ضَلَّ الطُغَاةُ طَرِيقَهُم لكِنَّهم مَا ضَلَلُوكْ
ضَلَّ الطُغَاةُ طَرِيقَهُم لكِنَّهم مَا ضَلَلُوكْ
حفيظ بن عجب الدوسري
مَا لِلقَصَائِدِ دَائِماً
تَرنُوا إليكْ ..
تَشتَاقُ ضَمَةَ سَاعِدَيكْ ..
فإذا ضَمَمتَ
تَساَبَقت في مُقلَتيكْ ..
تَبكي عَليكْ ..
لَهَفِي عَلَيكْ ..
يا أيُّها المَحرُومُ
مِن وَرَقِ الكِتَابةِ ,
و القلمْ ..
الشِعرُ نَذْرُكَ ,
القَسَمْ ..
لا تَلتَفِت
للرَّاقِصينَ
على جِرَاحَاتِ الأُمَمْ ..
لا تَلتَفِت
للسجنِ ,
والسجَّانِ ,
أو للظُلمِ ,
والطُغيَانِ ,
لا ..لا تَلتفِت
للشاربينَ
دِمَاءَ أصحَابِ المَبَادِئ ,
والمَوَاقِفِ ,
والحِكَمْ ..
الشِعرُ نَذْرُكَ
والقَسَمْ ..
نَارُ القَصائِدِ
في فُؤادِكَ حَرُّهَا ,
وسَعِيرُهَا
لَهَبٌ يَثُورُ بِرَاحَتَيكْ ..
تَقسوا عَليكْ ..
وَجَعِي عَليكْ ..
الدَمعُ دَمعُكَ ,
و السواقي تَحتَرِقْ ..
مَا للمَعاني مِن وَرَقْ ..
بَعضُ القَصَائدِ
ليسَ فِهَا مِن عَرَقْ ..
سُجِنَت قَصَائِدُ
مَن صَدَقْ ..
سُحقَاً ,
وتَباً للذي
قَادَ الحقيقَةَ للغَرَقْ ..
ثَارَت بِقَلبِ الشعرِ
آلافُ الحُرَقْ ..
لمَّا تَبَاهَى
بالمَفَاخِرِ مَن سَرَقْ ..
عَارُ القَصَائِدِ
عِندَ غَيرِكَ مُستَبَاحْ ..
أينَ الصَّلاحْ .. ؟!
إن ضَاعَ وَزنُ الشعرِ ,
والقَاف الجميل
بِلا سِلاحْ ..
أينَ الفَلاحْ .. ؟!
إن كَانَ طَيْرُ الحَقِّ
مقصُوص الجَنَاحْ ..
و الكِلْمَةُ العَذرَاء
ثَيَّبَهَا السِّفَاحْ ..
مَا عَادَ
مِن بَعدِ الجِرَاحِ
سِوى الجِرَاحْ ..
الهَمُّ هَمُّكَ ,
والمَثَانِي في يَدَيكْ ..
فَاقرأْ كِتابَ اللهِ
شَرِّف مَسمَعَيكْ ..
النورُ نُورُكَ ,
والهُدَى مِن شَاطِئَيكْ ..
أُكتُب ,
ولا تَخشى الرَّدَى ..
النورُ نُوركَ ,
و الهُدَى ..
و النصرُ
في فَضْحِ العِدَى ..
و حَيَاتُنَا
ليست لَنَا ..
ليست لَنَا ..
و المُنتَهَى ,
و المُبتَدَى
مَن ماتَ دُونَ عَقِيدةِ الإسلامِ,
والتوحِيدِ
لم يَذهَب سُدَى ..
حُزْني عَليكْ ..
شَوقي إليكْ ..
يا أيُّهَا السَّامِي
على لُغَةِ التَبَذُّلِ ,
و الفُجُورْ ..
مَا فِيكَ مِن أَفكَارِهمْ .. ,
أو فِيكَ مِن آثامِهمْ ..,
أَو فِيكَ مِن أَلفَاظِهِمْ ..
أنتَ المُمَزِّقُ للزَّخَارِفِ ,
و القُشُورْ ..
الواحَةُ الغنَّاءُ
فاحَت بِالعُطُورْ ..
و بَقَاءُ شِعرِكَ
في مَسَاحاتِ الصُدورْ ..
يَعني بأنَّكَ خَالِدٌ ,
أو صَامِدٌ ,
فالصوتُ صَوتُكَ ,
والحُضُورُ
هو الحُضُورْ ..
تسمو على كُلِّ المَظَالِمِ ,
أَو تَثُورْ ..
الصِّدقُ مِيزَانُ الشُعُورْ ..
دُستُورُكَ القُرآنُ ,
والإيمانُ
يَرفُضُ أن تَجُورْ ..
بَرِمَتْ قُصُورُ الشعرِ
مِن مَدحِ القُصورْ ..
فاشمَخْ بِعِزِّكَ ,
أو بِشعرِكَ كالنَّخيلِ
بِظلِهَا ,
وعُلوِهَا
رَغمَ الشتاءِ البردِ ,
والحَرِّ الحَرُورْ ..
النخلُ عَاشَ بِجذرِهِ
رَغمَ المَصَاعِبِ,
والدهورْ ..
وجُذورُنَا لا بُدَّ
أن تُسقَى
لِكي تَبقَى الجُذُورْ ..
مِن أصلِ جَدِّكَ
مِن بَقَايَا والِدَيكْ ..
العِزُّ ,
والتاريخُ طَرَّزَ جَانِبيكْ ..
يا أيُّهَا المَظلومُ
مِن ظُلمِ الطُغَاهْ ..
الخَوفُ لا يَعنِي النجاهْ ..
الصبرُ,
والتوحيدُ نُورُكَ
فاتَّبِعْ دَربَ الهُدَاهْ ..
لَمْ يَسلَم الماشي
على الرَّمضَاءِ ..
في صَيفِ العَرَاءِ ..,
ولا الذي
لَبِسَ النِّعَالَ على قَفَاهْ ..
البَعضُ تاهْ ..
و البَعضُ قَد طَلَبَ الحياهْ ..
و الكُلُّ يَبلُغُ
في سِبَاقِ الوقتِ
آخِرَ مُنتَهَاهْ ..
لا يَركَعُ الشَّرَفُ العَظيمُ
لِغَيرِ ربِّكَ
حِيْنَمَا يَحنِي الجِبَاهْ ..
فاشمَخْ بِعِزِّكَ
في سَمَاهْ ..
واللهُ يُعْطِي
مَن رَجَاهُ ,
و مَن دَعَاهْ ..
مَن يَحتَمِي باللهِ
لا تُكْشَف حِمَاهْ ..
يا أيُّهَا المَاضي
على دَربٍ مِن الأشواكِ
في وقتِ العَفَنْ ..
مَاذا خَسِرتَ,
وما كسبت
نِهَايةُ الدنيا كَفَنْ ..
إن نِمْتَ يَكفِيكَ الوسَنْ ..
أنتَ الذي حَمَّلتَ نَفسَكَ
أن تَكونَ بِلا وطنْ ..
الصدقُ ,
والإسلامُ
أَفقَدَكَ السَّكنْ ..
الغُرْبَةُ
الغُرَباءُ,
و الغُرَباءُ
مَا هابوا الوَثَنْ ..
شَمَخُوا ,
وقَد صَمَدوا
بِرَغْمِ القَتلِ ,
والتَعذِيبِ
مَا خَافُوا المَشَانِقَ ,
والمِحَنْ ..
حَمَلوا العَقيدةَ
صَامِدينَ ,
وطَلّقُوا الدنيا
تَجَاوَزَ رَكْبُهُم
نَحو الشَّهَادةِ
كُلَّ أرقامِ الزَّمَنْ ..
مَاذا لَديهم ,
أو لَديكْ ..
عيني عَلَيهم ,
أو عَلَيكْ ..
عَلَّمتَهُم ,
أو عَلَّمُوكْ ..
أرشَدتَهُم ,
أو أَرشَدُوكْ ..
ضّلَّ الطُغَاةُ طَرِيقَهُم
لكنَّهُم مَا ضَللوكْ ..
قَتَلوا الحياةَ بِذِلَةٍ
لم يَقْتُلُوكْ ..
الشَّمسُ شَمسُكَ ,
والمَدى في ناظِريكْ ..
فاصعَدْ بِرُوحِكَ
للجِنَانِ
فإنَّهَا تَهفُو إليكْ ..
و جَمِيعُنَا
في حُزْنِنَا ,
وجِرَاحِنَا,
وسُهَادِنَا
نهفوا إليكْ ..
و نَمُوتُ
مِن شوقٍ إليكْ ..
نَشتاقُ
ضَمَّةَ ساعِديكْ ..
فإذا ضَمَمتَ
فإننا عُدنَا إليكْ ..