لولا الوَطن
حاتم جوعيه - الجليل
لولا الوَطنْ ...
لعبدتُ حُسنكِ أنتِ يا ترنيمة ً قدسيَّة ً
كُتبَتْ على دربِ الفداءْ
يا طلعة َ الفجر المُنوَّر بالبشائر والبهاءْ
جاءتكِ " فينوسُ " الإلهة ُ في تألِّقِهَا
لتقطفَ من جمالكِ والضِّياءْ
ورأيتُ آلهة َ الجمال أتت لتسجدَ في خشُوع بعدَ أن أغويتهمْ
... بجمالكِ السِّحريِّ تاهوا ....
فانحنوا أيَّ انحِناءْ
لولا الوطنْ ....
لعبدتُ حُبَّكِ فهوَ يجري في دمي دونَ انتِهاءْ
لولا الوطنْ ....
لوقفتُ أشعاري لأجلكِ أنتِ يا نبعَ الرَّجَاءْ
لولا الوطن...
ما كانَ شعري يمتطي دربَ العلاءْ
ما كنتُ اسمُو في خيالي .. في كياني فوقَ أكنافِ السَّماءْ
ما كنتُ أسري في مدار المجدِ فوقَ العالم المَوْبُوءِ
بالحقدِ الملظَّى والرَّياءْ
لا .. لا تلوميني إذا غنَّيتُ باسم بلادِنا لحنَ الفداءْ
لا .. لا تلومي القلبَ إن نادى بها رَبًّا وأعطاها الولاءْ
لولا الوطن ...
لعبدتُ عينيكِ اللتينِ تُنوِّران ِ لي الطريقَ
وتسكبان ِ ليَ الخمورَ بلونِها السِّحريِّ في أحلى إناءْ
هي في دمي روحٌ تشعُّ فلا يُجاريها دواءْ
يا مُنية القلبِ العليل ودوحة َ الروح الأسيرةِ
في سجون ليسَ لي منها جَلاءْ
أنتِ الهوى أنتِ الأماني أنتِ لي نبعُ اشتهاءْ
نامي على زندي مذاقكِ لاذعٌ
فعلى جبينكِ ألثمُ الآمالَ والفجرَ المُشَعشَعَ بالضِّياءْ
نامي فأنتِ حبيبتي وضياءُ عيني ..أنتِ لي رمزُ الوفاءْ
خدَّاكِ أحلى من ورودِ الرَّوضِ ما ذبلتْ بضيفٍ أو شتاءْ
شفتاكِ حالمتان بالقبل ِ العذابِ .. فسفَ أمتصُّ الشَّذا
والشَّهدَ من دون انتِهاءْ
عيناكِ تنغرزان ِ في قلبي كسهميِّ القضاءْ
عيناكِ تنغرزان في قلبي وجسمُكِ نابضٌ
بالدِّفءِ والشَّهواتِ والأمل المُضَاءْ
فتألقُ العينينِ في هذا الظلام هيَ السبيلُ ..
هيَ الدَّليلُ ... هي الخلاصُ مِنَ البلاءْ
فلتأخُذيني قبلة ً وتوسَّدِيني يا مُنى روحي إذا ما غبتُ عن وطني
فقلبي ليسَ يسلوهُ ولكن أنتِ تحتلِّينَ اكنافَ الفؤادِ فأستقي مِنكِ الدَّواءْ