ياسيد القلب
11أيار2013
د. عبد الحكيم الأنيس
ياسيد القلب
د. عبد الحكيم الأنيس
| يا سيِّد القلب قدْ ضاعتْ أمانينا فلا الطيور تناغي بعضَها طرباً ولا التلال تلوح اليوم شامخة قد أظلم الكونُ والأشباحُ هاجمة فليت شعري أبعد الليل طالعة البحر يضربُ بالأمواج ساحلَهُ والوحشُ سادرة في الغاب صارخةٌ أنى اتجهنا رأينا ما نحاذرُه فأي بابٍ من الأبواب نطرقه تكاثف الخوفُ والعينان شاخصة ٌ يا للضياع وللأهوال غازيةً يا سيِّد القلب قد غادرتنا شبَحاً إنا هنا في مهبِّ الريح، لا أمل ننقِّل الطرف في الآثار تطعننا فأين أنت وهل ما زلتَ تذكرُنا يا سيِّد القلب يا مَنْ كنتَ تملكنا جَرَّبتَ في كل أرض قد نزلتَ هوىً فعُد إلينا ستلقى في القلوب كما تاهتْ مراكبنُا والموجُ يبعدُها | وأوحشَ الليلُ بـعد الأنس وادينا ولا النسيم يهبُّ الصبحَ يغرينا نلهو عليها ونقصيها فتدنينا تغزو القلوب وبالإبهام تردينا من الصباحِ عطايا الوهم تهدينا وعاصفُ الريح بالإعصار يرمينا كأنها في الدجى خاضتْ ميادينا قد خوَّف الليلُ بعد الأمن سارينا وأي درب هدى للفجر يهدينا تسائلُ الدهر كم يا دهر تشجينا صدراً تفجَّر من آلامه لينا فهل تعودُ إلينا هل ستحيينا ولا سرور لقد ضاعت معانينا فها هنا كانت الدنيا تواتينا أم غابَ من قلبك المشغول ماضينا ولا تزالُ فما زال الهوى فينا فهل رأيتَ – كما كنّا- محبينا - عهدتَ - حبَّاً وأشواقاً ونسرينا فهل تراك إلى الشطآنِ تُنجينا |
