جِرَاح
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]مَنْ تُرَى يَحْمِلُ الهُمُومَ و يُمْسِي
عَذَّبَتْ قَلْبَهُ الْجِرَاحُ فَلَمْ يَهْنَ
كُلَّمَا مَرَّ فِي اللَّيَالِي زَمَانٌ
رَقَّ لِلْعَهْدِ لاَ يَمَلُّ ادِّكَارًا
كَيْفَ يَنْسَى وَفِي الْجَنَانِ حَنِينٌ
آهِ مِنْ مُهجَةٍ تَغَشَّى ضِيَاهَا
وَإِذَا حلَّ فِي الْفُؤَادِ ظَلاَمٌ
سَابِحًا فِي الْحَيَاةِ يرْدِيهِ سَبْحٌ
لَيتَ شِعْرِي وَهَلْ حَيَاتُكَ إِلاَّ
وَإِذَا أَبْحَرَ الْخَيَالُ تَبَدَّى
فَإِذَا أَسْعدَ الزَّمَانُ بِيَوْمٍ
آهِ مِنْ قَلْبِهِ لَكَمْ غَمَرَتْهُ
كُلَّمَا رَامَ فِي الْحَيَاةِ سَبِيلاً
كُلَّ يَوْمٍ وَكُلَّ وَقْتٍ وَآنٍ
طَأْطَأَ الرَّأْسَ مِنْ حَيَاءٍ وَذَابَتْ
إِنَّمَا هَدَّكَ الْبِعَادُ فَأَنَّى
وَوِصَالُ الْحَبِيبِ سُهْدٌ وصَبْرٌ
كَيْفَ يَرْجُو الْوِصَالَ سَاهٍ شَرِيدٌ
كَيْفَ إِنْ أَسْدَلَتْ عَلَيْهِ دُجَاهَا
لَيْتَهُ لَبَّى لِلْحَبِيبِ نِدَاءًكُل لَيْلٍ ما بَيْنَ ظَنٍّ و حَدْسِ 17
يَبِيتُ الدُّجَى مُطَأْطِئَ رَأْسِ
شَاقَهُ مِنْ زَمَانِهِ عَهْدُ أُنْسِ
إِنَّ رَيْبَ الزَّمَانِ لِلْعَهْدِ يُنْسِي 18
وَأَنِيِنٌ وَعَى بِهِ أَيَّ دَرْسِ
فِي الدُّجَى لَيْلٌ يَدْلَهِمُّ وَيُغْسِي! 19
بَاعَ مِنْهُ الضّيَاءَ جَهْلاً بِبَخْسِ 20
وَهَوَانٌ إِذَا اسْتَكَانَ لِنَفْسِ 21
حُلُمٌ فِي الْكَرَى، وَلَذَّةُ خَلْسِ؟ 22
كُلُّ شَيْءٍ مَابَيْنَ سَعْدٍ وَنَحْسِ
فَتَرَقَّبْ أَيَّامَ بُؤْسٍ وَبَأْسِ
فِي أَسَاهَا الدُّنْيَا وَشَكٍّ وَلَبْسِ
صَيَّرَتْهُ الْحَيَاةُ مِنْهَا لِعَكْسِ
ضَيَّعَ الْعَقْلَ مِنْ ظُنُونٍ وَهَجْسِ 23
مُهْجَةٌ دَلَّتِ الْفُؤَادَ بِجَرْسِ! 24
بَعْدَ طُولِ البِعَادِ تَحْظَى بِأُنْسِ
لَمْ تَنَلْ مِنهُمَا، فَضِقْتَ بِوَكْس 25
ضَاعَ في غَمْرَة الْهَوَى دُونَ حِسِّ
شِقْوةُ الْعَيْشِ كُل يَوْمٍ بِتَعْسِ
عُدْ إِلَيْنَا، مَا غَيرُنَا لَكَ مُؤْسِي!