لم يخذلوك، بل أسلموك ؟!
لم يخذلوك، بل أسلموك ؟!
يحيى بشير حاج يحيى
إلى الطفل السوري الذي خرج يهتف بعفوية و براءة : خافوا الله خذلتونا ؟!
لا ! و الذي فَطَرَ السما
لم يخذلوك
لكنهم ، لعَدوِّك النذلِ المُدجّج بالحقارةِ
أسلموكْ !
لم يخذلوك
و إنما صمَتوا ، و بعضُ الصمتِ كُفـرٌ
فيه ألفٌ مِنْ شُكوك؟!
لم يخذلوك
فبعضُهم يدعوكَ للصبر الجميلِ
كأنّ أمّكَ هاجَرٌ
و كأنّ أيّـوبا أبوك !
لم يخذلوك
فقد بَـنَـوْا قربَ الحدود مخيماتٍ
في الفلاة لـيـُـسكنوك!
لم يخذلوكَ
فقد علَتْ أصواتُـهم كالرعدِ
يهـدِرُ مُـنذرا
يا ليتهم برَذاذ ماءٍ أمطروك ؟!
لم يخذلوك
فقد أثاروا نخوةَ الدنيا
لِـما يجري عليكَ
ألا ترى الآلافَ مجتمعينَ
بالخُطب البليغـةِ ، و البيانات الشديدةِ
أيّـدوك ؟!
هم في المجالس يدعمونك بالمديحِ
وفي النوادي بالقصائد و المنائحِ
و الفضائياتُ غاضبةٌ
تـبُثّ مسلسلاتٍ للذي تلقاهُ
مِمّن شرّدوك!
لم يخذلوك
و كيفَ ؟ و الإسلامُ يدعوهم بألّا يُسلموك
و رسولُـنا - أفدي الرسولَ - يحثّهم أن يَـنصروك ؟!
لم يخذلوك
فيا مهاجرُ كان في الشام الأبـيّةِ قلعةً
فيها بقايا عزّةٍ !
أرأيتَ أنصاراً بلُـقمةِ عـيـشِهم قد شاطروك؟
فلقد تَضيقُ الأرضُ بالأحرارِ
لكنْ قلبُ مَن آخاكَ
يبقى واسعا
بحراً على شطآنهِ
يأوي بنوك
و شفاهُ مَن واساكَ
تعلوها ابتساماتُ الوفا
نادتكَ : أهلاً بالحبيبِ و مرحباً
أناْ يوسفٌ .. أنا يوسفٌ
لا تبتئسْ !
إني أخوك .