آه .. من صيف المحارق
هاشم عبود الموسوي
يا إلهي..
يا إلهي
كانت الأرض..
بما تحمل من إثمٍ بريئهْ
ومشينا ..
فوق جمرٍ من رماد ْ
وقرأنا الفاتحهْ
وعرفنا أن نخلاً في العراقْ
بات منذوراً
على أرض سبيّهْ
يذرفُ الدَمعَ
إلى يوم القيامهْ
ونسنيا كل ما كنا لبسنا
من حضاراتٍ
وأحذية قديمهْ
بعد ألفين من الميلاد و الموت ..
أتى ثالث عام
وعلى أرض السواد
بعث الله لنا
سرب جراد
عله يفقأ عين
الحاكم الجلاد
ويلنا ..يا ويلنا
لكنه قضم الحصادْ
وظل يسقط فوقنا
رب العباد ْ
آثام عاد ْ
هذا حساب قد يطول
و ذا عذاب قد يطول
و صار يتعبنا الحساب ْ..
بأي تبرير نموت
جراحنا ، تشكو ، تصيح
أهي ريح من سموم ؟
أهو صيف من محارق ؟
وصرير الباب ..
لم يهدأ يوماً
من عذابات ..
الضمير
في الصباح ..
أتلقى عشر بوابات..
في وجهِ الطريق
ومفارز
سائلات عن وقاري
أي حلم وسرورٍ
كان يجتاح سريري
وأنا ما ذقت يوما ..
لذة الحلم
وكم كنت أمني نفسي التعبى
وفي السر أعيد
(إنَّ لي وطناً سعيد)
آه ما أكذب حلمي
كيف أقسمت بهذي الأرض ..
بالماء وأنواء السماء
والجهات الأربعة
وخطوط الطول والعرض
وما بين السطور
كنت أعمى راكضاً ..
خلف سراب
كيف أكبو من حصاني؟
كيف أرخيت اللجام
والتعاويذ التي رتلتها..
عند الرحيل
أفلتت مني اللسان
آه لو كنا تلونا ..
سورة الرحمن
أو كنا عرفنا
مذ دفنا رأسنا مثل النعامه ْ
لا نرى الموتى
يميلون يميناً ويساراً
في عويل كالدعاء
... ... ...
ذات يوم
عندما أجهرتُ ..
في صوتي وصمتي
وعلى ذاك الجدارْ
آثماً سجلت عهدي
إنني يوما أعود ْ
سائلاً جرحي عن العهد القديم ْ
أين بيتي؟ أين بيتي؟
والبيوت الحالمات ..
فوق جثمان السنينْ ؟
أين أحلامي التي ودعتها ؟
ربما ظلت سراباً
لا أراها قبل موتي
كيف لي أنسى بأنَّا
قد دفنا الأولياء
بين نهرين..
وأدمينا الصدور
ألف عام ..
لم نزل نأكل ..
من نفس القدور
شوك ما كنا زرعنا
وأتى بعد انتظار
ألف ملعون وفاجر
عابثاً يلعب كالقط
مع الفأر البليد
آه .. آه .. ثم آه
آه من غدر الزمان
آه من ضيق المكان
بيتنا المأهول بالأحزان
من مليون عام
إنه الرحم الذي كفننا
ونسينا..
ومشينا مُرتدين
كفن العز
وأوهاماً عتيقة
أي فخر للقبور؟!
ليس لي غير الدموع
والصلاة الدائمهْ
ربما تأتي
دعاسيقٌ صغيرة
بعد موتي
لتعيد الخصب
للأرض البوار
و يفيق الأتقياء
ويعيدون إلى قبري الأمان
آهِ ... آهٍ ، ثم آهْ
... ...
آه ما أكذب حلمي