المضيع في الدروب
مصطفى أحمد النجار - سورية
همت بأضلعه الرمادية
فما نطقت بأية كلمة شفة الرمم
صرخت بخاطره الكسول... فلم يرد
في رأسه العجز استبد
غرقان في مستنقع ركدت به الروح الضبابية
فما وجدت سوى صمت السراب!
يكفيك قالت: ما تعاني من ألم
ما أنت من رحمي إذا أسكتّ ومضاً
من هدى
ما أنت مني لا.. ولا أنت الحبيب
إن سلّمت أذناك صوتي للصدى
هتفت به الأم التي حملت له الأمس القريب:
اخرج إلى الدنيا الجديدة
فمتى يضيء غبار طلعك في الردى
وتهلّ فيه مواسم اللغة السعيدة
هتفت به: هيا
انظر إلى وجهي.. فمن
سيعيد للوجه الدما؟
انظر إلى طهر الوطن
أمّ كواها الحزن كيا
بيت تغلفه المحن
يرضيك قهري وانحدارك مجرما
انظر إلى وجه السما
وابدأ بتوبتك النصوح
ما أنت من رحمي إذا أمعنت في الغي الجموح
ما أنت مني لا.. ولا أنت الحبيب
وتوجهت بدعائها الخضل، السكوب
لله ترجو النور للابن المضيّع في الدروب
و.. أضاء في قلب الولد
ثمر الدعاء المستجاب
نور الهدى (أحدٌ.. أحد)
فتململ الصمت المريب..
تفتّح الورق اليبيس..
تعانقت فيه الصور
حين استفاق من الخدر
ومضى إلى الأم.. اعتذر!!