نهاياتُ حُمَّى
نمر سعدي
ما الذي قادني في شوارعِ أحلى المدُنْ
من يديَّ وعينيَّ.. من شفتيَّ وأنفي
بأزهارِ روميو وجولييتَ؟
هل لحنيني إلى أيِّ شيءٍ وطنْ؟
ما الذي قادني من دمي في الحدائقِ
أو في شقوقِ الأزقَّةِ.. أو في السهوبِ المطيرةِ
والنحلُ في قصَبِ الصدرِ يهتاجُ
أو ربَّما ينخبُ الغيمةَ الحجريَّةَ في اللا زمَنْ؟
كانَ يمكنُ ألَّا أكونَ إذنْ
كانَ يمكنُ ألَّا أراكِ وألَّا أحبَّكِ في زحمةِ الآخرينَ
وألَّا أدُلَّ صدى عطشي ورمادي على جمرةٍ
لمياهِ انحساراتِ صوتكِ عن شغفي مرَّةً
كانَ يُمكنُ ألَّا أرى
نجمةً تخبزُ الغيمَ للساهرينَ على شُرُفاتِ القُرى
ثمَّ ترجعُ في صخبِ النارِ قمصانُها القهقرى
كانَ يُمكنُ ألَّا أكونَ أنا
ها هنا
أو أكونَ ظلالاً لمعناكِ فيما كتبتُ
وفيما احترقتُ...
أما لاحتراقي ثمَنْ
في قصائدَ ليليَّةٍ ليسَ يقرأها العابرونَ؟
أما لندى زهرةِ التينِ أو جذعِ صُبَّارةٍ
في الجبالِ البعيدة روحٌ تحسُّ؟
أما للورودِ الصغيرةِ نفسُ؟
أما لخطايَ الفقيرةِ همسُ؟
اقتفيتُ تلابيبَ طيرٍ مُدَمَّى
ولوَّحتُ للأرضِ من شاهقٍ ونهاياتِ حُمَّى
فها قلبُكِ المتوحِّدُ والمتعدِّدُ والمتشرِّدُ كالحبِّ أعمى
بلا كيفَ.. أينَ.. متى.. ولماذا.. وعمَّ.. ولمـَّا.