خطبة الاستسقاء
02آذار2013
الشيخ سعود الشريم
خطبة الاستسقاء
الشيخ سعود الشريم
شربت مرارةً وبكيت لأيام بها الخيـرات طـراً ونالوا من ذرا العلياء شأوا وكانوا كلما استسقوا لجدبٍ فأضحوا شامةً من بعد تيه كبير القوم لا يؤذي صغيراً وأفقرهم تعففه شعار وكانوا عن حمى ديني حماةً فصرنا بعدهم قومًا وحوشاً فأرقنا بمرقدنا ذنوبٌ ونلقى قحطنا في كل عامٍ فإن الله ذو أخذٍ وبيلٍ فآهٍ ثم آهٍ ثم آهٍ ألا قوموا فندعوا اليوم ربًّا ونبدأ في الدعا بالحمد إلهي إن في الأمطار شحًّا وإن الأرض تشكو اليوم فأمست في رباع القوم قفرًا وماتت من بهائمنا ألوفٌ وأقبلت الديار على بلاءٍ إلهي ليس للأنعام عشبٌ ولا نبتٌ يباس في ثراها فأمست بعد طاوية بطونًا وصار الطير لا ينوي نزولًا أغثنا، أغثنا يا إله الكون وإن بنا من اللأواء جهداَ فلا تمنع بذنب القوم قطرًا ألا رباه أرسلها رياحًـا وسقها رحمةً في أرض قفرٍ ألا غيثًا مغيثًـا يا إلـهي هنيئًا في ثنـاياه مريئـًا وأغدقه وأطبقه وجلل لتحيي بلدةً ميتًا تعالت وتسقيه أناسيا كثيرا فصب الماء في الآكام صبا وأحي الأرض بالخيرات دوما وتبلغ فرحة الإمطار دورًا فيشحذ كل ملهوفٍ غياثًا ألا إنا دعوناك اضطرارًا وإن قد رفعناها أكفًّـا | جمراً على فقدٍ لأيامٍ بها آباؤنا حازوا المعالي فصاروا في التدين خير آلِ سقاهم ربهم إثر ابتهالِ وعموا بالصفا كل الفعالِ وجل الناس للقرآن تالِ وأغنى القوم لا يشقى بمالِ وقد ضربوا لنا خير مثالِ تناوش بعضنا بعضًا لقالِ ونخشى أن نُردَّ إلى سفالِ فما بال الملا فينا وبالِ شديد ربنا عند المحال لأزمانٍ مضت مثل الخيالِ رحيمًا محسنًا برًّا بفالِ إنا لنحمد بالغدو والآصالِ ونذرًا لا يدانيـه مقـالي جدبًا وتشكو غورة الماء الزلالِ وعظمًا بين أنياب السعالِ لأن السعر في الأعلاف غالي لعامٍ من صدى الأمطار خالي لترعى في حواشيه الجـزالِ ولا كلاءٌ يرام على الجبـالِ وباركةً بلا شـد العقـالِ فلا ماء يرام إلى بـلادي إنا عبيد نبتغي حسن النوال وإنك عالم عن كل حال ولا تمنع عبادك من سجالِ تقل بها من السحب الثقالِ تباكت طول أيـامٍ عضالِ وسحًّا نافعًا يـا ذا الجـلالِ مغيثـا أو مريعـا في الكمالِ مواقع قطره بين التلال بها أصوات من في القحط بالِ وأنعام غدت دون احتمال وأنبت زرعنا فوق الرمال لتلزم قطرنا مثل الظلال مزملـةً بأنَّـات العيـالِ بزخاتٍ كحبـات اللآلي وأنت بدعـوة المضطر والي فلا ترْدُدْ أكفًّـا للسـؤالِ | خوالي