سواعد المقاومة والنصر الأغر
سواعد المقاومة والنصر الأغر
لكِ وللأرض حبي وسلامي يا شهرزاد
فراس حج محمد /فلسطين
ليس هناك ما هو أجمل من هذا الصباح التشريني المفعم بالأمل، أقول لك فيه من كل قلبي والحب مشتعل على ترتيل أخبار تسر النفس وتبهج الخاطر، ولعلك غير متفائلة تماما، فقد قدمنا الكثير، وسنقدم الكثير، ولكن لا حيلة لنا إلا أن نقدم ثمن حريتنا وكرامتنا، فلن يموت أحد دون انتهاء أجله، ولن يصاب بأي مكروه دون أن يكون الله قد كتب عليه هذا البلاء، وعدة المسلم الصبر والاحتساب، وتقديم ما يستطيعه، ولقد قالوا يا شهرزاد:
يجود بالنفس إن عز الجواد بها
والجود بالنفس أقصى غاية الجود!
لقد انتصرت المقاومة يا شهرزاد رغما عن أنوف المتربصين بالمقاومة والراجين من إسرائيل هزيمتنا، ومن أمريكا سحقنا، ومن عرابي الأنظمة خذلاننا، فكن مع الله ولا تبالي، وكن مع الله يكن الله معك.
أدرك كما تدركين أنها معركة بسيطة يا شهرزاد، فالحرب لمّا تنته بعدُ، ولكنها بارقة أمل للزحف نحو القدس والأقصى وإرجاع (تل أبيب) تلا للربيع والحياة على أنغام "ألله أكبر ولله الحمد"، وتطهير الأرض المقدسة من النهر إلى البحر من شذاذ الآفاق، وليخسأ الجبناء، وعاشت المقاومة حرة وأبية، فهذا الشعب عظيم لا يعرف الخسارة والهزيمة، ولتفتخري أنني وإياك من هذه الأرض، نتنفس هواءها وعبق زيتونها كل يوم، فكل يوم وأنت بأمل جديد، وحب متجدد راسخ لهذه الأرض، ولكل من دبّت في عروقه نبضات الحياة، لكِ وللأرض حبي وسلامي!!
اضرب بعمق الأرض من قلب الحَجَرْ
فالأرض بركان تفجر واستعرْ
اضرب بتينك ساعديك ولا تكن
عبئا ثقيلا في حياتك محتقرْ
جدد غبار القادحات وكن لها
بطلا يقود الحرب في ظل الشرر
سلمت يمينك شامخا ومقدما
سلمت جباه العز تشمخ بالظفر
قد هلت الأحلام، معْها نصرها
والمجد يصفو للمسافات اختصر
جابت تطوف الكون تبني للعلا
عزا يؤثله الأبي المنتظر
رحلت جموع الخائرين بذلة
سكنت جحور الضب خبأها المطر
صارت تولول مع نساء أقعدت
جرحت كرامتها تولتها سقر
من كان يزعم أنهم في راحة
فليلق نظرته الكليلة بالنظر
من عاش منهم سوف يسمع صيحة
دوّت على الأشباح أردتهم حفر
جنت أساطيل الغباء، فموتها
نادت به الأكفان يخطفها القدر
من كان ينتظر السلام لبعثه
رضع الجنون بخطوة لا تغتفر
إن الحقوق يعيدها بطل سرى
لا تستعاد بجولة في مؤتمر
قد جاء ذاك النصر أول سلم
من غيثه تأتي البواقي والأخر
يا قدسنا لا تحزني واستبشري
جاء البشير بفرحة لا تختصر
قرت عيون المسلمين وأسعدت
جنبات أقصانا الأسير له اصطبر
جودي دماء ترتوي من سيلها
تلك الروابي ينبت الفجر الأغر
حتى يعم النور آفاق الدجى
وتصير ضوءا لا يغيب بها البصر
والنجم يسهر والشموس مزانة
والبدر يرقص واللحون مع الوتر
لا يهجع الرقاد من فرح بهم
لا يعرفون الحزن من بعد الكدر
طابت به الأحلام والحق اعتلى
واستوطن العز الأشم بذا استقرْ