الليلُ.. والقندِيل
د. لطفي زغلول /نابلس
لا تُـطفِـئي القَـنديلَ..
إنَّ اللَّـيلَ فـي أوَّلِـهِ
ولَـم يَـزلْ يُـراقِصُ النّـجومَ والأقمـارْ
لا تُـطفِـئيه.. لَـمْ أزلْ
على صَهيلِ بوحِهِ.. أواصلُ المِـشوارْ
أبحـثُ في عَـينيـكِ عَـن قَـصيدةٍ..
مَـحمومةِ الأفكــارْ
مَـكتوبَـةٍ بِـأحرفٍ مِـن نـارْ
تَـحملُـني على جَـناحيها.. لآخرِ المَدى
تُـذيبُـني في ليلة.. ليس لها نهار
أبحـثُ في عَـينيـكِ..
عَـنْ جَـزيرةٍ في آخـرِ البِحـارْ
أرسـو على شُـطآنِـها
أغفـو على أحضـانِـها
أصحـو.. أجـولُ فـي مَـداها..
مِـثلما الأنسـامُ في الآصالِ والأسـحارْ
لا تُـطفِـئي القَـنديلَ.. يـا حَـبيبـتي
مَا زالَ ليـلُ العِـشقِ في مِحـرابِهِ..
يُـعانِـقُ العُشّـاقَ والسُّـمارْ
اللَّـيلُ.. كَان للهَـوى..
اللَّـيلُ.. كَان للرُّؤى
اللَّـيلُ.. سِـرٌّ ليس كالأسـرارْ
لا تُـطفِـئي القَـنديلَ.. يـا حَـبيبـتي
تَـكلَّـمي.. تَـكلَّمي
تَـكلَّـمي ما شِـئتِ.. إنَّ الصَّـمتَ..
يَـقتُـلُ الحَـياةَ في دَمـي
يَـغتـالُ أبجـديَّـةَ الأشـواقِ في جَوارحي
تَـكلَّـمي.. ثُـوري اصخَـبي.. لا تَـهدأي
تَـبسَّـمي.. تَـألَّـمي
أخشـى إذا جَـفَّ الكـلامُ..
وانتَـهي حَـديثُـنا.. أنْ تَـسأمي
أن تَـهرمَ الأشـواقُ في رَعشـاتِـنا..
أن تَـهرَمي
أخشـى على هـذا الهـوى
أخشـى عَـلينا أن نَـتيهَ..
في طَـريقٍ مُـظلمِ
لا تُـطفِـئي القَـنديـلَ.. يـا حَـبيبـتي
ما زالَ بَـيننا وبَـينَ مَـطلعِ النَّـهارْ
مَـسافةٌ منَ الزَّمـانْ..
مَـساحةٌ منَ المَـكانْ
نُعيـدُ فيهِـما الذي في غَـفلةِ مِـنّـا
مَـضى وانهـارْ
وألفَ ألـفِ هَـمسةٍ
وألفَ ألـفِ صَبـوةٍ.. ولَهـفةٍ
خَـبّـأتُـها لآخرِ المِشـوارْ