إلى كل شهداء العراق
إلى كل شهداء العراق
د. جاسم العبودي
يا بُنَيَّ !.. قبل ربيعك العشرين قتلوكْ !
بكتْ حتّى السماءِ حينَ أرْدُوكْ،
في وَضَحِ النهارِ، خطفُوا شبابَكَ، وألقُوك،
وأراقوا دمَكَ الطاهرَ الكريمْ،
على باب "العدل" فوقَ أحجارِ الطريقْ.
******************
وانحَنَى ظهرُ أمّك..
وهي تبحثُ يَومينِ بينَ الهشيم،
تسأل هذا ... "وْلَيْدِي" زَمَنْ ؟!
حافيةً.. على رأسِها كَفَنْ،
تُقَبِّلُ الوجوهَ المتناثِرة،
وتصرخُ: أنا.. أنا أمُّ زَمَنْ.
******************
تُقلِّبُ الأَشلاءْ..
ترفعُ عُيونَها للسماءْ..
تلعنُ الحُكَّامَ والساسةَ الخَونَةْ..
******************
باسم الإسلامْ..
أراقُوا الدِّماءْ
في أرض السلامْ.
عَويل.. نواح.. وَقُبور
في أرض السواد !!
وأمهاتٌ لا تعرفُ سوى السَّوادْ
******************
يا ساسةً مَهزومينْ..
وحكاماً؛ مَصاصي دماءٍ وقتلةْ..
كَفَى مُساومةْ !.. ثَكَلتْكُمْ أمهاتكُمْ ! يا قَتلَة !..
كلُّ أيامِنا قتلٌ ورُعبٌ ومَهزلةْ !..
******************
نسَوا أنَّ دمَّ الشهيدِ زَنابقُ وزُهورْ،
تُورقُ في الشتاءِ والصَّيفِ مَدى الدُّهور،
وتبعثُهُ أمواهُ الرافدينِ، والأيّامُ تَدُورْ.