أنَا رَاحِلٌ أوْ رَاحِلَة
عبد القادر أمين عبد القادر- طنطا
عضو اتحاد كتاب مصر
مُتَرَدِّدًا قَدْ قُلْتُهَا ...
أنَا رَاحِلٌ
قََالُوا نَعَمْ ...
اهْجُرْ مَدَارسَ جِيلِنَا
أنْتَ الألَمْ
صِدْقـًا وَلَيْتَكَ تَفْعَلُ ...
أتْعَبْتَنَا طُولَ السِّنِينْ
فِى كُلِّ شَأنٍ بَارزٌ ...
رَهْنُ الإشَارَة جَاهِزٌ ...
أظْهَرْتَ عَجْزَ الآخَرينْ
اهْجُرْ رَعَاكَ اللهُ
هَذَا نَهْجُنَا ...
ألَّا يُصَدَّرَ لِلإمَارَةِ غَيْرُنَا
فَاحْمِلْ حَقِيبَة حِقْبَتِكْ
لَنْ نَذْكُرَكْ
أسْعَدتَّنَا ...
اذْهَبْ .. سَنَحْزَنُ حِينَهَا
لا ... بَل لَّسْتَ مَأسُوفـًا عَلَيْكْ
نَحْنُ السَّخَاءُ ...
وَأنْتَ دَوْمـًا مُسْتَدِينْ
سَنَعِيشُ نَذْكُرُكَ المُضَمَّخُ بِالْوَرَقْ
شَمْعـــًا أضَاءَ حَيَاتَنَا ...
ثُمَّ احْتَرَقْ
" الْكُنْتُرُولُ " سَيَفْقِدُكْ ...
حَتَّى القَوَائِمُ تَعْرفُكْ ...
يَكْفِيكَ مِنْ طُلابِكَ الْعُقْبَى ...
فَدَوْمـًا تَحْمَدُكْ
هَذَا الفِنَاءُ يَئِنُّ حِينَ تَرَكْتَهُ
فَصْلٌ حَزينْ ...
حَتَّى زيَارَاتُ الأهَالِى تَطْلُبُكْ
والاسْتِمَارَاتُ الَّتِى أرْسَيْتَهَا ...
كُنْتَ الْخَبيرَ بِأمْرهَا ...
تَبْكِى ... لَقَدْ قُطِعَ الْوَتِينْ
كُنَّا نَرَاكَ النَّجَمَ فِى رَحَلاتِنَا
مَطْرُوحُ تَشْهَدُ عُرْسَنَا
يَكْفِيكَ هَذَا الأمْرُ ...
فَارْحَلْ ... لاتَكُنْ قَيْدَ السَّجِينْ
كَمْ مَوْقِفٍ حُفِرَتْ مَعَالِمُهُ هُنَا
فِى مَسْجِدٍ ... أوْ فُسْحَةٍ ...
أوْ قَاعَةٍ ... أوْ حِصَّةٍ ...
أوْ مَكْتَبٍ ... أوْ نَدْوَةٍ ...
هَذِى الجَمَادَاتُ الَّتِى ...
دَبَّتْ بِهَا رُوحُ الْحَيَاةِ بِهِمَّتِكْ
وَخِلافُهَا ...
مِثْلُ المَوَاتِ سَيَخْذُلُكْ
وَتَخَالُهُمْ ... بَشَرًا يُعِينْ
يَا حَسْرَةَ الأيَّامِ حِينَ قَضَيْتُهَا ...
وَالصَّحْبُ حَوْلِىَ فِى شِمَالٍ
أوْ يَمِينْ ...
ثُمَّ انْبَرَيْتُ أعَانِقُ الأحْلامَ فِى كَابُوسِهَا
أرَقٌ دَفِينْ ...
وَالْيَوْمَ عُدتُّ لِحِكْمَتِى وَبَصِيرَتِى
فَاسْمَعْ حَديثِىَ ... وَانْتَفِضْ
لا لَنْ أخُونَ قَضِيَّتِى
فَالحُرُّ يَمْلِكُ أمْرَهُ ...
وَرِسَالَتِى ...
لا تَرْتَبِطْ بِمَكَانِهَا ... أوْ بِالشُّخُوصْ
فَالْمَرْءُ بَيْنَ رَحَى الْبَلاءِ مُقَلَّبٌ
وَالْفَوْزُ فِيهَا لِلَّذِى ...
خَبَرَ النُّفُوسْ
وَعَلَى وَسَاوسِ حُلْوهَا ...
أوْ مُرِّهَا ...
دَوْمـًا يَدُوسْ ...
يَحْمِى العَرينْ
لا لَنْ أوَلِّىَ وجْهَتِى شَطْرَ العَدَاءْ ...
كَلا وَلَنْ أجْعَلْ زَكَاتِىَ فِى العَرَاءْ ...
سَأصُومُ عَنْ فُحْشِ الكَلامْ ...
وَأخُوَّتِى نِعْمَ الغِذَاءْ ...
سَأطُوفُ سَبْعـًا بِالمَدَارسِ
مُحْرمـًا ...
وَأقَبِّلُ الجُدْرانَ شَوْقـًا
مُغْرَمـًا ...
وإذَا سُئِلْتُ عَنِ الذَّبيحَةِ قُلْتُهَا :
إنِّى أنَا ... إنِّى أنَا ...
أنَا رَاحِلٌ ...
أوْ رَاحِلَةْ ...
كُلُّ الَّذى قَدَّمْتُهُ للهِ رَبِّ العَالَمِينْ ...
فَاقْبَلْ إلَهِى مَا مَضَى ...
أنْتَ الْمُعِينْ .