأنَّها أيا أمَّتي فاصحَيْ ، فمنعطفُ الهوى وفي ليل مَيْدان النكوصِ عن الهدى ولا تركني للوهْنِ أوهى عزيمةً إذا الوهجُ القدسيُّ لم يُحيِ عزَّةً هو البِرُّ في الإسلامِ صاغك رحمةً وأوردهم ركنَ المعالي انقيادُهم ومَن زاغَ لاتُرجَى حِجاه لرفعةٍ فكم عالمٍ قد غرَّه الجاهُ والهوى يدين لطاغوتٍ ، ويعنو لظالمٍ فما دانَ للشرعِ الحنيفِ ، وإنَّما ولستُ أنا الأعمى الذي ضاع بينهم ولا أنا بالواني الذي في زمانه أنا الشَّعبُ مازالتْ قُوايَ بفطرتي | مُخبريوأنَّاتُ ليلٍ عندَ جمعٍ مُخَمَّرِ على طيبِ أرضٍ من خزامى وعنبرِ 2 ولمَّـا تذعذعْهُ الخطوبُ بأعصُرِ وآخرُ خوَّانٌسليلُ عَذَوَّرِ 3 عليكَ ذئابٌ في الظلامِ ، فكبِّرِ هوى تحتَ أنقاضِ بيتٍ مُدَمَّرِ خطابَ مجوسٍ عن لئيمٍ مُكَشِّرِ 4 رموها بحقدٍ من عذابٍ مُسعَّرِ إلينا فهاجوا كالوحوشِ بمنكرِ وما هي عندَ القومِ غير تجبُّرِ فأعمتْ عيونًـا في رثيمِ التَّحيُّرِ 5 وعاثوا فسادًا، ياليالي فأخبري ! ولاذَ بما للحزبِ من زورِ مفترِ فهل يرعوي بعدَ الضلالِ فيشتري ؟ وكرْهٌ لدينِ الحقِّ في كلِّ مظهرِ (6) فليس له فخرُ الصهيلِ المحدَّرِ فأُشربَ عارًا ليس عنه بمُدبرِ على الغدر إنْ مُدَّتْ ، فلم تتغيَّرِ وأخرى غدا لاحتْ بنصرٍ مؤزَّرِ وليس لدينا من خؤونٍ ومدبرِ وما بينهم في السَّاحِ من متحيِّرِ فديوانُهم في مربَعٍ غيرِ مقفرِ وعاشوا بأفياءِ الكتابِ المنضَّرِ رزايا دهتنا بالأذى المتسعِّرِ لِمـا ترتجيه الشَّامُ عندَ التَّصدُّرِ وقد أحمشتْها حارداتُ التَّجبُّرِ ( 7) لذو حُمُرِ الأحداقِ غيرُ مصعَّرِ كريمُ محيَّاها : شعارُ التّضحرُّرِ فليس له في خيرِنا أيُّ مفخرِ لأمتِنا ، فانحازَ للمتأخَرِ 8 وليس بمقدامٍ ولا بمُظفَّرِ نحيطَ ضلوعٍ بعد ذلِّ التأخُرِ وقد غرَّهم في الناسِ لَجمُ التَّذمُّرِ أهالي بلادِ الشَّامِ كأسَ التَّحسُّرِ وقد نقفتْها عن هُراءٍ مُصعَّرِ 10 بعيشةِ ضنكٍ في أسىً متجذِّرِ بأيديهُمُ ـ شُلَّتْ ـ صقيلُ مُشمِّرِ ؟ فأضحتْ بلا روحٍ لها وتَبَصُّرِ وفي مصرَ ، ياللعارِ من وصفِ قسورِ ؟! على يدِ طاغوتٍ ، وباغٍ مزوِّرِ 11 وعفوك : وجهَ الفتحِ ـ للبينِ ـ فاصبري ومصرُ هوى روحي الأعزِّ ومفخري وأوردها السيسي الخؤونُ لمعسِرِ 12 مناقبُ مرسي من طرازٍ مشيَّرِ 13 إليها صَبَـا أهلُ الوفاءِ المنضَّرِ تولاَّهُ قرآنٌ فلم يتغيَّرِ فياهذه الدنيا الدنيَّةِ أقصري لها طأطأت هامُ العدوِّ المعسكِرِ وولَّى يجرُّ العارَ إثرَ التقهقُرِ جيوشٌ له بعد امتهانِ التَّجبُّرِ على طغمةٍ خانتْ عهودَ التَّبصُّرِ أذاهم بليلٍ مكفهرٍّ مجدَّرِ ليحميَه من شرِّ عادٍ مُشمِّرِ ؟! ويلقونه بينَ اللهيبِ المسعَّرِ ؟! وأزهرُنا من جَورِهم غيرُ مزهرِ ؟! وطاغوتهم من قبلُ عبدُ التَّهوُّرِ ومن زيغِ علمانيةِ الكفرِ فاحذري وهذي الدما ياأمتي خيرُ مُخبِرِ من الحقدِ شُدَّتْ بالخذيمِ المسمَّرِ 14 يُلاكُ عليه المجدُ للمتحضِّرِ !! مضافرةٌ للغيِّ في سوءِ معشرِ 15 أطاحَ محيَّاها بكسرى وقيصرِ لديك فلومي كلَّ عانٍ ومفترِ لكل البرايا فاستظلُّوا بمُؤْثَرِ لعلاَّمةٍ ـ في شرعنا ـ ومفكِّرِ وإن زيَّنتْهُ المغرياتُ بمئزرٍ فباتَ أسيرَ الخُبثِ غيرَ مخيَّرِ كعبدٍ ذليلٍ في هواه ومُجبرِ أناخَ لأحكامِ العتاةِ ومنكرِ ودلهمَ وهمُ المرجفين بمحجري ! تمطَّى على زيفِ الغرورِ المعصفَرِ يجددها إيمانُ قلبي المنوَّرِ | 1
هوامش :
(1) : مخمَّر : مزدحم
(2) : رجراجة : الكتيبة العظيمة من الجيش
(3) : عذوَّر : سيء السيرة ، مذموم
(4) : الهمط : الخبط العشوائي تحت بند الحقد والانتقام
(5) : الرثيم : الفساد والحيرة
(6) : الحائن : الهالك
(7) : أحمشتْها : أغضبتْها ، والحاردات : الأحكام المعوجة الظالمة
(8) : رِثية : ضعف وتأخُّر
(9) : النحيط : زفير الدابة من التعب
(10) : النقفُ : الشَّق والخرق
(11) : الأشاعيب : رزايا الأيام وصروف الدهر
(12) : السيسي : هو صاحب الانقلاب العسكري الدموي في مصر
(13) : مرسي : هو الدكتور محمد مرسي الرئيس المنتخب لجمهورية مصر
(14) : الخذيم المسمر : الحاد القاطع
(15) : المضافرة : المعاونة والمؤازرة